الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«حزب الله» في دائرة الاتهام.. كيف تناولت الصحافة العالمية انفجار بيروت؟

الرئيس نيوز

هزت سلسلة من الانفجارات الضخمة ميناء بيروت، أمس، وخلفت في سماء المدينة سحابة من الأدخنة ارتفعت فوق الدمار الواسع الذي أودى بحياة أكثر من 100 ضحية على الأقل وإصابة مئات آخرين في العاصمة اللبنانية، وفقًا لشبكة سي إن بي سي الإخبارية.
 
لم يتم تحديد سبب الانفجار بشكل قاطع بعد، لكن أشارت التقييمات الأولية - وفقًا لمسؤولي المخابرات في المنطقة والولايات المتحدة - حتى ظهر الثلاثاء إلى أن الكارثة كانت حادثة عرضية، وتحدثت تقارير صحفية عن عامل لحام كان يمارس عمله اليومي ولكن بالقرب من حاويات خطرة. ومع ذلك، لم تستبعد الإدارة الأمريكية وقوع هجوم من نوع ما، كما ركزت شبكة فوكس نيوز الأمريكية على طبيعة المواد التي كانت مخزنة في حرج ميناء بيروت.

وفي أعقاب وقوع أول انفجار ضخم في بيروت، هزت انفجارات متتالية أخرى وسط بيروت مما أدى إلى تدمير جزء كبير من الميناء، وإتلاف المباني وتدمير النوافذ والأبواب بينما ارتفعت سحابة شبيهة بفطر عيش الغراب العملاق فوق العاصمة. ورأى شهود عيان الكثير من المصابين بجروح بسبب الزجاج المتطاير والحطام.

تكهنات حول سبب الانفجار
ونقلت فوكس نيوز عن مصادر لبنانية قولها إن معظم عمليات الميناء تخضع لسيطرة "غير رسمية" لحزب الله وظهرت مؤشرات على اندلاع حريق في مستودع متفجرات داخل المنشأة. كما أشارت عدة مصادر إلى عمليات الجريمة المنظمة التي تنفذ منذ سنوات خارج الميناء، في مناطق يسيطر عليها حزب الله في المقام الأول، وأن الانفجار يحتمل أن يشمل "حاويات متعددة" ولكن ليس له صلة بالإرهاب.
وأشار مصدر استخباراتي آخر في مقابلة أجرتها بي بي سي إلى أن "هناك احتمال قائم بأن الانفجار كان نتيجة تخزين الألعاب النارية والبنزين والأسلحة جنباً إلى جنب، ووقع الانفجار رسميًا في مستودع الألعاب النارية والبنزين." وأكد المصدر لفوكس نيوز أيضا أنه بناء على تحليل فيديو للانفجارات، وقعت انفجارات صغيرة قبل الانفجار الأكبر مباشرة. وتشير الاختلافات في اللون التي عكستها الصور المنشورة أيضًا إلى وجود ألعاب نارية، ولكن لم يستبعد وجود أسلحة ومواد محتملة أخرى في المنطقة المجاورة.
ونقلت دويتش فيله عن إيان برادبري، رئيس شركة تيرا نوفا للإدارة الاستراتيجية المتخصصة في الاستشارات الدفاعية والتي تتخذ من كندا مقراً لها، قوله إن الميناء المتضرر بشدة يعمل كمركز شحن مركزي للبلاد، ويتم تشغيله من قبل شركة (GEPB) التي تعاقدت من الباطن لإدارة عمليات الحاويات وأسندت تلك المهام إلى شركة تعرف باسم اتحاد محطة حاويات بيروت (BCTC). يعتبر الميناء من أكبر وأنشط مناطق البحر الأبيض المتوسط.
وتابع: "استيراد الألعاب النارية شائع، والمنطقة التي تظهر في الفيديو تظهر موقع تخزين معروفًا لهذا النوع من السلع، وهناك بعض التكهنات بشأن شحنات الأسلحة التي تم استلامها أو تخزينها مسبقًا في هذا القطاع من الميناء، ولكن حتى الآن، لم يتم تأكيد ذلك".
وإضافة إلى الرواية الغامضة، قال اللواء عباس إبراهيم، رئيس المديرية العامة للأمن العام في لبنان، في مقابلة تلفزيونية مباشرة، إن الحاوية كانت مصدر الحريق الأولي والانفجار، إذ حملت الحاوية على متنها "مواد شديدة الانفجار" بما في ذلك نترات الصوديوم، مشيرًا إلى أنه "سيكون من السذاجة وصف مثل هذا الانفجار بأنه ناجم عن الألعاب النارية".

حزب الله في دائرة الضوء
مع ذلك، دفعت الكارثة حزب الله إلى دائرة الضوء مرة أخرى. لعدة أشهر، اعتبر لبنان نقطة اشتعال متنامية للتوترات الجيوسياسية، ليس فقط بسبب الحزب المدعوم من إيران، ويعتقد تاجودين سروش، الصحفي في تلفزيون إيران الدولي ومقره لندن، أن أحد كتائب حزب الله رفيعة المستوى - وهي الميليشيا السيئة السمعة المدعومة من إيران والمعروفة بالعنف الشديد في العراق - يعتقد أن عددًا من عناصرها  قتلوا حتى الآن في هذا الحادث.
هل تورطت إسرائيل في كارثة بيروت؟
ومع ذلك، سرعان ما اكتسحت النظريات شبكة الإنترنت المتعلقة بإسرائيل كمتهم وراء الانفجارات - التي استمرت أكثر من ذلك في النزاعات عبر الحدود هذا الأسبوع بين القوات الإسرائيلية وحزب الله. ومع ذلك، نفى العديد من المسؤولين الإسرائيليين أي تورط.
وأكد جيم فيليبس، وهو باحث في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة هيرتدج أن الجيش الإسرائيلي أعلن يوم الاثنين أنه أحبط محاولة التسلل إلى حدود إسرائيل مع سوريا لزرع متفجرات - وهي عملية يشتبه أنها لحزب الله - ورد بضرب أهداف في سوريا. في وقت سابق من يوم الثلاثاء، حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حزب الله والجماعات الإرهابية الأخرى العاملة في سوريا من أن إسرائيل لن تتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن قوى متعددة تبدو وكأنها تتجه نحو المنطقة لأغراضها الخاصة، ما يؤكد أنها ستبقى منطقة ساخنة في المستقبل.

أنشطة إيران
وأضاف محلل الدفاع جون وود: "على مدى الأشهر القليلة الماضية، كان هناك تراكم مستمر للأسلحة من إيران والصين كجزء من الجهود المتضافرة التي تبذلها إيران لتعزيز موطئ قدمها في لبنان وسوريا ومن الواضح أن المؤامرة تتكثف؛ الشيء الوحيد الذي يمكننا التأكد منه هو أن هذه الأحداث ستدفع لبنان إلى مزيد من الفوضى السياسية والاقتصادية، في الوقت الذي تكون فيه البلاد بالفعل على حافة الانهيار".