السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

السعودية وإيران في ميزان النار.. من يحسم الحرب?

الرئيس نيوز

السعودية وإيران في ميزان النار.. من يحسم الحرب?
—— علا سعدي
يشهد الشرق الأوسط معركة كبيرة بين قوتين من أكبر قوى الشرق الأوسط، المملكة العربية السعودية وإيران. ويخوض الاثنان حربا بالوكالة في المنطقة في كل من العراق واليمن وسوريا، بجانب محاولة نشر نفوذهما في الدول الإفريقية وكسب موطئ قدم جديد لهما في أماكن أخرى. وتتكبد إيران والسعودية مبالغ مالية ضخمة تنفق على وكلائهما في المنطقة، بجانب إفقاتهما في جوانب عسكرية وخاصة بعد التوتر الأخير الذي تسبب فيه المتمردون الحوثيون بإطلاقهم صاروخا على الرياض واتهام السعودية إيران بإنها التي تقف وراء الحادث لمنحها الحوثيين الصواريخ.
وعقدت صحيفة “ديلي اكسبريس” البريطانية مقارنة للقدرات العسكرية الإيرانية والسعودية، وأشارت إلى أن القوات الجوية السعودية تملك 790 طائرة ومروحية معظمها طائرات قتالية بينما تملك القوات الجوية الإيرانية 477 طائرة معظمها طائرات النقل، وبذلك تتقدم السعودية على إيران في عدد الطائرات الحربية.
ولفت التقرير إلى أن السعودية لديها نحو 934 ألف جندي بينما يكون نحو 40 مليونا من سكانها مستعدين لخدمة الوطن عند الضرورة، أما إيران فيضم جيشها حوالي 250 ألف جندي وضابط، ويمكنها أن تستدعي 14 مليون آخرين للخدمة العسكرية. بينما تتساوى الرياض وطهران في عدد الدبابات، ولدى السعودية 1142 دبابة، ولدى إيران 1161 دبابة، وتتقدم السعودية على إيران في عدد الآليات العسكرية الأخرى، إذ أن جيشها يملك 5500 آلية عسكرية مدرعة بينما يملك الجيش الإيراني 1315 آلية عسكرية.
وتتفوق إيران على السعودية في مجال المدفعية حيث يملك الإيرانيون 1474 قاذفة صواريخ وحوالي 2500 آلية مدفعية أخرى بينما يكون بحيازة السعوديين 322 قاذفة صواريخ و1000 آلية مدفعية أخرى.
وبحسب “ديلي اكسبريس” يمكن للإيرانيين أن يتغلبوا على السعوديين في البحر، إذ أن أسطولهم يضم 398 سفينة في حين يحوي الأسطول السعودي 55 زورق دورية، وفيما يتعلق بإنفاق الدفاع تعتزم السعودية تخصيص حوالي 43 مليار جنيه إسترليني لتغطية النفقات العسكرية في العام الحالي فيما يمكن أن تبلغ النفقات العسكرية الإيرانية 4.7 مليار.
وأشارت دراسة للدكتور ياروسلاف يارزابك بمعهد الشرق الأوسط إلى ارتفاع ميزانية الإنفاق العسكري للسعودية بعد الربيع العربي من 53 مليار دولار في 2011 إلى 85 مليار دولار في 2015، بينما رفعت الإمارات إنفاقها من 18.5 مليار إلى 23 مليار، بينما كانت الزيادات في الإنفاق العسكري لباقي دول المجلس في نفس الفترة كبيرة أيضًا، فالبحرين زودت إنفاقها العسكري من 1.1 مليار إلى 1.4 مليار وعمان من 7 مليارات إلى 10 مليارات وقطر من 3.5 مليار إلى 5 مليارات بينما وصل الإنفاق في الكويت إلى نحو 6 مليارات دولار.
وعلى الرغم من من أن السعودية قد سجلت المركز الثاني بين أكبر مستوردي السلاح في العالم بنسبة 7% من حصة سوق السلاح عالميًا، والإمارات رابعًا بنسبة 4.6%، إلا أن إيران لازالت تتفوق بالقوة البشرية، كعدد وتدريب وخبرة عسكرية لأفرادها وحنكة عسكرية لقادتها، كما أنه ومع تفاخر الحكومات الخليجية بنوعية وجودة تسليحها الحديث، تظل إيران تملك الصواريخ الباليستية التي تكشف أغلب المدن الخليجية وتعرضها لخطر كبير في حالة حدوث مواجهات مباشرة.
والمواجهات بين السعودية وإيران لم تقف على حد التسليح وإنما أيضا مد المعارضين بالمال والسلاح، فإيران تمد حزب الله اللبناني بالمال والسلاح وتمد أيضا الرئيس السوري بشار الأسد بالمال والسلاح والجنود وكذلك العراق وفي اليمن تقدم طهران دعما كاملا للحوثيين من مال وأسلحة.
وكشفت الولايات المتحدة العمليات التخريبية لإيران في اليمن ومنها تزييف العملات في اليمن واستيرادها معدات التزييف من ألمانيا، بجانب العثور على وثيقة تكشف طلبا كانت قد رفعته قوات القدس الإيرانية، يوصي بزيادة حكم الدعم المادي التي تعتمده إيران لمؤسسة شهيد يمن، ليصل إلى 3.7 مليون دولار في عام 2015. وكشف مصدر يمني أن إيران تدفع رواتب شهرية للحوثيين، وتتقاضى «جبهة إنقاذ الثورة» التي يرأسها البرلماني أحمد سيف حاشد، 30 ألف دولار شهرياً، بينما تتحصل أحزاب سياسية صغيرة منضوية في هذا المسمى، عشرة آلاف دولار شهرياً لكل حزب منها الربيع والوفاق وحزب الأمة الموالي للحوثيين، فيما تتقاضى أحزاب أخرى ما بين 50 ألفاً إلى 20 ألف دولار في الشهر.
بينما ساهمت السعودية بـ 50 مليار دولار قبل سنوات الحرب، لكي تساعد في استقرار الاقتصاد اليمني وجميع الأموال استهدفت مشروعات صحية، وتعليمية، وإسكانية، وسياحية. وفي ظل اطار دعم السعودية للأنشطة التي تحارب الإرهاب وتحقق مزيد من الاستقرار في المنطقة، كشفت وكالة بلومبرج الأمريكية أن السعودية وافقت على دعم قوة غرب إفريقيا بمبلغ 100 مليون دولار، بعد أن نجحت فرنسا في إقناعها بأهمية المشاركة في تمويل هذه القوات التي تحارب المتطرفين.