السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«رعب في إسرائيل».. الاهتمام الإيراني بصحة «ترامب» يثير مخاوف واشنطن وتل أبيب

الرئيس نيوز

أثار اهتمام قناة "برس تي في" الإيرانية  وتغطيتها  الإعلامية للحالة الصحية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونقله جواً إلى مستشفى عسكري لتلقي العلاج، القلق في أوساط الحكومة الأمريكية والمخاوف والذعر في إسرائيل، خاصة وأن وسائل الإعلام الإيرانية لا تركز بشكل عام على صحة ترامب، ولم يذكر قادة النظام الإيراني مرض ترامب في تغريداتهم.

 اهتمام الإعلام الإيراني ترك لدي العديد من المحللين عدة تساؤلات حول ما يفكر فيه النظام الإيراني في هذا الوقت الدقيق، وهل تستطيع إيران شن هجمات على جنود أمريكيين في العراق أو ضد مواقع إسرائيلية؟، خاصة أن الميليشيات المدعومة من إيران، استهدفت مؤخرًا، إقليم كردستان حيث تنتشر قوات أمريكية، مطارًا بصواريخ  122 ملم، كما تشن الجماعات المدعومة من إيران هجمات يومية في العراق ضد المصالح الأمريكية، وتهدد إيران السعودية من اليمن وإسرائيل من لبنان، وتهدد الخليج، وتسعى لإرسال إرهابيين من الحرس الثوري الإيراني إلى البحرين والسعودية، وتحاول إقناع قطر بتمويل الحوثيين وبرامج أخرى.

التساؤلات لم تتوقف عند هذا الحد، حيث يرى المحللون أن إيران تعتقد أن الردع الأمريكي انخفض بسبب التشتت الذي أحدثته إصابة ترامب بكورونا، أو بسبب الانتخابات الأمريكية أو لأسباب أخرى، لذلك ستسعى للاستفادة من الأمر، خاصة أنها تخضع لعقوبات أمريكية متزايدة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة الإيرانية في عام 2018.

وتصاعدت التوترات الإيرانية الأمريكية في مايو 2019 عندما حذر البيت الأبيض من هجمات إيرانية. وسرعان ما تبع ذلك الهجمات على ناقلات في خليج عمان وطائرات بدون طيار وصواريخ ضد الأراضي السعودية،  كما تصاعدت التوترات مع قيام إيران بإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار، ثم نمت مرة أخرى خلال الصيف حيث بدأت الجماعات الموالية لإيران في العراق في إطلاق الصواريخ على القوات الأمريكية والهجمات الغامضة التي استهدفت تخزين ذخيرة للفصائل المدعومة من إيران والمرتبطة بالحشد الشعبي في العراق.
وفي أغسطس، استهدف الحوثيون – حلفاء إيرانح حقل الشيبة للغاز، واستخدمت 25 طائرة مسيرة وصاروخ كروز ضد بقيق في السعودية، كما يعتقد أن كتائب حزب الله في العراق استخدمت طائرات بدون طيار ضد السعودية في عام 2019، كما قام حزب الله بتأجيج التوترات مع إسرائيل، حيث أرسل فرق طائرات بدون طيار مسلحة إلى سوريا.
في الوقت نفسه، منذ صيف 2018، استهدفت غارات جوية مواقع إيرانية في سوريا، وقال رئيس الأركان الإسرائيلي السابق إنه بحلول يناير 2019، تم ضرب أكثر من 1000 هدف إيراني، لكن إيران كانت تعمل على زيادة حركة المرور، وبناء قاعدة في الإمام علي بالقرب من البوكمال ونقل الأصول إلى قاعدة T-4 الجوية في سوريا، حتى أنها أرسلت نظام خرداد الثالث، كما بدأت في دعم حزب الله على زيادة إنتاج الذخائر الموجهة بدقة.
إيران أرسلت زوارق محملة بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى الحوثيين في اليمن، واعترضت الولايات المتحدة ثلاثة منها بين نوفمبر 2019 وربيع 2020، وفي العراق، أمرت إيران ميليشياتها بزيادة الهجمات الصاروخية على القوات الأمريكية  وأدى إطلاق الصواريخ من قبل كتائب حزب الله إلى مقتل مقاول أمريكي في العراق.
وردت الولايات المتحدة، على اقتحام حلفاء إيران السفارة الأمريكية ونفذت عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، فما كان من إيران إلا أن أطلقت صواريخ باليستية على قاعدة الأسد في العراق، قتلت ثلاثة من أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في هجوم صاروخي على قاعدة التاجي من قبل الجماعات الموالية لإيران.

وقصفت الولايات المتحدة كتائب حزب الله وغيرها من منشآت الحشد الشعبي، وكثفت إيران الهجمات مرة أخرى، وحمل وكلائها في العراق على تنفيذ عشرات الهجمات، حيث عززت الولايات المتحدة قواعدها وانسحبت من العديد من المنشآت، وخفضت القوات من 5200 إلى 3000 بحلول أكتوبر من هذا العام.
وأعادت الولايات المتحدة مركبات برادلي المقاتلة إلى سوريا وتتبع الطائرات الإيرانية التي تحلق فوق قاعدة التنف الأمريكية في سوريا بالقرب من الأردن، كما تصاعدت التوترات بين إسرائيل وحزب الله منذ يوليو عندما قال حزب الله إن إسرائيل قتلت أحد أعضائه في سوريا، ويواصل الحوثيون استخدام الطائرات المسيرة ضد السعودية، تعلن إيران كل يوم عن طائرات بدون طيار وصواريخ وتكنولوجيا دفاعية أخرى.


حظر الأسلحة المفروض على إيران ينتهي خلال الشهر الجاري، بعد فشل المحاولات الأمريكية لفرض عقوبات "snapback"وتعرف إيران أن الولايات المتحدة في العراق مقيدة بمهمتها الرسمية ضد داعش، وأن الجيش الأمريكي بشكل عام متحفظ على الصراع مع إيران، فوزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس بدا وكأنه يعارض التوترات المتزايدة.
وحاولت إيران السخرية من إسرائيل لكنها تبدو متحفظة في اختبار نتنياهو، لهذا السبب تفضل طهران مهاجمة السعودية لأنها لا تعتقد أن الرياض سترد بشكل مباشر، فضلا على إنها تعرف أن ترامب قد يأمر على الأرجح برد قاس إذا قتل جنود أمريكيون.

 وكشف محللون أن كل هذه الأسباب دفعت إيران لصناعة سجادة للولايات المتحدة لمغادرة العراق، مدعومة بمضايقات نيران الصواريخ، دون وقوع إصابات، وتريد خروج الولايات المتحدة من أفغانستان،  وتعتقد أن الوقت في صالحها، حيث تريد الخروج من حظر الأسلحة والمضي قدمًا في بناء نظام عالمي جديد مع روسيا والصين وتركيا كشركاء وحلفاء، وإخراج الولايات المتحدة من سوريا عبر عملية أستانا والضغط على الولايات المتحدة في العراق.
وتزقع العديد من الخبراء أن إيران تسعى للتركيز على زعزعة استقرار الخليج، ونقل المزيد من الأسلحة عبر العراق إلى سوريا، لمواجهة التهديدات لإسرائيل، حيث تعلم أن لبنان مفلس وفي أزمة، لذلك قد يكون متحفظًا مطالبة حزب الله بفعل الكثير في الوقت الحالي، وتعرف أن النظام السوري ضعيف وتريد الاستمرار في التهام النظام من الداخل، مثل الأخطبوط الإقليمي العملاق الضيق الوهمي.
وأكد الخبراء أن طهران ستتصرف بعناية قبل التصعيد الذي قد يختبر إدارة أمريكية تبدو بلا قيادة للحظات، حيث تعرف إيران أن مايك بومبيو، أقوى عضو في إدارة ترامب، هو أيضًا الأقوى في التعامل مع إيران اليوم وأن اختبار صبر بومبيو لن يكون من الحكمة.