تفاصيل الصدام البحري بين تركيا واليونان في شرق المتوسط
يبدو أن النظام التركي، يسعى إلى تحويل منطقة شرق المتوسط، إلى ساحة صراع وصدام مع اليونان، وعلى الرغم من أن أنقرة تعلن أنها على استعداد للتوصل إلى تفاهمات سلمية مع أثينا، فإن التطورات على الأرض تعكس غير ذلك، إذ قال إردوغان، أمس، أن الذين حاولوا الاحتكاك بسفية المسح السيزمي "عروج ريس" في المتوسط، واجهوا الرد السريع، وأن من يحاولون العودة سيلقون رد الفعل ذاته، إلا أنه لم يعط تفاصيل عما حدث.
دفعت الاستفزازت التركية الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف تحركاته للتهدئة ومنع تصاعد الأوضاع في شرق المتوسط، فبينما دعت ألمانيا إلى التهدئة، هاتف ماكرون نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وناقشا الاستفزازت التركية، ودعيا إلى التهدئة.
ونشرت فرنسا منذ يومين طائرتين عسكريتين وسفينتين من سلاح البحرية في شرق المتوسط، لإظهار دعمها اليونان في الأزمة، الأمر الذي وصفته الخارجية التركية بـ"البلطجة".
صدام المتوسط
وعلى الرغم من أن الغموض يخيم على ما حدث في شرق المتوسط، إذ لم تعلن أي جهة رسمية سواء (الدفاع اليوانية أو التركية) تفاصيل ما جرى؛كشفت صحيفة "كاثيميريني" اليونانية، ما حدث بعدما تواصلت مع مصدر دفاعي يوناني.
تقول الصحيفة إن مصدرًا دفاعيًا يونانيًا قال لها إنّ اصطداماً خفيفاً وقع بين سفينة حربية يونانية وأخرى تركية الأربعاء خلال مواجهة في شرق البحر المتوسط، واصفاً ما جرى بأنه "حادث" إلا أنه نتاج الاستفزازات التركية.
وتابع المصدر: "كانت سفينة المسح التركية أوروتش رئيس تتحرّك بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية، قرب عدد من الفرقاطات اليونانية. والأربعاء، اقتربت إحدى هذه الفرقاطات، وهي ليمنوس، من سفينة المسح عندما تقاطعت مع مسار إحدى سفن الحراسة البحرية التركية".
وأضاف المصدر: "الفرقاطة اليونانية ناورت لتجنُّب الاصطدام المباشر، وفي أثناء ذلك لامس قوس مقدمتها مؤخرة الفرقاطة التركية. وأن ليمنوس لم يلحق بها أضرار، وشاركت في وقت لاحق في مناورة عسكرية مشتركة مع فرنسا قبالة جزيرة كريت صباح الخميس".
وتتشابه الأحداث الحالية فيما جرى بين الدولتين العام 1996، بسبب التنازع على ملكية جزر صغيرة غير مأهولة في بحر إيجه، وحاليًا تتناحر الدولتنا على حدود الجرف القاري البحري والمجال الجوي إلى جزيرة قبرص المقسّمة على أساس عرقي.
تحركات أوروبية
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى تهدئة في منطقة شرق المتوسط، ويكثف من تحركاته للحيلولة دون وقوع صدام بسبب استفزازت تركيا، فقد تبادلت تركيا والدول الأوروبية الاتهامات بشأن التطورات الميدانية في شرق المتوسط، فبينما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو:"يجب على فرنسا خصوصاً وقف اتخاذ تدابير تُفاقم التوتر"، دعت ألمانيا إلى "بذل كل الجهود لتجنّب تصعيد جديد" بين أنقرة وأثينا.
من جانبه، ذكر مسؤول في الاتحاد الأوروبي أن رئيس المجلس، شارل ميشيل أشار، أبلغ في اتصال هاتفي مع أردوغان، تضامن الاتحاد الأوروبي الكامل مع اليونان، وأضاف المسؤول أن ميشيل دعا إلى "وقف تصعيد التوتر"، وقال إنه ينبغي "تجنُّب الاستفزازات" مع "تفضيل الحوار".
وقال بيان للبيت الأبيض إن الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون "أبديا قلقهما بشأن تزايد التوتر بين اليونان وتركيا الحليفتين في حلف شمال الأطلسي" خلال اتصال هاتفي أمس.
في السياق نفسع قال وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، أمس، إنه يأمل أن تتصرّف كل أطراف النزاع في شرق البحر المتوسط وفقاً للقانون الدولي، وعدم نشوب صراع.
وأضاف انه عندما ناقش مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في فيينا، النزاع مع تركيا، بسبب التنقيب عن الطاقة في شرق البحر المتوسط: "يحدوني الأمل في عدم نشوب صراع، إذا التزم الجميع القانون الدولي للبحار".