تأثيرات الملء الأحادي.. ما علاقة سد النهضة بفيضانات السودان؟
يتعرض السودان خلال هذه الأيام لسيول وفيضانات غير مسبوقة منذ سنوات طويلة، مما دفع مجلس الأمن والدفاع إلى إعلان حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر، كما قرر اعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية، وتشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات، التي اجتاحت عددا من الولايات السودانية، ورغم الاستقرار النسبي لمناسيب النيل إلا أن السلطات لا تستبعد أن تواصل الارتفاع في بعض الأماكن، خاصة العاصمة الخرطوم وبعض المدن على ولاية نهر النيل، في وقت تعيش مناطق مختلفة في السودان أوضاعا إنسانية صعبة.
وبلغت الخسائر البشرية للفيضانات نحو 100 قتيل و46 جريحا، فيما غرقت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة التي كانت تزود البلاد باحتياجاتها من الخضر والفواكه، كما أن الولايات الأكثر تضرراً هى ولاية شمال كردفان، ولاية الخرطوم، الجزيرة، القضارف، وولاية سنار.
ظهرت تخوفات عديدة من تأثير الملء الأحادي لسد النهضة دون التشاور مع مصر والسودان ودون اتفاق ملزم، على زيادة معدلات الفيضان وغرق مناطق كبيرة وواسعة فى السودان، وذلك لزيادة معدلات سقوط الأمطار القياسية بالتزامن مع تشغيل الخزانات الإثيوبية في حوض النيل الأزرق، حيث يتم إطلاق كميات كبيرة من المياه من بحيرة تانا في اتجاه النيل الازرق، مما أدى إلى معدلات قياسية في إيراد النيل الازرق لأن متوسط إيراد أغسطس 18.4 مليار متر مكعب، بمتوسط يومي 610 مليون متر مكعب، وفي بعض الأيام سجلت 950 مليون متر مكعب، وبالنسبة لسبتمبر 11.7 مليار متر مكعب، بمتوسط يومي 390 مليون متر مكعب، وفى أول سبتمبر سجلت 985 مليون متر مكعب، بينما تأتي اليوم في حدود 830 مليون متر مكعب حسب أرقام وزارة الري السودانية، مما جعل البعض يتساءل عن جدوى تأجيل قرار الملء الأثيوبي لذروة أغسطس، وأن الاضرار كانت ستنخفض، ولذلك حذر السودان من خطورة عدم التنسيق مع السودان بشأن خطوات الملء وتشغيل السد الأثيوبي.
فى مايو الماضي من العام الجارى، قام السودان بتفريغ تام لخزان الروصيرص، ومع بداية شهر يوليو كان قد تم غلق بوابتين في سد النهضة من ضمن 4 بوابات، وبلغ إيراد يوليو في المتوسط حوالي 8.9 مليار متر مكعب، ومع النصف الثاني لشهر يوليو بدأ السودان يعلم بحدوث غلق لـ3بوابات، خاصة أنه أعلن عن تراجع في الإيراد وقتها، ووقف تشغيل الروصيرص، حدثت مسألة العطش في مشروع الجزيرة، حيث تم حجز للمياه في خزان الروصيرص وانخفضت مناسيب محطات الشرب في الواقعة الشهيرة .
فى 20 يوليو الماضي، بدأت المياه تمر من الممر الأوسط والمقطع المجاور له بالسد الاثيويي، مما أحدث تخبط سوداني في حجم التمرير للمياه من خزان الروصيرص، حتى بداية أغسطس ومن ثم بدأت الذروة، خاصة وأن تصميم السد في تمرير المياه من ارتفاع 60 متر كفيل برفع سرعة المياه وجرف كميات ضخمة من الطمي في خزان الروصيرص في طريقها، مما تسبب في أزمة ارتفاع العكارة اللي حصلت في محطات الشرب، كما يتم حجز مياه النيل الأبيض حتى يمر فيضان النيل الأزرق أو وقت ذروته، لأن حجز المياه معناه غرق أجزاء كبيرة من الخرطوم.
من جهته قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إنها افتتاحية مبكرة للأمطار في إثيوبيا، مشيرًا إلى أن الإيراد السنوي لنهر النيل من كمية الأمطار التي تسقط على الهضبة الإثيوبية على مدار الموسم الرئيسي، بداية من يوليو الماضي وحتى سبتمبر الجارى يمثل 85% من إيراده السنوى، وأنه من الصعب التنبؤ به حاليا، خاصة أن الإيراد النهائي يقيم في نهاية سبتمبر، لأن شدة الأمطار قد تتغير من شهر إلى آخر، إلا أن هناك شواهد تبشر ببدء الأمطار الغزيرة على بحيرة فيكتوريا.
وأوضح أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية لـ"الرئيس نيوز"، إن معظم الولايات السودانية تشهد سنوياً نوعين من الفيضانات والسيول خلال موسم الأمطار "يوليو – سبتمبر"، حيث تشهد سيول وفيضانات نتيجة الأمطار التي تسقط داخل الأراضى السودانية وهى النسبة الغالبة، بالإضافة إلى فيضان النيلين الأبيض والأزرق الذى يشكل حوالى 10% من جملة الفيضانات والسيول فى السودان، وبالتالى فإن سد النهضة سوف يمنع جزء صغير من الفيضانات، والتى يحتاحها المزارعين فى الرى الحيضى.
وأكد شراقى، إنه لا علاقة بسد النهضة وتخزين الخمسة مليارات بفيضانات وسيول السودان، لأن موسم الأمطار مرتفع فى إثيوبيا والسودان كما كان مرتفعا فى المنطقة الاستوائية في بحيرة فيكتوريا، الربيع الماضى.
من جانبه قال الدكتور عاطف عبدالحميد أستاذ الجغرافيا الطبيعية بجامعة القاهرة، إن هناك حالة من غياب المعلومات وهى ما جعلت البعض يطرح ويرى أن الفيضانات هى "عدالة السماء" لتعويض مصر عن المياه التي خصمتها إثيوبيا من النيل في حصتها الأولى، خلال بناء سد النهضة، بينما يرى البعض أنها جرس إنذار للأشقاء في السودان لأنهم لم يسمعوا لمطالبات مصر بعدم التحالف مع إثيوبيا في مشروع سد النهضة، وأن هذه الفيضانات ناجمة عن بناء سد النهضة الذي أدى إلى تجميع المياه وزيادة التكاثف وتعاظم هطول الأمطار، مؤكدًا أنه خطأ علمي لا سند له.
تأثير الملء الأحادي لسد النهضة على السودان
ظهرت تخوفات عديدة من تأثير الملء الأحادي لسد النهضة دون التشاور مع مصر والسودان ودون اتفاق ملزم، على زيادة معدلات الفيضان وغرق مناطق كبيرة وواسعة فى السودان، وذلك لزيادة معدلات سقوط الأمطار القياسية بالتزامن مع تشغيل الخزانات الإثيوبية في حوض النيل الأزرق، حيث يتم إطلاق كميات كبيرة من المياه من بحيرة تانا في اتجاه النيل الازرق، مما أدى إلى معدلات قياسية في إيراد النيل الازرق لأن متوسط إيراد أغسطس 18.4 مليار متر مكعب، بمتوسط يومي 610 مليون متر مكعب، وفي بعض الأيام سجلت 950 مليون متر مكعب، وبالنسبة لسبتمبر 11.7 مليار متر مكعب، بمتوسط يومي 390 مليون متر مكعب، وفى أول سبتمبر سجلت 985 مليون متر مكعب، بينما تأتي اليوم في حدود 830 مليون متر مكعب حسب أرقام وزارة الري السودانية، مما جعل البعض يتساءل عن جدوى تأجيل قرار الملء الأثيوبي لذروة أغسطس، وأن الاضرار كانت ستنخفض، ولذلك حذر السودان من خطورة عدم التنسيق مع السودان بشأن خطوات الملء وتشغيل السد الأثيوبي.
غلق بوابات سد النهضة وبداية الفيضانات
فى مايو الماضي من العام الجارى، قام السودان بتفريغ تام لخزان الروصيرص، ومع بداية شهر يوليو كان قد تم غلق بوابتين في سد النهضة من ضمن 4 بوابات، وبلغ إيراد يوليو في المتوسط حوالي 8.9 مليار متر مكعب، ومع النصف الثاني لشهر يوليو بدأ السودان يعلم بحدوث غلق لـ3بوابات، خاصة أنه أعلن عن تراجع في الإيراد وقتها، ووقف تشغيل الروصيرص، حدثت مسألة العطش في مشروع الجزيرة، حيث تم حجز للمياه في خزان الروصيرص وانخفضت مناسيب محطات الشرب في الواقعة الشهيرة .
فى 20 يوليو الماضي، بدأت المياه تمر من الممر الأوسط والمقطع المجاور له بالسد الاثيويي، مما أحدث تخبط سوداني في حجم التمرير للمياه من خزان الروصيرص، حتى بداية أغسطس ومن ثم بدأت الذروة، خاصة وأن تصميم السد في تمرير المياه من ارتفاع 60 متر كفيل برفع سرعة المياه وجرف كميات ضخمة من الطمي في خزان الروصيرص في طريقها، مما تسبب في أزمة ارتفاع العكارة اللي حصلت في محطات الشرب، كما يتم حجز مياه النيل الأبيض حتى يمر فيضان النيل الأزرق أو وقت ذروته، لأن حجز المياه معناه غرق أجزاء كبيرة من الخرطوم.
الإيراد السنوى للفيضان
من جهته قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إنها افتتاحية مبكرة للأمطار في إثيوبيا، مشيرًا إلى أن الإيراد السنوي لنهر النيل من كمية الأمطار التي تسقط على الهضبة الإثيوبية على مدار الموسم الرئيسي، بداية من يوليو الماضي وحتى سبتمبر الجارى يمثل 85% من إيراده السنوى، وأنه من الصعب التنبؤ به حاليا، خاصة أن الإيراد النهائي يقيم في نهاية سبتمبر، لأن شدة الأمطار قد تتغير من شهر إلى آخر، إلا أن هناك شواهد تبشر ببدء الأمطار الغزيرة على بحيرة فيكتوريا.
وأوضح أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية لـ"الرئيس نيوز"، إن معظم الولايات السودانية تشهد سنوياً نوعين من الفيضانات والسيول خلال موسم الأمطار "يوليو – سبتمبر"، حيث تشهد سيول وفيضانات نتيجة الأمطار التي تسقط داخل الأراضى السودانية وهى النسبة الغالبة، بالإضافة إلى فيضان النيلين الأبيض والأزرق الذى يشكل حوالى 10% من جملة الفيضانات والسيول فى السودان، وبالتالى فإن سد النهضة سوف يمنع جزء صغير من الفيضانات، والتى يحتاحها المزارعين فى الرى الحيضى.
تابع أيضاً:
وأكد شراقى، إنه لا علاقة بسد النهضة وتخزين الخمسة مليارات بفيضانات وسيول السودان، لأن موسم الأمطار مرتفع فى إثيوبيا والسودان كما كان مرتفعا فى المنطقة الاستوائية في بحيرة فيكتوريا، الربيع الماضى.
من جانبه قال الدكتور عاطف عبدالحميد أستاذ الجغرافيا الطبيعية بجامعة القاهرة، إن هناك حالة من غياب المعلومات وهى ما جعلت البعض يطرح ويرى أن الفيضانات هى "عدالة السماء" لتعويض مصر عن المياه التي خصمتها إثيوبيا من النيل في حصتها الأولى، خلال بناء سد النهضة، بينما يرى البعض أنها جرس إنذار للأشقاء في السودان لأنهم لم يسمعوا لمطالبات مصر بعدم التحالف مع إثيوبيا في مشروع سد النهضة، وأن هذه الفيضانات ناجمة عن بناء سد النهضة الذي أدى إلى تجميع المياه وزيادة التكاثف وتعاظم هطول الأمطار، مؤكدًا أنه خطأ علمي لا سند له.