«أولويات ترامب في الشرق الأوسط».. مساعي أمريكية جديدة لحلحلة الأزمة الخليجية
توقفت المحادثات غير المعلنة التي أدارتها السعودية مع قطر؛ نتاج التعنت القطري والإصرار على النهج ذاته الذي اشتكى منه الرباعي العربي، وهو إيواء العناصر المطلوبة أمنيًا، والتدخل في شؤون دول الجوار؛ عبر إطلاق فضائية الجزيرة، لتمارس دعاية تحريضية ضد (مصر والسعودية والإمارات والبحرين).
ملف الأزمة مع قطر عاد من جديد إلى الواجه؛ إذ حث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الرياض في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي، الملك سلمان، فجر اليوم، على التفاوض مع دول الخليج الأخرى لحل الخلافات.
كان وزير الخارجية القطري، عبد الرحمن آل ثاني، قال خلال وقت سابق إن محادثات تجريها بلاده مع السعودية لحل الأزمة، إلا أنه أعلن في أعقاب ذلك التصريح توقفها وفشلها، ووقتها رجح مراقبون أن تكون المحادثات في إطار مصالحة جزئية بين (السعودية وقطر)؛ لكون مصر والإمارات، تصران على تنفيذ الدوحة قائمة مطالب، يأتي على رأسها وقف دعم الإرهاب والتوقف عن التحريض الإعلامي وإيواء المعارضة.
مياه الخليج الراكدة
يقول الباحث علي رجب، لـ"الرئيس نيوز": "ترامب يريد تحقيق نصر سياسي جديد قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بتحريك المياه الراكدة في الخليج، وحل الأزمة مع قطر"، مشيرًا لأن "الأزمة معقدة لكون الدوحة لا تريد تغيير سياساتها العدائية تجاه الرباعي العربي".
لفت رجب إلى أن تركيا وإيران تشجعان قطر على المقاطعة لكون استمرار الخصومة يعني بقاء الدوحة مرهونة لتنفيذ خطط الدولتان في المنطقة، كما أن تركيا تعتبر الدوحة في الوقت الحالي محفظتها المالية التي تعتمد عليها في تمويل مشاريعها التوسعية في المنطقة، أما إيران فتجني المليارات نتاج العملية التجارية التي تتم مع قطر حاليًا.
رجح رجب أن تستمر المقاطعة، قائلًا: "لا حلول للأزمة تلوح في الأفق خلال الوقت القريب، فلا مؤشرات على التهدئة، فالمادة التي تبثها فضائية الجزيرة لا تزال تحريضية وتحض على العنف والكراهية، كما أن الدوحة لا تزال تأوي عناصر إرهابية ومطلوبة للقضاء".
أولوية لترامب
كان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، قال إن حل الأزمة الخليجية يمثل أولوية بالنسبة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، مشيرا إلى أنه لا تزال هناك اختلافات بين أطراف الأزمة.
أكد المسؤول الأميركي في تصريحات تليفزيونية، أن الخلاف الخليجي لا يخدم أحدا سوى طهران، وأنه وبسبب هذا الخلاف ليس هناك موقف موحد تجاه التهديد الإيراني، مضيفًا أن قطر تلجئ للأجواء الإيرانية للعبور بالطائرات فتدفع مقابل ذلك رسوما.
تابع: "نحن نتخذ خطوات صغيرة لحل ما تبقى من الخلافات، ونأمل الأيام والأشهر القادمة أن ننجح في حل هذا الخلاف".