الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بالتفاصيل| رحلة التسليم السرية للمخابرات التركية.. وموقع تعذيب معارضي أردوغان

الرئيس نيوز

كشفت وثائق قضائية حصل عليها موقع "نورديك مونيتور" السويدي عن قيام المخابرات الوطنية التركية (MIT) بتنفيذ رحلة تسليم سرية وجلسة تعذيب على متن طائرة تجسس، عندما اختطفت أحد منتقدي أردوغان، بعد أن اختطفته من كازاخستان المجاورة، وعرضت الضحية لاحقًا لمزيد من التعذيب وسوء المعاملة، في موقع للتعذيب "الأسود" بالقرب من مطار أنقرة.

في شهادته أمام المحكمة الجنائية العليا الخامسة، في بلدة كوجايلي التركية، خلال أبريل 2018، أخبر زابت كيشي، مدرس ابتدائي يبلغ من العمر 48 عامًا، القضاة كيف تعرض للضرب على متن الطائرة خلال الرحلة التي استغرقت ثلاث ساعات من مدينة ألماتي إلى أنقرة بعد اختطافه، بدأ العملاء بضربه على رأسه وأعضائه التناسلية وهو معصوب العينين ومقيد اليدين من الخلف حتى فقد وعيه من الضربات التي تلقاها على رأسه، لكن الإساءة استمرت بعد أن فحصه أحد أعضاء فريق المخابرات للتأكد من أنه لا يزال لديه نبض.

كانت ملابس معلم المدرسة ملطخة بالدماء على متن الطائرة من آثار الركلات التي وجهت لجسده. ولأيام كان يرى دمًا في بوله بسبب الضرب. عندما هبطت الطائرة، تم نقله إلى الموقع الأسود لجهاز المخابرات بالقرب من مطار إيسنبوغا في أنقرة ووضع في حاوية صغيرة لمدة 108 أيام تعرض خلالها للتعذيب والاعتداء الجنسي وغيره من أشكال المعاملة المريعة.


واصطحب المعلم عائلته إلى "قيرجيزستان" حيث كان يعمل في الماضي على أمل الحصول على وظيفة بعد أن أصبح عاطلاً عن العمل بتركيا، وفي ديسمبر 2015 بعد حملة الحكومة على المدارس التي تديرها حركة جولن، وهي مجموعة تنتقد حكومة أردوغان بشدة، وتركته تلك الحملة يائسًا فشرع في البحث عن عمل في الخارج. واستقل هو وعائلته طائرة متجهة إلى بيشكيك من مطار صبيحة كوكجن في اسطنبول.

كما أصدرت السلطات مذكرة توقيف بحقه غيابيًا، بعد محاولة انقلاب فاشلة في 15 يوليو 2016 بناء على مزاعم عن صلته بأميرالات انقلابيين مزعومين في القيادة البحرية في جولجوك. وأصبح من الواضح خلال استجواب المحكمة أن المزاعم لا أساس لها من الصحة وأن أيا من الأدميرالات لم يعرفه وهو لا يعرف الأدميرالات.

بدأت محنة المواطن التركي "كيشي" عندما تم اعتقاله في كازاخستان لمخالفات الهجرة عندما سافر من بيشكيك إلى ألماتي. أمرته المحكمة الكازاخستانية بالعودة إلى قيرغيزستان، حيث كان لديه عائلة ويقيم فيه. في 30 سبتمبر 2017، ذهب إلى المطار مع محاميه لإجراءات الترحيل في ألماتي وبدأ في انتظار رحلته إلى بيشكيك. وأثناء الفحص الأمني، قيل لمحاميه إنه لا يمكنه مرافقته، وتم تسليمه لعناصر المخابرات التركية.