تركيا تعاقب سكان الحسكة بقطع المياه وحلفاؤها يتقاتلون في إدلب
تركيا تسعى فسادًا في سوريا، فبينما تتورط في تعطيش نحو مليون ونصف المليون سوري من المقيمين في محافظة الحسكة، نتيجة تعمدها قطع إمدادات المياه عنها؛ كجزء من سياسة معاقبتها للأكراد، بدا أن الأمور في إدلب تسير على غير هواها، فالجماعات الإرهابية التي تأويها هناك لم تعد لها سلطان عليها، فتنظيم "حراس الدين" المنشق عن تنظيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا)، دائم الاقتتال مع الفصائل الأخرى رغبة منهم في الهيمنة، الأمر الذي يخلف ضحايا من المدنيين هناك نتيجة اقتتالهم.
الباحث في الحركات الأصولية، مصطفى أمين، قال لـ"الرئيس نيوز": "ظهرت النواه الأولى لتنظيم "حراس الدين" حينما أعلن قائد تنظيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني، فك الارتباط مع تنظيم "القاعدة"، وتغيير الاسم ليصبح "هيئة تحرير الشام"، وهنا اعترض عدد من قادة "جبهة النصرة" وأعلنوا الانشقاق وتشكيل جماعة "أنصار الفرقان" الذي تغير اسمها إلى حرس الدين".
أوضح أمين أن من بين أبرز قيادات "حراس الدين"، المسؤول الشرعي السابق في النصرة سامي العريدي، والقيادي في الجهاز العسكري سمير حجازي (أبو همام الشامي) وقياديين مؤسسين للنصرة كإياد الطوباسي (أبو جليبيب الأردني)، وبلال خريسات (أبو خديجة الأردني)، لفت إلى أن عدد مقاتلي حراس الدين نحو 2000 عنصر، ويقود التنظيم حاليا سمير حجازي (أبو همام الشامي)، فيما يعد سامي العريضي أبرز علمائه الشرعيين.
الدفاع الروسية
وزارة الدفاع الروسية، دعت تركيا لاتخاذ إجراءات "لضمان النظام" على الأراضي التي تنتشر فيها القوات التركية بسوريا ووقف "الأنشطة الإجرامية" للجماعات المسلحة الموالية لها.
رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء البحري ألكسندر شيربيتسكي، قال في بيان له مساء أمس الجمعة: "رصدنا اشتباكات كثيرة بين مختلف الفصائل المسلحة، مما أسفر عن سقوط قتلى بين المدنيين. وتؤدي هذه الأعمال غير القانونية إلى أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة وتهدد حياة وسلامة الآلاف من المدنيين السوريين".
أوضح الجنرال الروسي أن عناصر الجماعات المسلحة الموالية لتركيا تقوم بسرقة ممتلكات المواطنين والمعدات في المنشآت الحيوية الخاصة بتزويد السكان بالمياه والكهرباء.
تابع شيربيتسكي: "ندعو الجانب التركي إلى اتخاذ إجراءات لضمان النظام في الأراضي التي تنتشر فيها القوات المسلحة التركية ووقف الأنشطة الإجرامية للجماعات المسلحة الخاضعة لسيطرتها".
تعطيش الحسكة
إلى ذلك، قالت منظمات حقوقية إن المياه مقطوعة عن محافظة الحسكة منذ عشرة أيّام بعدما قطعت تركيا الماء عن مضخة مياه الشرب في محطة علوك، في ريف الحسكة، وبالتالي عن كامل المحافظة الواقعة شمال شرق سورية في عملية عقاب جماعي غير إنسانية وغير أخلاقية تهدف للضغط على السكان الذين يقطنون في مناطق سيطرة القوات الكردية وهو ما أفضى خلال الأيام الماضية إلى كارثة في المدينة وأريافها.
تدوينات رواد مواقع التواصل، هي من كشفت الأمر، إذ تصاعدت المناشدات من داخل المدينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وطالب نشطاء من المحافظة من كافة وسائل الأعلام المهنية والإنسانية وكافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الأنسان والمجتمع الدولي الضغط على أنقرة لوقف معاقبة المدينة من خلال قطع المياه عنها لما لذلك من آثار كارثية على السكان المدنيين.
وراج هشتاج “العطش يخنق الحسكة” على مواقع التواصل، فيما قالت مصادر لمواقع سورية، إن الجانب الروسي بدأ مفاوضات مع أنقرة لإعادة مياه الشرب للمحافظة ولكن دون أن يظهر حتى الآن أي تقدّم في مسار التفاوض.
من جانبها، تحاول الحكومة السورية نقل مياه بشكل عاجل عبر الصهاريج إلى سكان المحافظة بالرغم من أن قسما كبيرا منها يقع تحت سيطرة قوات “قسد” والفصائل الكردية المناوئة للحكومة السورية. ويبدو أن تركيا أقدمت على قطع المياه من المصدر الوحيد الذي يغذّي أهالي المحافظة كردٍّ على قطع الإدارة الذاتية الكردية المسيطرة على أجزاء من محافظة الحسكة للكهرباء عن منطقة رأس العين وتل أبيض اللتان تقعا تحت سيطرة القوات التركيّة في الشمال.
وبرّرت الإدارة الكردية قطع الكهرباء بتخفيض الجانب التركي الوارد المائي من محطة علوك إلى أقل من 10% من طاقتها الفعلية، واقتصاد الضخ على مضخة واحدة من أصل 10، ويحاول سكان الحسكة حفر الآبار كبديل عن تحكّم أنقرة بماء الشرب، إلا أنّ مياه تلك الآبار حسب السكان ليست صالحة للشرب بسبب ملوحتها وتلوّثها بمياه الصرف الصحي.
بيان سوري
بدورها، وجهت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري نداءها الإنساني إلى كافة الجهات لإنقاذ أكثر من مليون مدني من أهالي محافظة الحسكة السورية من العطش نتيجة قطع تركيا المياه عن المحافظة.
قالت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في بيان: "أن الظروف الإنسانية القاسية التي يضطر أكثر من مليون مدني من أهالي محافظة الحسكة لعيشها نتيجة قطع الاحتلال التركي ومرتزقته المياه عن المحافظة أمر مخالف للقانون الدولي الإنساني، علاوة على منع فرق الهلال الأحمر العربي السوري من الوصول الآمن إلى محطة علوك لإصلاح أعطالها وتأمين وصول مياه الشرب للمدنيين".
وشددت المنظمة في بيانها، على استمرار جاهزيتها لمواجهة التداعيات المترتبة على جريمة قطع المياه، مشيرة إلى وضعها خطة طوارئ تعمل بموجبها على تأمين المياه بشكل عاجل لأهالي المحافظة.