السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

القصة الكاملة لتعاون سمير الإسكندراني مع "المخابرات العامة".. ولماذا نعاه الجهاز!

الرئيس نيوز

نعت المخابرات العامة المصرية الفنان سمير الإسكندراني، الذى رحل عن عالمنا الخميس عن عمر ناهز 82 عاما بعد صراع مع المرض.


وقالت المخابرات العامة فى نعيها للفنان الراحل سمير الإسكندراني: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. المخابرات العامة المصرية تنعي بمزيد من الحزن والأسى الفنان سمير الإسكندراني، الذي قدم لوطنه خدمات جليلة جعلت منه نموذجا فريدا في الجمع بين الفن الهادف الذي عرفه به المصريون وبين البطولة والتضحية من أجل الوطن رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته. وللأسرة خالص العزاء".


تفاصيل تعاون سمير الإسكندراني مع المخابرات العامة


بالطبع ليس أمرا عاديا أن تنعى المخابرات العامة المصرية أي فنان، ولم تحدث هذه الواقعة من قبل، إلا في حالة واحدة وهي حالة الفنان القدير الراحل محمود عبد العزيز، والذي يعد أول فنان مصري ينعاه جهاز المخابرات العامة المصرية بشكل علني ورسمي، لكن لمن لا يعرف فإن الفنان الراحل سمير الإسكندراني قدم أعمالا وطنية جليلة وقصة بطولية تثبت أنه مصري من طراز خاص.


وينشر "الرئيس نيوز" القصة الكاملة لبطولة الفنان الراحل سمير الإسكندراني خلال السطور التالية.


القصة بدأت عندما التقى سمير الإسكندراني بشاب يدعى سليم فى الجامعة بإيطاليا، وكان هذا الشاب أبهر الجميع بذكائه وباتقانه لعده لغات، منها العربية ورغم انبهار سمير بهذا الشاب في البداية إلا أن شيئا ما بعث الكثير من الحذر في أعماقه خاصة بعد تحركاته المريبة ومعرفة سمير بموضوع جواز سفره الأمريكى عكس ادعائه بأنه عربي.




وكان سمير الإسكندراني استفاد بما تعلمه من قبل عن طبائع المجتمع الأوربي واليهودى من سابق معاشرته لهم بالقاهرة، واستطاع أن يخدع سليم ليعرف نواياه، وبالفعل تمكن من ذلك حتى أن سليم قدمه إلى جوناثان شميت أحد ضباط الموساد الإسرائيلي، وهنا أيضا قام سمير بخداعه وأوهمه بكراهيته النظام فى مصر وسخطه منه بحكم نشأته، وكذلك بحبه الشديد للمال حتى عرض جوناثان العمل لصالح ما أسماه بمنظمة الحبر الأبيض لمحاربة الشيوعية والاستعمار، مقابل راتب شهري ثابت ومكافآت متغيرة، وبدأت التدريبات المكثفة على الحبر السرى وكيفية جمع المعلومات العسكرية، ثم طلب جوناثان من سمير التطوع في الجيش، وأن يبرر حصوله على المال بأنه كان يعمل مغنيا فى أحد النوادى الليلية فى روما.


وعاد سمير إلى بيروجيا ليستقبل شقيقه الوحيد سامي وأطلعه على الأمر، وبعدها عاد إلى مصرويروى سمير الإسكندرانى بنفسه ما حدث عند نزوله مصر وقال: "بمجرد أن وصلت الباخرة إلى الاسكندرية أخذت سيارة أجرة إلى القاهرة وذهبت فورا إلى بيتي، وبمجرد أن رآني والدي حكيت له كل ما حدث لي وتعرضت له في إيطاليا، فساعدني عن طريق صديق له يعمل وكيلا لجهاز المخابرات العامة فاتصلنا به وحكيت له ما مررت به لكنه تحدث معي بعدم اكتراث وطلب مني أن أمر عليه وهو يضحك، فقلت له إنني لن أمر عليه لكنه إذا أراد أن يعرف الحقيقة فعليه أن يقابلني، في جروبي وتكون معه سيدة تبدو كأنها زوجته، هنا تغيرت لهجة الرجل وبدا أكثر حزما لأنه أدرك أنني مدرب فعلا والأمر خطير وبعد ساعة تقريبا تقابلنا في جروبي وكأنها صدفة أنا وهو، وتلك السيدة وسلمنا علي بعض وكأننا نعرف بعضا من زمان.


تابع أيضاً:

الحكومة: الخميس إجازة رسمية بمناسبة عيد رأس السنة الهجرية

الأوقاف: الهجرة تتطلب تحرير العقل من الأفكار الهدامة

نصائح مهمة عند إتمام عملية تنسيق المرحلة الأولى للجامعات 2020

السيسي يشاهد فيلما تسجيليا بعنوان "بريق وطن"


وأضاف: "ثم اصطحبني معه في سيارة فيات بيضاء 1300 وغيرنا طريقنا أكثر من مرة ونزلت أنا، وركبت سيارة أخرى سوداء وبعد فترة وجدت نفسي في مبني أنيق بمصر الجديدة ودخلنا مكتبا، قابلت فيه ضابطا قدم نفسه لي باسم جعفر وعندما طلب مني أن يعرف حقيقة الأمر قلت له أنا لا اعرف حضرتك ولا أعرف الباشا وكلامي معناه حياتي ورقبتي لذلك أنا لن أتحدث إلا مع الشخص الذي اعرفه وعندما سألوني من الذي تعرفه؟ قلت لهم الرئيس جمال عبدالناصر".


واستكمل سمير كاشفا أنه حاول الرجلان أن يقنعاني بالحديث لكنني رفضت تماما فقالا لي لو غيرت رأيك اتصل بي، وغادرت المخابرات دون أن انطق وعلى مدى شهر ونصف الشهر ظللت أذهب يوميا إلى قصرعابدين ومبنى رئاسة الجمهورية لربما أقابل الرئيس عبدالناصر وطوال هذه الفترة لم، أحاول الاتصال بالمخابرات الإسرائيلية بأي شكل من الأشكال حتى اتصلت بي المخابرات المصرية وطلبوا مني الذهاب إليهم في موعد ومكان محددين فذهبت في الموعد بالضبط، وأخذوني معهم إلى فيلا بسيطة بمصر الجديدة، وكان بصحبتي في السيارة صلاح نصر مدير المخابرات العامة، وعندما وصلنا فوجئت بدخول الرئيس جمال عبدالناصر فهجمت عليه وقبلته وحاولت تقبيل يده لكنه رفض فقلت، له أنا محتاجلك أنا في مشكلة كبيرة فقال لي: صلاح أبلغني عنك كلام كويس قوي علشان كده، قابلتك وكفاية إنك جئت لنا بنفسك".


الإسكندراني يروي اغتيال المشير عبدالحكيم عامر


وذكرت مصادر أن أبرز ما كشفه سمير الإسكندراني هو اغتيال المشير عبدالحكيم عامر بعد أن فشلت محاولاتهم لنسف طائرة "اليوشن 14" عام 1956، في الجو على اعتبار أنه بداخلها وكانوا يجندون لتلك العملية جاسوسا مصريا اسمه "إبراهيم رشيد" كانت كل تقاريره مسئولة لأن ترسم للموساد تحركات المشير أولا بأول وكان مدير المخابرات الإسرائيلية وقتها يكرر طلبه دائما لتوافر معلومات أكثر عن تحركات المشير، وثانيا وهو الأخطر كان اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر عن طريق وضع سم طويل المدي في طعامه خاصة أنه كان يمثل الخطر الرئيسي على إسرائيل على حسب قول اسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل وقتها، لكن وضع السم في طعام عبدالناصر لم يكن شيئا سهلا. فكيف خططوا لتلك العملية، عن طريق تجنيد شيف يوناني يعمل في محلات جروبي بالقاهرة وكان هو المكلف بتلك العملية، وكانت الخطة على حسب اعترافات هذا العامل نفسه بعد القبض عليه هي أنه كان مقررا أن يراقب هذا الشيف واسمه "جورج ايستاماتيو" مواعيد الحفلات الرسمية التي يتواجد فيها عبدالناصر وتشرف محلات جروبي على خدمة الطعام والشراب فيها وكان دوره أن يضع سم طويل المدى لعبدالناصر في طعامه الخاص بحيث لا يأتي هذا السم بمفعوله القاتل إلا بعد ستة أو سبعة أشهر وبالتالي يصبح من المستحيل اكتشاف تلك العملية.


كان سمير ثعلبا حقيقيا استوعب الأمر كله والتدريبات كاملة في سرعة وإتقان، وبرزت فيه مواهبة الشخصية، وقدرته المدهشة على التحكم في انفعالاته وبراعته في التعامل مع العدو وخداعه فى نقل المعلومات بحنكه وكانت نوعية معلوماته صحيح هامة لكنها تقليدية حتى لا تثير شكوك العدو بالتعاون مع المخابرات المصرية.




وكانت أهم مرحلة التى قطعت أى شك اتجاه سمير رفضه بذكاء شديد عمله تجنيد أحد أقاربه العسكريين وأنه غير قادرة، وأوضح أنه شخصا عادية ليس هناك أى شيء يثير الشكوك حوله.


حاولت المخابرات الإسرائيلية الانتقام من الثعلب بتصفية شقيقه سامي، لكنهم فوجئوا بأن المخابرات المصرية أرسلت أحد أفضل رجالها لإعادته من النمسا قبل كشف الشبكة، وكانت الفضيحة الإسرائيلية عالمية، ونصرا مصريا كبيرا، واستمع سمير إلى التفاصيل وهو يبتسم، لقد دعاه الرئيس جمال عبد الناصر ليكافئه علي نجاحه في تلك العملية، عندما تسبب نجاحه في استقالة مدير المخابرات الإسرائيلية هرطابي.