الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مصر تواجه الإخوان و3 جبهات قتالية لأول مرة في التاريخ الحديث

الرئيس نيوز

للمرة الأولى في تاريخ مصر الحديث، تواجه البلاد ثلاث جبهات قتالية في وقت واحد: الحرب في ليبيا، وأزمة سد النهضة، والعمليات الإرهابية في سيناء، ويتزامن هذا الوضع المعقد مع أوضاع اقتصادية فرضها وباء كورونا، علاوة على تهديد داخلي يشكله تنظيم الإخوان الإرهابي الذي لا يخفي تحالفه مع الحكومات الأجنبية المعادية للدولة المصرية، مما يترك جملة من الملفات على رأس أولويات الحكومة المصرية.

سرت "خط أحمر" في ليبيا

حدد إعلان القاهرة، في يونيو 2020، مقترحًا لإنهاء الصراع الليبي. وتضمن الاقتراح إعلانا دستوريًا وحل الميليشيات ووقف إطلاق النار بين الشرق والغرب. ومع ذلك، رفضت حكومة فايز السراج هذا الإعلان في بادئ الأمر، واستمرت في اتجاه سرت. 

ودفع رفض السراج للمبادرة المصرية السيسي إلى اقتراح المواجهة المباشرة والتدخل العسكري بإعلانه أن محور سرت والجفرة "خط أحمر".

أما الآن، على الرغم من أن الجانبين منخرطين في وقف هش لإطلاق النار، تظل مسألة سرت نقطة خلاف رئيسية ومثيرة للقلق العميق للقاهرة والعديد من الأطراف المعنية الأخرى في ليبيا. 

وسيطرة حكومة فايز السراج على هذه المنطقة تعني سيطرة تركيا على منطقة "الهلال النفطي" وقاعدة الجفرة الجوية، مما يؤدي في النهاية إلى ابتلاع شرق ليبيا بالكامل. 

وتصر تركيا على أن يكون لها نصيب كبير من مشروعات التنقيب عن الطاقة وإعادة الإعمار والحفاظ على اتفاقية الحدود البحرية غير الشرعية التي وقعها فايز السراج. 

ولفت تقرير لمعهد واشنطن أن أي سيطرة للميليشيات على شرق ليبيا تمثل أيضًا تهديدًا للأمن القومي المصري على طول حدودها الغربية التي يبلغ طولها 1200 كيلومتر، نظرًا للعداء الواضح والمفتوح الذي يبديه أردوغان للقاهرة، بعد أن تحول الرئيس التركي إلى أكبر داعم إقليمي للجماعات السياسية الإسلامية. 

وبغض النظر عن التكلفة الاقتصادية للحرب، فإن الجيش المصري والدولة المصرية بشكل عام على استعداد للدخول في حرب مباشرة إذا دعت الضرورة لذلك، فالرئيس السيسي لن ينتظر حتى تواجه حدود مصر الغربية أي خطورة.

أزمة سد النهضة

إذا كانت الأزمة في ليبيا تمثل تهديدًا للأمن القومي المصري، فإن أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا تشكل تهديدًا وجوديًا للمصريين بالمعنى الحقيقي. 

وترى إثيوبيا أن بناء سد على أراضيها لأغراض التنمية حق لها. وترى مصر أيضًا في السد حقًا لإثيوبيا، لكن بشرط ألا يتسبب في تقليص حصة مصر من مياه النيل.
واختلف البلدان حول العديد من النقاط، لكن القضية الأبرز والأساسية تتعلق بموعد امتلاء الخزان وكمية المياه التي سيسمح لها بالمرور أثناء امتلائها.

ومرت المفاوضات المصرية الإثيوبية بمراحل عديدة، بدءاً من المفاوضات المباشرة، وانتهاءً بوسطاء مختلفين، ثم عبر المفاوضات برعاية أمريكية، وأخيراً العودة إلى المفاوضات تحت المظلة الأفريقية. 
بعد أن واجهت الولايات المتحدة والبنك الدولي تعنتًا من إثيوبيا ورفض التوقيع على اتفاق مع مصر في فبراير الماضي، دعت إثيوبيا إلى عقد مفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي بدلاً من مجلس الأمن الدولي كما كانت مصر تنوي. ينظر البعض إلى هذا الطلب على أنه ليس أكثر من تكتيك للمماطلة من جانب إثيوبيا.

وترفض القاهرة خطة إثيوبيا لمدة سبع سنوات، لأن عواقب الحد الناتج عن التدفق ستؤدي إلى التدمير الفعلي للبلاد.

سيناء وجماعة الإخوان الإرهابية

حقق الجيش سيطرة أكبر على المنطقة إلا أن شمال سيناء لا تزال منطقة ملتهبة بطبيعتها، وانحسرت شدة عمليات العناصر التكفيرية بوضوح في الوقت الحالي ولكن مع قرع طبول الحرب على طول الجبهة الليبية قد يندلع الإرهاب مرة أخرى في سيناء.

ومثلما تواجه مصر كل الملفات الثلاث في وقت واحد، هناك تهديد آخر على الجبهة الداخلية لا يمكن تجاهله، ويتمثل في أنشطة  جيوب تنظيم الإخوان الإرهابي، فصحيح أن جهود الحملات الأمنية نجحت في إجبار تنظيم الإخوان الإرهابي على تعليق أنشطته، إلا أنها التنظيم ظل يحتفظ بحضور على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي. 

ويتجلى ذلك في دعم تنظيم الإخوان الإرهابي الصريح للرئيس التركي أردوغان، ونفخهم المتواصل في أي حريق ليزداد اشتعالاً كما يتضح من أداء التنظيم وخلاياه النائمة عبر وسائل إعلام الإخوان التي تبث من تركيا وقطر ولندن ومواقع التواصل الاجتماعي.