الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صفقات سرية بين الدوحة وأنقرة.. كرة القدم التركية في أحضان قطر

الرئيس نيوز

ترك قرار الاتحاد التركي لكرة القدم بإقامة نهائي كأس السوبر - بين أبطال الدوري الممتاز هذا الموسم والفائز بكأس تركيا - في قطر عام 2021 عددًا كبيرًا من الأشخاص في الأوساط السياسية والرياضية التركية في حيرة من أمرهم، حيث يُنظر إلى الخطوة التي اتخذها الاتحاد على أنها تدفع بكرة القدم التركية إلى أحضان قطر.

وستكون هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها المباراة النهائية في بلد خارج تركيا أو ألمانيا، التي تضم ملايين الأتراك، واستند الاتحاد إلى ظروف وباء كورونا كمبرر لهذه الخطوة، لكن المنتقدين ونواب المعارضة يعرفون أن كرة القدم التركية متشابكة مع السياسة - وأن السياسة في البلاد كانت متشابكة منذ فترة طويلة مع الدولة الخليجية الغنية بالنفط والغاز، فيما استحوذت beIN Sports القطرية على أكبر منصة نشر رقمية في تركيا، Digitürk، في عام 2015، كما تمتلك beIN أيضًا حقوق بث مباريات الدوري التركي، ويُعتقد أن beIN لعبت دورًا في قرار نهائي كأس السوبر التي ستقام في قطر.

في السياق نفسه، أوقفت الشبكة القطرية دفع المبالغ المعتادة إلى اتحاد الكرة التركي وأندية كرة القدم التركية بعد أن أدت جائحة كوفيد-19  إلى توقف الدوري في مارس الماضي، وسبق أن هددت beIN بإلغاء اتفاقية البث المباشر في وقت شهدت فيه الليرة التركية هبوط كبير، ما لم يعتمد الاتحاد التركي وأندية الدوري الممتاز سعرًا ثابتًا للعملة، ومنذ ذلك الحين، ظل سعر العملة المرضي لكافة الأطراف لغزًا محيرًا كما وصفته صحيفة أحوال التركية، حيث لم يكشف الاتحاد ولا beIN Sports عن أي رقم للعملة.

النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أردوغان توبراك، كان من بين المنتقدين الصريحين لقرار إقامة نهائي كأس السوبر في قطر، منتسائلًا على تويتر: "ما هذا الحب  لدى السلطة الحاكمة في تركيا لقطر؟.. هل beIN القطرية تدير الآن كرة القدم لدينا أيضا؟.. أم أن هذه استراتيجية تسويق لبيع نادٍ تركي للقطريين؟".

وكانت هناك مناقشات مكثفة حول الفساد في كرة القدم التركية بعد أن قدمت الأندية الثلاثة الكبرى في اسطنبول - بشيكتاش وفنربخشة وجلطة سراي - أداءً باهتًا هذا العام، وأرجع المراقبون فشل الموسم إلى تعيينات الحكام والأخطاء الناجمة عن التدخل على مستوى الدولة، إذ يتلقى الفريقان اللذان يتصارعان على صدارة الدوري الممتاز، يد العون أردوغان وصهره، وزير الخزانة والمالية "بيرات البيرق"،  وهما من مشجعي الفريقين اللذين قفزا إلى صدارة الدوري التركي هذا العام. 

في يوليو، احتفلت نادي باشاك شهير بأول بطولة له في الدوري التركي الممتاز بعد أن تعرض منافسه طرابزون سبور لهزيمة مفاجئة على يد كونيا سبور، بينما رفعت "طرابزون" شكوى جنائية ضد رئيس باشاك شهير وأعضاء من الاتحاد التركي، باتهامات التأثير على قرارات الحكام ضد طرابزون سبور.

وتصادف أن رئيس باشاك شهير، جوكسيل جوموشداج، تربطه علاقة نسب بأردوغان، الراعي الرئيسي لباشاك شهير، وعلى علاقة وثيقة بسلسلة مستشفيات مملوكة لوزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، ويتلقى كلا الفريقين دعمًا حكوميًا، حيث يوفر المقاولون المرتبطون بالحكومة والمصارف العامة الدعم المالي والموارد الإعلانية والرعاية للفريقين. 

وشهدت احتفالات بطل الدوري الممتاز 2019-2020 باشاك شهير ظهور أردوغان ونجله بلال، وهناك محادثات في الدوائر السياسية والحكومية عن أن بطل الدوري الممتاز "باشاك شهير" سوف تستحوذ عليه قطر هذا الموسم، ولكن من جانب قطر فأنها تشترط زيادة القيمة السوقية للنادي وأن النادي يفوز بالحق في المشاركة في الدوري خلال الموسم المقبل - وهما شرطان تم الوفاء بهما منذ ذلك الحين.

في غضون ذلك، دافع رئيس الاتحاد التركي "نهاد أوزدمير" عن إقامة نهائي كأس السوبر في قطر، قائلاً إن الأندية ستكسب المال من خلال هذه الخطوة، في حين ستُمنح فرق الدوري التركي فرصة لعرض نفسها. إن الصورة الحالية في كرة القدم التركية - التي تُلعب في ظل سياسات البلاد - قاتمة، وتتعرض بشكل متزايد لتأثير قطر باعتبارها الحليف الأجنبي الوحيد لتركيا.