«بين الاتهام والشكر»| ردود فعل متباينة على استقالة أديب.. وسياسيون: مستقبل لبنان على المحك
تباينت ردود الفعل من داخل وخارج لبنان حول اعتذار رئيس الوزراء اللبناني المكلف، مصطفى أديب، اليوم، عن مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، عقب اجتماعه السادس مع رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، للتباحث بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي من شأنه أن يدخل البلاد في حالة جديدة من التوتر السياسي.
الحريري: ستعضون على أصابعكم
وقال رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، اليوم، إن كل من يحتفل بسقوط المبادرة الفرنسية لدفع زعماء لبنان المنقسمين إلى تشكيل حكومة جديدة، سيندم على ضياع تلك الفرصة.
وأضاف في بيان نشره عبر حسابه على «تويتر»: «نقول إلى أولئك الذين يصفقون اليوم لسقوط مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنكم ستعضون أصابعكم ندماً لخسارة صديق من أنبل الأصدقاء، ولهدر فرصة استثنائية سيكون من الصعب أن تتكرر لوقف الانهيار الاقتصادي ووضع البلاد على سكة الإصلاح المطلوب».
وتابع الحريري: «مرة جديدة، يقدم أهل السياسة في لبنان لأصدقائنا في العالم نموذجاً صارخاً عن الفشل في إدارة الشأن العام ومقاربة المصلحة الوطنية».
وأكد أن «مبادرة ماكرون لم تسقط، لأن الذي سقط هو النهج الذي يقود لبنان واللبنانيين إلى الخراب، ولن تنفع بعد ذلك أساليب تقاذف الاتهامات ورمي المسؤولية على الآخرين ووضع مكون رئيسي لبناني في مواجهة كل المكونات الأخرى».
سمير جعجع: نحتاج لحكومة مستقلة فعلًا
كما صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بيانًا قال فيه: "اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب أكد المؤكد بأنه لا يمكن التفكير باي إنقاذ إلا بحكومة مستقلة فعلا.. تسمية الوزراء من قبل فرقاء المجموعة الحاكمة الحالية قد أثبت فشله وأدى بالبلاد الى ما أدى إليه.. لا يمكن التفكير من الآن فصاعدا بتشكيل أي حكومة الا انطلاقا من الأسس التي اعتذر الرئيس أديب بسببها. تهاني الحارة للرئيس أديب، ولو لم نكن قد سميناه، لأنه أول مسؤول لبناني يستقيل عندما لا يتمكن من أن يترجم قناعاته.
طلال أرسلان: أجهض المبادرة الفرنسية
من جانبه، أسف رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، الأمير طلال أرسلان، لاعتذار رئيس الحكومة المكلّف مصطفى أديب واجهاضه للمبادرة الفرنسية بسبب عدم إدارته الشخصية لملف الحكومة وتركها لمجموعة لا صفة دستورية وقانونية لهم بتأليف الحكومات".
واعتبر أرسلان أن "هذا يدلّ ممّا لا شك فيه على أن النظام القائم فشل بالمعايير الوطنية كافة بتحويل لبنان الى دولة المواطنة الحقيقية ولا يستطيع ان ينتج الا الفساد وحماية الفاسدين؛ فكفى التلهي والتناحر والتنافس في ظل نظام لم يبقَ منه الا الشكل بمضمون فارغ".
في السياق نفسه، غرد النائب طوني فرنجية على "تويتر": "بعد اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب، على الجميع التحرك بديناميكية، مرونة وواقعية لإحياء ما تبقى من المبادرة الفرنسية. إن اللبنانيين عازمون على البقاء في وطنهم فلا يراهنن أحد على يأسهم".
عضو بتكتل الجمهورية القوية: إجرام بحق الشعب اللبناني
كما علق عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب عماد واكيم على اعتذار أديب قائلاً: "لا هذا ليس استهتاراً بل اجراماً كامل المواصفات بحق الشعب اللبناني، اغراق الرئيس المكلّف بالشروط والتلطي خلف الطوائف نهج اوصلنا الى ما نحن فيه وما زلتم مستمرون غير آبهين بالبلد والشعب، صغار لا امل فيكم”.وأشار عبر “تويتر” الى ان “الشعب هو مصدر السلطات ولن تتمكنوا من خنقه، تحية احترام الى الرئيس المكلف المعتذر”.
فيما غردت عضو كتلة المستقبل النائبة رولا الطبش عبر "تويتر": "السم، وشربناه كرمال البلد، وهني كرمال حالهم، شربوا البلد، السم"، فيما غرد عضو لبنان القوي النائب سيمون أبي رميا عبر "تويتر": "خلاصات أولية لاعتذار أديب: فرنسا غرقت في الوحول اللبنانية لانها كانت تعتقد أن المسؤولين مسؤولون واكتشفت أنهم لا يتمتعون بأدنى حس وطني. هوس المحاصصة وجنون النكايات السياسية والطائفية سمات معظم القيادات. نظام غير قابل للحياة. يبدو أن الكبار الصغار سلكوا طريق الانتحار الجماعي".
طريق مسدود
وبدوره، غرد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب وهبي قاطيشا على "تويتر": "المنظومة الحاكمة ترد على ماكرون والثورة: إما حكومة دياب أو لا حكومة. إنه عهد الإفلاس والتسلط"، بينما أسف عضو كتلة "المستقبل" النائب وليد البعريني، لوصول الرئيس المكلف الى "طريق مسدود، جراء قلة المسؤولية التي تعامل بها البعض مع المبادرة والفرصة التي كانت متاحة لانقاذ لبنان".
وسأل البعريني: "من استفاد مما حصل؟ أي طائفة وأي فريق وأي حزب؟" مضيفًا: "لا احد استفاد، بل إن العناد كان حبل المشنقة الذي التف على رقاب كل اللبنانيين".
بدورها علقت الوزيرة السابقة مي شدياق، على اعتذار أديب، قائلةً: "تحية لرئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب الذي اعتذر عن تشكيل حكومة جديدة لحزب الله يستعيد بها تركيبة حسان دياب الفاشلة"، بينما علق الوزير السابق كميل أبو سليمان على اعتذار أديب قائلاً: "أحيي أديب لأنه لم يساوم على المبادئ أو يرضخ للضغوط”.وسأل عبر “تويتر” الى ان “ماذا يجب ان يحلّ بعد من كوارث وانهيارات مالية واقتصادية على لبنان ومن عذابات على اللبنانيين، كي تقتنع الطبقة الحاكمة أن عليها التنحي جانباً وإفساح المجال لأشخاص أكفاء ونظيفي الكف؟".
وغرد أمين سر تكتل "الجمهورية القوية" النائب السابق فادي كرم على "تويتر": "كما في كل مرة تكون البلاد أمام خيارات سياسية أساسية تكون القوات صوت الحق الوطني، ومجددا نتأكد مع الاعتذار المشرف للرئيس أديب أن ما أنذرنا منه قد حدث. انها سلطة عدوة للوطن وللشعب، كفى تضحية بالمصالح اللبنانية وكفى حرقا للقدرات اللبنانية، لبنان ليس رهينة لفسادكم".
قرقاش: درس عربي يتكرر
لم تقتصر ردود الفعل على المسئولين اللبنانين فقط، إذ علق زير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش على استقالة اديب قائلا عبر تويتر :"لا يستوي منطق الدولة ومؤسساتها وكفاءتها مع منطق المليشيات ومصالحها، درس عربي يتكرّر".
فيما غرّد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيش على حسابه عبر تويتر منتقدا هذه الدرجة من قلة المسؤولية، حين يكون مصير لبنان وشعبه على المحك.
وتوجّه إلى المسؤولين اللبنانيين، بالقول: "هل فوّتم فعلا الفرصة الأخيرة التي أوجدتها فرنسا؟ متى ستوقفون هذه اللعبة المعتادة؟ استمعوا إلى صرخات شعبكم وحاجاتهم، واجعلوا الأولوية لمستقبل لبنان".