الأحد 13 أكتوبر 2024 الموافق 10 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

كلمة السر "الساحل".. كواليس وأهداف الزيارة النادرة لوزير الدفاع الأمريكي إلى الجزائر

الرئيس نيوز

وضعت شبكة "سي إن إن" الإخبارية زيارة وزير الدفاع الأمريكي "مارك إسبر" إلى الجزائر، أمس الخميس للاجتماع مع الرئيس عبد المجيد تبون، في سياقها الجيوسياسي والدفاعي حيث أشارت إلى أنها زيارة نادرة من نوعها إلى الجزائر الواقعة في شمال إفريقيا يقوم بها مسؤول أمريكي كبير.
وقال إسبر عقب خروجه من اجتماعه في القصر الرئاسي بالجزائر العاصمة "اجتماعي اليوم مع الرئيس وقيادات الجيش سار بشكل جيد للغاية، وهناك عدد من المجالات التي نخطط فيها لزيادة تعاوننا، في مجالات مثل مكافحة الإرهاب". وتأتي الرحلة في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى صد النفوذ الروسي والصيني في المنطقة.
وتعد زيارة إسبر، وهي الأولى لوزير دفاع أمريكي إلى الجزائر منذ عام 2006، في إطار مسعى أكبر لتعزيز العلاقات مع دول شمال أفريقيا، وتأتي بعد أيام فقط من سفر جنرال أمريكي رفيع المستوى ومشرف على العمليات العسكرية الأمريكية إلى الجزائر للاجتماع مع القيادة الجزائرية.
وقال الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا، في بيان عقب اجتماعه مع تبون "نود تعزيز علاقاتنا مع الجزائر، ونتطلع إلى زيادة المشاركة وتعزيز تعاوننا".
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الجزائر تقود جيشًا كبيرًا يضم حوالي 130000 مقاتلاً، وتنفق حوالي ستة بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع وهي سادس أكبر مستورد للأسلحة في العالم وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
على عكس بعض جيرانها مثل تونس والمغرب، وهما حليفان لأمريكا منذ فترة طويلة، لم يكن للجزائر علاقة كبيرة بالجيش الأمريكي.
ومنذ استقلالها عن فرنسا عام 1962، توجهت الجزائر تاريخياً إلى الاتحاد السوفييتي ثم روسيا كمصدر لكثير من معداتها العسكرية، حيث قدمت موسكو حوالي 67٪ من صادرات الأسلحة إلى الجزائر في الفترة من 2015-2019، وفقًا لمعهد ستوكهولم. تحتل الصين المرتبة الثانية كمصدر للمعدات العسكرية الجزائرية، حيث توفر 13٪ من واردات الجزائر من الأسلحة. إلا أن الغياب النسبي للعلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة والجزائر هو أمر يأمل البنتاجون في تغييره مع زيارة إسبر.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي للشبكة الإخبارية: "نحن لا نتعامل معهم بنفس القدر لأن علاقاتهم كانت مع الآخرين". وأضاف المسؤول "هناك فرصة ربما لدفع الباب مفتوحا قليلا لتوسيع علاقتنا الثنائية معهم."
كما استثمرت الصين بكثافة في البنية التحتية الجزائرية على الرغم من اللوائح الجزائرية بشأن الاستثمار الأجنبي، حيث ساعدت الشركات الصينية في بناء مسجد ضخم في الجزائر العاصمة، الذي يعتبر الأكبر في إفريقيا.
كان إسبر صريحًا بشأن رغبة إدارة ترامب في صد النفوذ الروسي والصيني في شمال إفريقيا، واتهم بكين وموسكو بالانخراط في "سلوك مفترس... يهدف إلى تقويض المؤسسات الأفريقية، وتقويض السيادة الوطنية، وخلق عدم الاستقرار، واستغلال الموارد. في جميع أنحاء المنطقة "خلال كلمة ألقاها في تونس الأربعاء.
الولايات المتحدة رحبت بالتغيير السياسي في الجزائر
قال مسؤول دفاعي إن البنتاجون يشعر أن التطورات الأخيرة في الجزائر بما في ذلك الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي ساعدت على الإطاحة بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في عام 2019، وتشكيل حكومة جديدة والتعديلات المقترحة على دستور البلاد، ساهمت جميعها في تشكيل البيئة التي تجعل العلاقات الأمريكية الجزائرية الموسعة ممكنة.
من شأن أحد التغييرات المقترحة على دستور البلاد أن يسمح للمرة الأولى بنشر القوات الجزائرية خارج البلاد للمشاركة في التدريبات أو المشاركة ضمن بعثات الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي، وهو تغيير يشير إليه المسؤولون الأمريكيون على أنه علامة واعدة عن استعداد الجزائر للمساهمة في الاستقرار الإقليمي.
لكن انتقاد الحكومة الجزائرية الحالية مستمر بين المتظاهرين المطالبين بالتغيير، لا سيما فيما يتعلق بحرية الصحافة والحقوق السياسية، مما قد يعقد أي تعزيز للعلاقة مع الولايات المتحدة.
ويرى العديد من المتظاهرين أن الدستور الجديد غير مرض حيث تعهد البعض بمقاطعة استفتاء نوفمبر على مسودة الوثيقة لكن المسؤولين الأمريكيين يتوقعون تمرير الاستفتاء.
ساعدت الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات بين الإسلاميين الجزائريين والقوات الحكومية خلال التسعينيات في ولادة بعض الجماعات الإرهابية الأكثر شهرة في المنطقة مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (AQIM) التي نفذت عددًا من الهجمات في الجزائر وفي جميع أنحاء العالم. المنطقة.
لكن المخاوف بشأن القاعدة والجماعات المرتبطة بداعش لا تزال قائمة، لا سيما في مالي الجارة الجنوبية للجزائر حيث تمكن المتطرفون من العمل على الرغم من جهود عملية إقليمية لمكافحة الإرهاب بقيادة فرنسا خاصة في منطقة الساحل. قُتل مؤسس القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الجزائري المولد، عبد المالك دروكدال، في يونيو في غارة عسكرية فرنسية في مالي بدعم من المخابرات العسكرية الأمريكية ومساعدات جزائرية في عملية استهدافه.
أعرب مسؤولون أمريكيون عن مخاوفهم من أن التمرد الأخير الذي قامت به القوات المالية والذي أدى إلى الإطاحة بالقادة المدنيين في البلاد قد زاد من زعزعة الاستقرار في الوضع الإقليمي ويخاطر بالسماح للجماعات المرتبطة بالقاعدة بالتوسع وسط عدم الاستقرار.
كانت إدارة ترامب تدرس إجراء تخفيضات إضافية في عملياتها لمكافحة الإرهاب في إفريقيا، بما في ذلك دعمها للقوات الفرنسية في المنطقة بعد خفض سابق للقوات الأمريكية في القارة في عام 2018. ومع ذلك، يؤكد مسؤولو البنتاجون أنه لم يتم اتخاذ قرارات نهائية. وخلال زيارته إلى تونس والجزائر العاصمة، تناول إسبر تحدي الإرهاب في المنطقة، داعيًا الدول إلى العمل معًا لمكافحة هذا التهديد. وكان آخر وزير دفاع أمريكي يزور الجزائر دونالد رامسفيلد عام 2006.