الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"حرب كلامية".. إيران تحدد مناطق المواجهة مع أمريكا وإسرائيل وتهدد الإمارات

الرئيس نيوز

عاد التلاسن الخشن والتلويح بالقوة العسكرية، ليحكم العلاقة مجددًا بين دولتي إيران والإمارات، على الرغم من أن الأخيرة أكدت أكثر من مرة أن اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ليس موجهًا ضد أحد وتحديدًا إيران، وأنه اتفاقًا سياديًا يخدم في المقام الأول مصالحها العليا.
 
فبعد أيام من تلميح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عن تشكيل تحالف أمريكي إماراتي إسرائيلي، موجه إلى إيران، وأن التحالف من المقرر أن يحمي مصالح الدول الثلاث، أعلن قائد أركان الجيش الإيراني، حبيب الله سياري، اليوم الأربعاء، تنفيذ بلاده مناورة عسكرية كبرى تحمل اسم (ذو الفقار 99)، ستشارك فيها قوات بحرية وجوية وبرية، ووحدات دفاع جوي، ومن المقرر أن تجرى المناورة في مياه الخليج شرق مضيق هرمز، وفي خليج عمان وشمال المحيط الهندي حتى 10 درجات. 

وقبل أيام قال وزير الخارجية الأمريكي، لشبكة "فوكس نيوز" الإعلامية، إن الإمارات وإسرائيل تنظران إلى إيران على أنها خطر كبير، وأردف: "لقد توصلتا لاتفاق لبناء علاقة يمكن من خلالها تشكيل تحالف للتأكد بألا يصل الخطر إلى الأراضي الأمريكية أو يؤذي أحدًا في الشرق الأوسط".
فيما أبلغت طهران أبوظبي جديتها في الدفاع عن أمنها القومي، وأن الإمارات ستكون ضمن دائرة الرد في حال استهدفت إسرائيل إيران، وهو الأمر الذي رفضته أبو ظبي، واعتبرته تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية، وحقوق الجوار.

تهديد إيراني  

وعلى هامش إعلان المناورة، قال قائد أركان الجيش الإيراني، حبيب الله سياري، إن العدو سيواجه ساحة معركة واسعة في حال ارتكابه أي خطأ استراتيجي تجاه إيران، وتابع: "في حال ارتكاب العدو أي خطأ استراتيجي تجاه إيران فإن رد طهران وجغرافية الحرب لن يقتصرا على منطقة غرب آسيا".
ولفت سياري إلى إن الهدف من المناورات تحسين الجاهزية القتالية، وأوضح أن المناورة ستشهد محاكاة لهجوم جنود من البر نحو أهداف في البحر، وإن جزءاً من التدريبات سيشهد هجمات بطائرات استطلاع محملة بالقنابل على سفن معادية مفترضة، مجددًا رفض بلاده وجود أي قوات أجنبية لحماية الملاحة في مياه الخليج.

تهديد الخليج

اللواء حمدي بخيت، المحلل العسكرى، عضو مجلس النواب، قال لـ"الرئيس نيوز": "الجنرال سياري يقصد بمناطق غرب آسيا، الخليج، بما فيها العراق وبلاد الشام (سوريا ولبنان)". 

ولفت إلى أن طهران تعتمد سياسة توسعية قائمة على الأيديولوجية الطائفية الشيعية، ثم سرعان ما تستخدم تلك الجماعات كأوراق ضغط وابتزاز للحكومات، وكذلك كأيادي غليظة لتنفيذ أهدافها. 
المحلل العسكرى اللواء بخيت، تابع: "أذرع إيران في العراق تستهدف المصالح الأمريكية بشكل مستمر، وبالتالي من الممكن أن تستغل وكلائها المنتشرين في المنطقة في تنفيذ عمليات إرهابية خاطفة ضد المصالح الأمريكية المنتشرة حول العالم".

حرب كلامية

أما الباحث المُتخصص في الشؤون الإيرانية، علي رجب، قال لـ"الرئيس نيوز": "إيران تحاول فرض شروطها على الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل بتلك التصريحات وبتلك التحركات على الأرض"، ولفت إلى أن ما يقلق إيران هو تدشين أي تحالف عسكري بين الدولتين يكون موجها لمصالحها في المنطقة.
ورجح رجب عدم قيام الإمارات بأي خطوة في هذا الصدد على الأقل خلال هذا الوقت؛ لكونها تدرك تداعياتها على الأرض، مشيرًا إلى أن العقوبات الاقتصادية على إيران أنهكتها، فضلًا عن مشاركتها في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا وفي اليمن وفي إطار دعمها للميليشيات في العراق وحزب الله اللبناني، وبالتالي هي ليست مستعدة على الإطلاق الدخول في أي مواجهات عسكرية جديدة خاصة لو أن أحد طرفيها أمريكا أو إسرائيل. 
واختتم: "الحرب ستظل كلامية وستعمل إيران والإمارات وإسرائيل وأمريكا على تجنب وقوعها، فالكل فيها سيبات خاسرًا".