الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في ذكرى رحيله| "الرئيس نيوز" يحتفي بالأديب العالمي نجيب محفوظ.. مخرجون: إبداعاته صالحة لكل زمان (1-2)

الرئيس نيوز

مرت منذ أيام الذكرى الرابعة عشر على رحيل الأديب العالمي الكبير نجيب محفوظ، الاسم المصري الذي سطع في عالم الرواية والأدب وترجمت أعماله لعدة لغات، وحصد جائزة نوبل العالمية عن ثلاثيته الشهيرة، ليصبح عميدا للأدب العربي، وأحد أهم أدباء العالم.

ولأن نجيب محفوظ ليس اسما عاديا ولا أديبا تقليديا، فما كان منا إلا أن نحتفي بذكرى رحيله بطريقة خاصة، ومع عدم قدرتنا على الحديث عن كافة إنجازاته واسهاماته وجوائزه وأعماله، سنذهب لما قدمه فقط في السينما والدراما التي أثرت الفن المصري والعربي لسنوات طويلة، وحتى بعد رحيله ظلت أعماله تجذب أجيالا متعاقبة، وتعيش في مجتمعنا المصري والعربي، بل وتنافس أعمالا جديدة وتتفوق عليها.
مؤخرا ردد بعض أنصاف الموهوبين، كلاما عن عدم قابلية أعمال نجيب محفوظ للتنفيذ على أرض الواقع في هذا العصر، إلا أن الواقع يثبت يوما بعد يوم أنهم محدودي الأفق، ولا يمتلكوا القدرة على تقديم أعمالا بجودة أعمال الأديب العالمي الراحل، وهو ما يجعل صناع السينما والدراما والمنتجين حتى اليوم، يلجأوا لأعمال نجيب محفوظ ويفضلون شراء حقوق استغلالها لتنفيذها سوا دراميا أو سينمائيا، والأمثلة على ذلك كثيرة وسنذكرها لاحقا.
قدم نجيب محفوظ للفن ما يقرب من 150 عملا بين السينما والدراما والمسرح والإذاعة، منها أعمالا كتب لها السيناريو والحوار وأخرى حولها كتاب آخرين إلى سيناريو وحوار، وأخرجها أبرز مخرجي السينما المصرية والعربية.
"الرئيس نيوز" تحدث عن أعمال نجيب محفوظ التي تحولت إلى دراما تليفزيونية، مع بعض المخرجين الذين تولوا مسئولية إخراج هذه الأعمال، تحويلها إلى صورة ارتبط بها المشاهد المصري والعربي بشكل كبير، حتى أنها تعرض منذ 20 عاما كمسلسل "حديث الصباح والمساء"، الذي أخرجه أحمد صقر رئيس قطاع الإنتاج السابق، وقدمه للتليفزين عام 2001، أي قبل وفاة الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ بخمس سنوات.

مخرج "حديث الصباح والمساء": نجيب محفوظ أفضل من نقل الواقع المصري في أعماله

وقال صقر في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"  إن أعمال نجيب محفوظ قابلة للتنفيذ في أي عصر لأنها تمس الواقع المصري بكل تفاصيله، موضحا أن مسلسل "حديث الصباح والمساء" مثال حي على قابلية تقديم أعمال نجيب محفوظ في أى وقت وأى عصر، لأنها تمس العلاقات الاجتماعية والإنسانية في المجتمع المصري ولذلك تصلح في أي وقت، فهي أعمال تفاعلية وممتعة في نفس التوقيت، وحكايات صادقة تنقل مشاعر المواطنين.
وأكد صقر أن البطل الحقيقي في "حديث الصباح والمساء" هو الراحل محسن زايد، لأن نجيب محفوظ كتبها بالطريقة الهندسية والحروف الأبجدية ويروي ملخص لحياة هذا الشخص كامله، وكان على محسن زايد أن يعيد رسم الشخصيات والعلاقات لأصلها في تسلسل درامي، وهذا أمر صعب جدا لا يقدر عليه سوى شخص مبدع.
وكشف أن العمل كان مقدرا له أن يقدم في 3 أجزاء ولكن وفاة محسن زايد تسببت في توقف المشروع بعد الجزء الأول، لأنهم قدموا ما يقرب من 60 شخصية من أصل 130 شخصية تضمهم الرواية.
وقال صقر: "أي كاتب سيناريو يتمنى ويفخر بأن يقوم بتحويل رواية من روايات نجيب محفوظ إلى عمل درامي أو سينمائي، لأنها مضمونة النجاح".
وأكد أن ما يميز أعمال نجيب محفوظ أنها تمس الواقع بكافة تفاصيله سواء تراجيديا أو كوميديا أو أكشن، فجميعها مرتبط بالواقع ويشبهه وبه مبرر للتواجد في الأحداث بعكس ما يحدث حاليا من اختلاق مشاهد أكشن أو كوميدي بدون مبرر حقيقي.
وأنهى صقر حديثه مؤكدا أن الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ شاهد المسلسل وأشاد به جدا وشكر فريق العمل على قدرتهم على نقل الصورة بما يتناسب مع أصل الرواية.

مخرج "أفراح القبة": أعمال نجيب محفوظ قابلة للتقديم في أي عصر

أما المخرج محمد ياسين تحدث في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" عن مسلسل "أفراح القبة" المأخوذ عن رواية للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، وقدمه للتليفزيون عام 2016، أي بعد رحيل نجيب محفوظ بعشر سنوات.
وقال ياسين: مسلسل «أفراح القبة» من أصعب التجارب الفنية التي مر بها في حياته، موضحًا أنه تعرض لحالة إعياء شديدة تشبه بالانهيار العصبي، بسبب الإرهاق الذي عاشه أثناء تصوير المسلسل، لكنه كان سعيدًا بالعمل.
وأضاف أنه كان يبذل كل جهده من أجل إنجاز العمل حتى يخرج بصورة راقية تليق بالمشاهد، مشيرًا إلى أن فريق العمل الذى شارك في المسلسل تعامل بمنطق الفنان الموهوب، وليس مجرد ممثل يصور عملًا.
وأكد أن أعمال نجيب محفوظ قابلة للتنفيذ على أرض الواقع في كل العصور لأنها مرتبطة بطبيعة المصريين وواقع الشارع المصري بكل فئاته.
وأوضح أن "أفراح القبة" عمل درامي كلاسيكي هادف، قدم وجبة فنية دسمة جعلته يحقق نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيري والنقدي، ولاقى المسلسل ردود فعل إيجابية للغاية، وأحدث ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وحظي بنسب مشاهدة عالية للغاية لأن متابعيه رأوا فيه تركيبة فريدة ومختلفة عن غيرها أدت إلى نجاح العمل.

11 مسلسلا مأخوذ عن أعمال الأديب العالمي 

مسلسلات أخرى يصل عددها إلى 11 قدمتها الدراما المصرية مأخوذة عن روايات للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، وتضم قائمة الروايات "اللص والكلاب"، والتي قدمت للدراما مرتين أحدهما عام 1975 من إخراج إبراهيم الصحن، ثم أعيد تقديمها في عمل آخر عام 1998 من إخراج أحمد خضر.
ومسلسل "الباقي من الزمن ساعة" عام 1982 ومن إخراج هاني لاشين، ومسلسلات "بين القصرين" "وقصر الشوق" بجزئيهما من الثلاثية، وتم تقديمهما عامي 1987-1988، ثم مسلسل "قشتمر" 1994 من إخراج علوية زكي، ومسلسل "حضرة المحترم" عام 1999، ورواية "عبث الأقدار" التي قدمها المخرج خالد بهجت للتليفزيون عام 2000، وعام 2001 تم تجسيد رواية "السيرة العاشورية - ملحمة الحرافيش"، برؤية المخرج وائل عبدالله، وفي نفس العام تم تقديم رواية "قسمتي ونصيبي" تليفزيونيا من خلال المخرج مصطفى النجار.
تحويل "كفاح طيبة" إلى عمل درامي 2021 باسم "الملك"
أما أبرز المفاجأت هو ما أعلنته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن تحويل رواية "كفاح طيبة" للأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، إلى مسلسل تلفزيونى بعنوان "الملك" يعرض فى رمضان القادم من بطولة الفنان عمرو يوسف.
المسلسل الذى يخرجه حسين المنباوى، ويكتب له السيناريو والحوار الأخوة دياب (محمد وخالد وشيرين)، بإنتاج مشترك بين شركة أروما وسنيرجى، يتناول قصة الملك أحمس وتحريره لجنوب وشمال مصر وطرد الهكسوس من طيبة، وتركز الأحداث على حياة هذا القائد وحلمه لتحرير الوطن، ويمثل هذا العمل عودة للدراما التاريخية التى افتقدتها الشاشة المصرية منذ سنوات، بسبب احتياجها إلى ميزانيات ضخمة، فى بناء الديكورات وتصميم الملابس الخاصة بالمرحلة الزمنية التى تدور فيها الأحداث.
ووعد المنتج تامر مرتضى، ممثلا عن شركة أروما، بأن يكون مسلسل "الملك" أول عمل فرعونى حقيقى للجيل الحديث يتناول حياة الفراعنة بشكل واقعى، وسيكون هناك أضخم مؤثرات بصرية من تنفيذ فريق أروما.
وأعلن المنتج تامر مرسى رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عبر حسابه الرسمى بموقع "فيس بوك" أن المسلسل سيعرض حصريا على إحدى قنوات المتحدة فى رمضان 2021.
جدير بالذكر أن "كفاح طيبة"، التى تصدر عن دار الشروق، هى الرواية الفرعونية الأخيرة للأديب العالمي نجيب محفوظ قبل أن يتجه للروايات الاجتماعية، ونشرت للمرة الأولى سنة 1944، وهى الثالثة بين روايات نجيب محفوظ التاريخية بعد "عبث الأقدار" عام 1939، و"رادوبيس" عام 1943.
يصور الأديب العالمى فى روايته البديعة كفاح المصريين لاسترداد حريتهم وطرد الغزاة الهكسوس، وسط أجواء قصة حب مستحيلة بين الملك أحمس والأميرة القادمة من الصحراء؛ حيث يمزج "محفوظ" قصة كفاح أهل طيبة بقصة حب الملك أحمس، الذى ورغم حصوله على النصر لم تغب عن ذهنه صورة تلك الأميرة القادمة من الصحراء (ابنة عدوه الهكسوسى) والتى ظلت ملامحها محفورة فى قلبه كأول يوم رآها فيه على ظهر السفينة الفرعونية، ومع ذلك يضحى بعاطفته فى سبيل طيبة.