محاولات إخوانية لإبعاده.. بورصة الترشيحات تقرب الشيخ مشغل من منصب ولي عهد الكويت
منصب ولي العهد
في الكويت، لا يزال الشغل الشاغل لدي العديد من الدوائر المحلية والإقليمية
والدولية، ففي الوقت الذي أكد فيه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي أدى
اليمين الدستورية أميرا للكويت خلال احتفال خاص في مجلس النواب الكويتي في خطاب
قبوله أنه يعتزم السير على خطى الأمير الراحل الشيخ صباح، وحول من سيصبح وليًا
للعهد، تتوقع مصادر سياسية كويتية تعيين شخصية كويتية بارزة في هذا المنصب قريبا.
وأكدت المصادر
لصحيفة "جلوبال نيوز" الكندية أن نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل
الأحمد الجابر الصباح الذي رافق الأمير الراحل خلال إقامته في الولايات المتحدة
للعلاج الطبي، يعتبر الأوفر حظًا فيما يتعلق بفرصه في أن يصبح ولي العهد الجديد.
وتضيف المصادر أن
الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، رئيس الوزراء السابق، لا يمكن استبعاده من
السباق، لأنه يحظى بدعم قطاع كبير من مجتمع الأعمال في الكويت ويعتبره الكثيرون في
الأسرة الحاكمة رجل نبيل يتمتع بمهارات ممتازة في العلاقات العامة.
ولم تستبعد
الأوساط الدبلوماسية الخليجية حسم الموقف مع تولي الشيخ مشعل الأحمد وليا للعهد
وتولى ناصر المحمد رئاسة الوزراء، موضحين أن الشيخ مشعل شخصية قوية الإرادة وله
الكثير من التأثير داخل عائلة الصباح، مما يجعله مرجحًا جدًا للفوز بسباق ولي
العهد.
وأشارت المصادر
إلى أنه فور وصول الشيخ مشعل من الولايات المتحدة مع جثمان الأمير الراحل، استقبله
العديد من أفراد الأسرة في المطار في علامة على الولاء، وهو الأمر الذي فسره البعض
بخروج الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح من السباق على ولي العهد بسبب صحته، حيث يعاني
من سرطان الرئة الذي شفي منه قبل عامين، لكن ظهرت مضاعفات صحية جديدة في الآونة
الأخيرة.
وتعتقد الأوساط
السياسية في الكويت أن الشيخ مشعل يقود جهودًا حثيثة لحسم الملف سريعًا، لأنه يعلم
أن الوقت ليس بالضرورة في صفه، خاصة مع نشاط جماعة الإخوان التي تسعى لمنعه من أن
يصبح ولي العهد المقبل.
وأدى الشيخ نواف
الاحمد اليمين امام مجلس الامة وتعهد بالعمل من أجل رخاء واستقرار وأمن البلاد.
وقال الأمير
الجديد لمجلس الأمة "إن أمتنا الغالية اليوم تواجه وضعًا حرجًا وتحديات جدية
لا يمكن تجاوزها إلا بتوحيد الصفوف وتضافر جهودنا جميعا في عمل مخلص وشاق".
وتمتلك الكويت
سابع أكبر احتياطي نفطي في العالم. يتمتع المواطنون الكويتيون بدولة الرفاهية من
المهد إلى اللحد، لكن التطورات الأخيرة دفعت الحكومة إلى العمل على تعزيز الوضع
المالي للبلاد.
ولا يتوقع أن
تغير الكويت سياساتها في مجال النفط والاستثمار والشؤون الخارجية. ويقول مراقبون
لشؤون الخليج إن أولوية الأمير الجديد ستكون التعامل مع عدة قضايا داخلية خاصة أن
الخلافات السياسية تهدد استقرار البلاد.
واستبعد
المراقبون أن يكون الشيخ نواف متحمسًا للإبقاء على مسار الوساطة الخارجية الذي
كانت الكويت تتبعه كأولوية، مشيرًا إلى أن نتائج الجهود السابقة في هذا المسار لم
تكن مشجعة، بل كانت على العكس. الوساطة في أزمة قطر، على سبيل المثال، أدخلت
الكويت في لعبة المحاور وجعلتها أقرب إلى قطر، وهو وضع لم تخطط له على الإطلاق.
ويقول دبلوماسيون
ومحللون إن الشيخ نواف سيضع النتائج المحبطة في الاعتبار قبل اتخاذ أي خطوة جديدة
في هذا الملف، وأنه من المرجح أن يركز أكثر على الشؤون الداخلية، مثل اختيار ولي
العهد الذي سيدير العلاقة مع البرلمان، وهو الأمر الذي كثيرا ما تصادمت مع
الحكومة وعرقلت جهود الإصلاح الاقتصادي.
وبموجب الدستور،
يختار الأمير ولي العهد، ولكن من المعتاد أن تعقد الأسرة الحاكمة اجتماعًا للتوصل
إلى توافق في الآراء. سيخضع المرشح المختار لموافقة البرلمان.