بعد الكشف عن مشروع "الشام الجديد".. طريق دولي يربط العراق والأردن بمصر
فيما تبدو النواه الأولى لمشروع "الشام الكبير" الذي تم الكشف عن تفاصيله بالتزامن مع الزيارة التي عقدها الرئيس السيسي للأردن لمقابلة الملك عبد الله الثاني، وكذلك رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، أواخر أغسطسط الماضي، كشفت الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود التابعة لوزارة النقل العراقية، عن نيتها تدشين خط بري جديد يربط بين العراق ومصر.
طريق دولي يربط العراق والأردن بمصر
وفق ما نقلته صحيفة "الصباح" العراقية، فكشف مسؤول عراقي عن وجود تفاهمات أولية لفتح خط جديد الى مصر يكون مساره العراق – الأردن – مصر، فيما أوضحت الشركة، أن هذا الخط البري سيمر عبر الأردن، وأن الشركة استعادت قدرتها على أن تكون شركة تحقق أرباح منذ عام 2018.
بحسب الصحيفة، فأوردت تصريحات لمدير عام الشركة، كريم كاظم حسين، قوله: "الشركة منذ عام 2018 بدأت تتحول إلى رابحة وحتى أول شهرين من عام 2020، حتى تم فرض حظر التجوال للوقاية من جائحة كورونا، مما تسبب بوقف العمل بشكل كامل وتراجعت إيراداتها خلال تلك الفترة”.
ولفت إلى إيرادات الشركة عاودت الصعود تدريجيا، بعد عودة الحركة والعمل في الشهر الثامن من هذا العام، معربًا عن أمله بعودة الخطوط البرية للعمل، بعد رفع حظر الجائحة لبعض الدول مثل إيران وسوريا والأردن وفتح منفذ عرعر الحدودي مع السعودية، ليتم نقل الحجاح إلى مكة المكرمة.
ماهو مشروع الشام الجديد
وفي 24 أغسطس الماضي، كشف القيادي في "ائتلاف النصر" العراقي، عقيل الرديني، عن عزم الدول الثلاث تدشين مشروع يطلق عليه "الشام الجديد"، وهو مشروع اقتصادي سياسي بين الدول الثلاث.
وبحسب ما هو معلن فإن مشروع "الشام الجديد"، ليس جديدًا وإنما كان مشروع يتم الإعداد له بين العراق ومصر، منذ رئاسة حيدر العبادي الحكومة.
وقال القيادي في "ائتلاف النصر"، عقيل الرديني، خلال مقابلة عقدها مع وكالة "بغداد اليوم"، إن مشروع الشام الجديد وفق النسق الأوروبي الذي تحدث عنه الكاظمي مع الصحيفة الواشنطن بوست، وأن المشروع يقوم على أساس التفاهمات الاقتصادية والسياسية بين العراق ومصر، وقد دخلت الأردن على خط المشروع مؤخرا.
وبيّن الرديني أن المشروع قائم على أساس أن مصر تمثل كتلة بشرية والعراق كتلة نفطية، والأردن دخلت على الخط للاستفادة من خدمات كليهما، وتابع: "هناك نية لدى حكومة الكاظمي لإكمال هذا المشروع خصوصا وأن الأردن ومصر تعتمدان السياسية المعتدلة"، مشيرًا لأن هناك دولًا أوروبية تدعم الفكرة وتشجعها، إلا أنه لم يكشف عن طبيعة تلك القوى أو هويتها.
وخلال وقت سابق، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إن مشروع بلاد الشام الجديدة، على النسق الأوروبي، وسيتم طرحة خلال القمة الثلاثة بين العراق والأردن ومصر، وأوضح الكاظمي لصحيفة "واشنطن بوست"، أنه "سيطرح مشروع بلاد الشام الجديدة وفق النسق الأوروبي.. على قادة مصر والأردن والذي من خلاله ستكون تدفقات رأس المال والتكنولوجيا أكثر حرية، مضيفًا أنه "سيسافر إلى السعودية قريبا اللقاء المسؤولين فيها وبحث تطويل العلاقات الثنائية".
مشروع استراتيجي
الباحث والأكاديمي العراقي، عبدالكريم الوزان، وصف في تصريحات سابقة لـ"الرئيس نيوز"، مشروع "الشام الجديد" بـ"الاستراتيجي"، وقال: "من المؤكد أنه سيعيد لمصر قوتها وحضورها في الملف العراقي"، موضحًا أن لمصر حضور شعبي في الشارع العراقي، بوصفها الشقيقة الكبرى، وأن المواطن العراقي لم ينظر يومًا لمصر بوصفها لديها أطماع في ثرواته، بل إن جميع منطلقاتها تستهدف تحقيق وحدة وسيادة العراق.
يهمك أيضاً:
تابع الوزان: "للأسف كثير من الدول العربية أُنهكت سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وأخص بالذكر منهم (العراق - سوريا - لبنان - اليمن - السودان) وهذه الدول تحتاج لدعم عربي غير محدود كي تستعيد عافيتها، ومصر والأردن تأتيان في مقدمة المهتمين بانتشال تلك الدول من أزمتها، فالأردن لها حدود مشتركة مع العراق، ومصر قلب العروبة والقادرة على استيعاب الجميع وحل أزمتهم"، مشيرًا لأن العراق بات ساحة صراع بين دول إقليمية وكبرى، ومن المؤكد أن جميع اللاعبين في الساحة العراقية لن يقبلوا بفكرة مشروع (الشام الجديد) بسهولة، وأنه من المرجح أن يلعبوا ادوارًا لإفساده، لكن الرهان في ذلك الأمر على قدرة مصر والأردن على مواجهة ذلك.