السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"تلاميذ تحت القصف".. قصف مدارس اليمن بـ380 غارة جوية

الرئيس نيوز

نشر موقع المونيتور الأمريكي تقريرا يكشف أن الحرب في اليمن ضد المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية والفصائل الأخرى في الحرب الأهلية اليمنية قد احتلت المدارس أو استغلتها أو هاجمتها.
وارتفع عدد الأطفال المحرومين من التعليم بأكثر من الضعف إلى حوالي 3.5 مليون، مما يهدد مستقبل جيل كامل في البلد الفقير الذي دمرته الحرب. 
وقالت إليزابيث هاجدورن، مراسلة المونيتور إن تقريرًا جديدًا رصد، مع اقتراب الصراع في اليمن من عامه السادس، إجبار الهجمات غالبية المدارس على إغلاق أبوابها ، مما حرم آلاف الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم.
وقالت منظمة حقوق الإنسان اليمنية المستقلة "مواطنة" ومركز وقف إطلاق النار لحقوق المدنيين ومقره لندن إن الفصائل المتحاربة في البلاد قد "ألحقت أضرارًا بالغة بالمدارس ودمرت واستغلت واحتلت أو هاجمت العديد من المدارس". ووثق التقرير الذي صدر قبل بضعة أيام أكثر من 380 هجوما على منشآت تعليمية أو على مقربة منها خلال الفترة من مارس 2015 وحتى ديسمبر 2019.
ووجد التقرير أن العديد من الغارات الجوية بدت عشوائية. في الغالبية العظمى من الحالات، عندما ألحقت الغارات الجوية أضرارًا بالمدارس أو دمرتها، لم يتمكن الباحثون من تحديد هدف عسكري قريب.
وفي 140 من أصل 153 غارة، لم يكن هناك أي وجود عسكري في المدارس أو بالقرب منها. وقالت نورية الحسيني، الباحثة الرئيسية في التقرير: "يبدو الأمر وكأنهم قصفوا المدارس من دون سبب".
كما وثقت مبادرة "مواطنة'' ومركز وقف إطلاق النار 171 حالة لاحتلال المدارس أو استخدامها لأغراض عسكرية من قبل الحوثيين المتحالفين مع إيران.
يسلط التقرير الضوء على مدرسة في محافظة الحديدة استولت عليها بعض القوات المتحاربة في فبراير 2018، وتستخدم مرافق المدرسة الآن كموقع لتخزين الأسلحة وثكنات عسكرية لبعض الكتائب اليمنية، ويتم إطلاق النار عليها يومياً من قبل المتمردين الحوثيين. قال الشهود إن الطلاب ، الذين استمر جزء صغير منهم في الدراسة، يدرسون الآن في مسجد قريب.
كما سجل التقرير حالات قام فيها الحوثيون بزرع ألغام أرضية وتخزين مواد متفجرة بالقرب من المدارس. وقام المجلس الانتقالي الجنوبي، والجماعات التابعة للإصلاح الإخواني، بنهب وإتلاف أثاث الفصول الدراسية، ودخلوا المدارس بالقوة المسلحة.
خلقت الحرب بين المتمردين الحوثيين، الذين اجتاحوا العاصمة صنعاء في 2014، وتحالف الدول العربية، الذي تدخل لإعادة الحكومة المعترف بها دوليًا، ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وتقول الأمم المتحدة إن القتال ترك ما يقرب من 80٪ من سكان اليمن في حاجة إلى شكل من أشكال المساعدة.
لا يزال الأطفال يتحملون وطأة الأزمة. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في عام 2019 إنه لم يعد من الممكن استخدام واحدة من كل خمس مدارس في اليمن كنتيجة مباشرة للصراع. هناك أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة، وهناك 3.7 مليون آخرين معرضون لخطر التسرب.
ويظل الحصول على التعليم حلماً لملايين اليمنيين، وكان من المثير للصدمة أنه بعد ثلاث أو أربع سنوات، لا تزال المدارس مدمرة أو متضررة، ويتعين على الأطفال الصغار الدراسة تحت الأشجار.
وذكر التقرير أنه مع 155 حادثا موثقا، بما في ذلك 87 غارة جوية و58 حالة لاحتلال المدارس والاستخدام العسكري من قبل المتمردين، كانت صعدة هي المحافظة التي تعرضت لأكبر عدد من الهجمات ضد المدارس. وكانت المحافظة الشمالية الغربية التي يسيطر عليها الحوثيون والمتاخمة للسعودية موقعًا لهجوم جوي في أغسطس 2018 أسفر عن مقتل العشرات من الصبية عندما أسقطت طائرة حربية قنبلة أمريكية الصنع على حافلة مدرستهم.