عمرو الشوبكى: تفجير بيروت انعكاس لأزمات لبنان.. والتجربة أثبتت فشل الأحزاب المسلحة (حوار)

أصاب تفجير بيروت الكثيرين بالذهول، وشكل صدمة للوطن العربي والعالم كله، فما تعرضت له العاصمة اللبنانية كان مفاجئًا، رغم حالة التخبط السياسي التي تعيشها لبنان، فإن أحدًا لم يتوقع حدوث ذلك.

«الرئيس نيوز» حاور الكاتب والمفكر السياسى، عمرو الشوبكى، لمعرفة أسباب الانفجار وتداعياته على لبنان.. إذ يرى أن تفجير مرفأ بيروت هو انعكاس لأزمة لبنان التى يعيشها منذ فترة مع بداية الحراك الشعبى الأخير.

 وإلى نص الحوار:

هذا التفجير هو انعكاس حقيقى لأزمات  لبنان والتى اقتربت من ان تصبح دولة فاشلة بكل المقايس، كما أن هذا التفجير فتح الباب أمام مشهد غياب الدولة اللبنانية وعدم سيطرتها على حدودها  البرية والبحرية والجوية، والأمر كله خاضع لسيطرة حزب الله، وأن وجود كمية متفجرات وسط بيروت بهذا الشكل دون وجود احتياطات دليل على فشل الدولة اللبنانية.

حزب الله كان عليه بعد حرب يوليو فى 2005 نزع سلاحه، وأن يتحول لشكل سياسى داعم للدولة اللبنانية وليس حزب مسلح يسيطر على الدولة ويجعلها تحت أنيابه.

لا أحد يطلب ذلك، والشيعة لهم دور سياسى داخل لبنان ولكن المطلوب هو ان يمارس حزب الله دورا سياسيا وليس دورا مسلحا يقوم بتوجيه ضرباته للبنانين كما حدث مع الحراك الشعبى الأخير الذى شهدته لبنان وكان لحزب الله دور فى قمع الحراك.

الحراك الشعبى وإن أخطأ القائمين عليه لا يسبب ضرر أبدا لأى دولة، ولكن الخطر يأتى من خلال المليشيات المسلحة مثل جماعة الإخوان فى مصر والتنظيمات الإرهابية التى تحمل العديد منالمسميات فى مصر وكذلك حزب الله.

حزب الله تحول من حزب ثورى يحمل السلاح فى وجه إسرائيل، إلى مجرد ورقة فى يد إيران لتحقيق مصالحها فى المنطقة العربية، أو أستعماله كورقة ضغط من أجل برنامجها النووى.

 ومنذ عام 2006 وحزب الله لم يضرب رصاصة على إسرائيل بل وجه سلاحه للحراك اللبنانى وكل ما كان يحدث مجرد مناوشات شكلية.

أتوقع مشهدين لا ثالث لهم وهو أن يكون هناك تغير شكلى وأن تقوم الحكومة التى يسيطر عليها حزب الله بإلقاء التهم على شخصيات غير مؤثرة ويكون هناك تغير شكلى فى الحكومة.

والسيناريو الآخر يعتمد على قوة الحراك الشعبى ضد حزب الله وضد سياساته، وحدوث انتفاضة حقيقية تشهدها لبنان، والعمل من أجل تغير جذرى تشهده الحكومة.. لكن هذا الأمر مكلف إذ تتحكم به قوة دولية مؤثرة  وله حسبات إقليمية ليست سهلة، ويمكن أن  يؤدى هذا الخيار إلى دمار شامل وكلى لبنان.

الوضع خطر لأن الفشل فى منظومة الدولة الحاكمة وصلت لدرجة لم تصل إليها دولة عربية، وإهمال  يصل الى أن مواد متفجرة شديدة الإنفجار  تتخزن على مدار 6 سنوات فى منطقة سكنية،هذا أمر تجاوز الخيال والمعقول وهو ما ينم على خطورة كبيرة تشهدها لبنان فى الفترات القادمة.

حزب الله بالطبع فقد شعبيته بعدما تحول إلى ميلشيا ضد شعبه فقد العديد من أنصاره ومنهم شيعة.

 المستفيد هو غسرائيل التى لم تبذل مجهود فى تدمير الدول العربية ولكن الإنقسامات العربية حققت لها كل ما تريد.

أعتقد أن العرب لن يلعبوا دور سياسى واضح فى لبنان بسبب الخلافات بين بعض الدول العربية وحكومة لبنان، التى يسيطر عليها حزب الله، وأقصد بالذات دول الخليج، وسوف يقتصر الأمر على المساعدات الإنسانية.

طبعا.. وهى أن الأحزاب المسلحة أصبحت أمرًا مرفوضًا فى جميع الدول العربية، لكونها تتحول إلى ميلشيات مسلحة ضد شعبها وتخدم أجندات  دول أخرى ولبنان نموذج وبذلك يكون حزب الله لفت الإنتباه إلى ضرورة التخلص من الأحزاب السياسية المسلحة.