«شاهد من أهلها».. داود أوغلو يفضح مخططات أردوغان للسيطرة على الأراضي العربية
على الرُغم من الخلافات الجمة ما بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصحبته القديمة، أحمد داود أوغلو، وعبدالله جول، وبابا جان، إلا أنهم جميعًا لديهم مشتركات تؤكد أن تلك الزمرة مستبدة، ولها أطماع توسعية في المنطقة، فضلًا عن كونها دأبت على إقصاء الأخر.
رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" المعارض، والصديق القديم للرئيس التركي قبل أن يقرر استبعاده للتفرد بالسلطة، حكى أنه إبان توليه مسؤولية حقيبة الخارجية تقدم بطرح لرئاسة أركان الجيش تتضمن التدخل العسكري لتركيا في سوريا، وتقديم كل الدعم العسكري لما يسمى "الجيش السوري الحر"، إلا أنه أوضح أن ضباطًا في المجلس العسكري التركي عارضوا المقترح، مبررًا موقفهم بأنهم يتبعون حركة "الخدمة" التابعة لرجل الدين المعارض فتح الله جولن.
وفتح الله جولن، هو رجل دين تركي، يقيم حاليًا في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية، وأنشأ حركة تسمى "الخدمة" وهي حركة مهتمة بالتعليم الديني، وتخريج كوادر تولت المسؤولية في العديد من قطاعات الدولة. وكان جولن صديق قديم لأردوغان قبل أن ينقلب الأخير عليه في أعقاب أحداث "جيزي بارك"؛ إذ رفض جولن التعامل العنيف لأردوغان مع المتظاهرين، فقرر أردوغان التنكيل بجولن وبحركته، فما كان منه إلا أن غادر تركيا ولجأ إلى أمريكا. ومنذ ذلك الوقت وأدرج الرئيس التركي حركة الخدمة منظمة إرهابية، وبدأ في ملاحقة عناصرها.
مخطط خبيث
تحدث أوغلو مع قناة "أخبار تركيا" عن سياسة بلاده في ملف الأزمة السورية منذ بدايتها وكيفية تعاملهم معها، حيث أشار إلى أنه قدم توصية للتدخل العسكري في سوريا حينما كان يعمل كوزير للخارجية في ذلك الوقت. وبين أن قيادة الجيش التركي رفضت الطلب وعارض ضباط الجيش التركي فكرة التدخل التركي العسكري في سوريا، معتبرا أن سبب معارضتهم أنهم كانوا ينتمون (الضباط) لمنظمة جولن، والتي كانت تسيطر على قيادة الجيش، على حد قوله.
تابع أوغلو: "لو لم يكن تنظيم جولن يسيطر على قيادة الجيش التركي، لكان الواقع في سوريا اليوم مختلفاً تماما عما هو عليه الآن. أنا كوزير للخارجية حينها حاولت ضمن استطاعتي لكن قراراً مثل التدخل في سوريا هو قرار على مستوى الدولة".
لفت أوغلو إلى أنه لو دعمت ودربت تركيا ما يسمى "الجيش الحر"، لما خسرنا حلب والرقة، ولكانت تركيا تدير الآن مناطق شمالي سوريا من دير الزور وحتى اللاذقية، كاشفا عن الخط الذي كانت تستهدفه تركيا، على حدودها الجنوبية، وقال كنا نطمح في أن يبدأ هذا الخط من السليمانية شمالي العراق، مروراً بجنوب حلب وشمال حمص ويصل حتى اللاذقية وطرطوس.
فضيحة الشاحنات
وكشف أوغلو عن تورط بلاده في دعم الجماعات الإرهابية، وقال: "جماعة غولن سعت إلى إفشال كل تحركاتنا في سوريا، فقد كان عناصر الحركة يتغلغلون في جهاز المخابرات، وقاموا بتوقيف شاحنات كانت تنقل أسلحة للمسلحين".
وتعرف تلك القضية بفضيحة الشاحنات، إذ تمكنت قوات الدرج التركية من توقيف شاحنات أسلحة كانت في طريقها للجماعات الإرهابية في سوريا، إلا أن أردوغان أتلف أدلة الإدانة، وأقال المحققين في القضية، وأفرج عن المسؤولين عنها.
قال أوغلو: "عندما يكون هذا القدر من عملاء غولن في الدولة التركية ورئاسة الأركان، ماذا كان يمكنني القيام به كرئيس للوزراء؟"، بحسب تعبيره. لكن التعكس حجم المؤامرة التركية على سوريا، ودعمها للجماعات الإرهابية هناك، على الرغم من أن أردوغان كان حريصًا على نفي فضيحة الشاحنات؛ لكونها كانت متجهة إلى مناطق تخضع لسيطرة "داعش".
احتتم أوغلو حديثه بالقول: "لو دعمنا (الجيش الحر) كما دعمت الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية، لاستطعنا السيطرة على حلب والرقة ودير الزور لما كنا وصلنا إلى هذه المرحلة، ولما كنا نتحدث عن هذا الموضوع حالياً".
تابع: "كنت وزيراً للخارجية، أستخدم الدبلوماسية فقط، ولست مسؤولاً عن ذلك، لم أكن أدير رئاسة أركان الجيش.. كان هناك مشكلة داخل الجيش، كان بين يدينا جيش هو نفسه الذي قام بمحاولة انقلاب ضدنا وقصف أنقرة وإسطنبول، يجب استخدام القوة الدبلوماسية والعسكرية بانسجام، ولكن لم أكن أنا من يستطيع استخدام القوة العسكرية".