من أعلى الجولان.. كيف تستعد إسرائيل لشن هجمات ضد حزب الله
نشر موقع مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكي Middle East Forum تقريرًا حول الموقف المعقد الذي يمر به حزب الله في لبنان، بعد الانفجار الهائل في بيروت أغسطس الماضي، حيث خضع التنظيم الذي تدعمه إيران لاهتمام وتدقيق كبيرين بسبب مخازن الأسلحة غير القانونية التي نشرها في جميع أنحاء لبنان.
التقرير
الأمريكي كشف عن تواجد مكثف لأعضاء حزب الله في سوريا، مشيرا إلى أن إيران تقوم
بتهرب الأسلحة إلى الحزب عبر الأراضي السورية التي تشهد تزايد للتنظيم، موضحا أن
كل ذلك يقلق إسرائيل، حيث يمتلك حزب الله، المسلح والمدعوم من إيران، أكثر من
100000 صاروخ ويعمل على زيادة استثماراته في الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة
بدقة.
أوضح تقرير مركز الدراسات أن إسرائيل تعمل على
زيادة استثماراتها في أنظمة الدفاع عالية التقنية للمواجهة، بما في ذلك نظام
"القبة الحديدية" الشهير الذي يطلق الصواريخ والطائرات بدون طيار وغيرها
من التهديدات.
وأشار
التقرير إلى أن الاستثمار في الأنظمة الدفاعية ليس سوى جزء من الطريقة التي تستعد
بها إسرائيل لاحتمال نشوب صراع في المستقبل، كما أنها تجهز المشاة والوحدات
المدرعة للمواجهة.
في 23
سبتمبر، توجه "سيث فرانتزمان" المشارك في كتابة تقرير المركز
الاستراتيجي الأمريكي بالسيارة إلى مرتفعات الجولان في شمال إسرائيل، حيث تمتد تلك
الهضبة في المسافة باتجاه دمشق في سوريا، وهي لمنطقة التي خاضت فيها إسرائيل وسوريا حربين في
عامي 1967 و1973، مشيرا إلى أن الجبال، المليئة بالأشجار الصغيرة والمراعي الجميلة
التي تغذي قطعان الماشية، تعد حاليا موطن للكتائب الإسرائيلية المدرعة والمشاة.
وأكد
التقرير الأمريكي أن اللواء السابع مدرع أحد الوحدات الإسرائيلية التاريخية التي
اكتسبت شهرتها من معاركها مع الأردنيين في حرب عام 1948، تستخدم اليوم دبابة
القتال الرئيسية Merkava IV المتقدمة ومجهزة بأحدث تقنيات المعلومات والاتصالات.
وأوضح فرانتزمان أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يستخدم الدبابات
والمدافع الرشاشة والمشاة والكثير من نفس المعدات التي تم استخدامها لسنوات، وأن ما تغير هناك استثمار إسرائيل في وحدات
تعمل بشكل وثيق معًا، للقتال طوال الليل والنهار بدعم جوي والمزيد من الطائرات
بدون طيار والاستخبارات على الأرض.
إسرائيل
نفذت عدد من التدريبات في المنطقة منها ما جري خلال شهر سبتمبر الماضي، من خلال
تدريب الجنود والمعدات عبر الحقول الترابية لتأمين موقع عدو وهمي، حيث انطلق جنود
المشاة خلف السواتر وأطلقت الدبابات النار، ودوت المدافع الرشاشة عن بعد حيث
اصطدمت نيرانهم.
وذكر
التقرير أن هذه هي طريقة إسرائيل في الحرب اليوم، حيث تجمع بين الحركة السريعة
وأفضل المعلومات الاستخبارية لمواجهة عدو يختبئ بين المدنيين ومناطق النجار التي
بها مخابئ مخفيةk PDE كانت إسرائيل تتحدث كثيرًا عن دمج الوحدات في السنوات الأخيرة.
على سبيل
المثال، قامت بطرح خطة جديدة متعددة السنوات تسمى "الزخم" والتي تسعى
إلى التركيز على أكثر الأسلحة عالية التقنية مثل F-35 أثناء إنشاء قوات خاصة جديدة ووحدات "متعددة
الأبعاد"، كما يتحدث القادة عن دمج أكبر عدد من القوات والأصول والقدرات في
مهمة لإكمالها بسرعة.
التقرير
أكد أن إسرائيل لا تفتقر إلى الأسلحة للمواجهة
ولكنها تريد اختيار أفضل ذخيرة لمواجهة كل تهديد يواجهها، فبدلاً من قصف المدفعية
البطيء أو القصف المكثف، من النوع الذي كان من شأنه أن يحدد الحرب العالمية الأولى
أو فيتنام، فإن الأمر كله يتعلق بإخماد الحرب إلى أدق عناصرها، وهذا يفصل ما تفعله
إسرائيل اليوم عن تجربة الولايات المتحدة في أماكن مثل أفغانستان.