السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

«الوسيم» يقتحم مشاكل العالم.. ماكرون يبحث عن الحلول «منفردًا»

الرئيس نيوز

علا سعدي
اتسمت السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بـ”النشاط” خلال الفترة الماضية، إذ سافر إلى غرب إفريقيا وزار الجزائر، واستقبل في باريس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبحث عن احتمالات السلام في الشرق الأوسط، واستضاف قمة المناخ، وناقش مكافحة الإرهاب مع مجموعة “جي 5” التي حضرها قادة أفارقة.
وبحسب مجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية، فإن ماكرون وافد جديد نسبيا للسياسة الخارجية عندما أصبح رئيسا منذ شهر مايو، ولكن شهيته كبيرة على نحو غير منطقي وأعلن عن طموحاته لفرنسا ويريدها أن تصبح قوة عظمى مرة أخرى.
ويناشد نشاط ماكرون العديد من الناخبين الفرنسيين بعد سنوات من التراجع الاقتصادي وتضائل النفوذ الدولي، وأظهر استطلاع للرأي أجري هذا الشهر أن 73%  يؤيدون سياسة ماكرون في الخارج التي تعد أكثر بكثير من جهود الإصلاح الاقتصادي.
ولكن نشاط ماكرون هل سيحقق شيئا؟، وخاصة كان هناك العديد من الرؤساء الجدد الذين اهتموا بالشؤون العالمية وأصيبوا بخيبة أمل مثل نيكولاس ساركوزي في بدايه ولايته للحكم طرح نفسه صانع للسلام في الشرق الأوسط ولم تؤت جهوده أي نتائج فاعلة، واستخدم كلا من ساركوزي وفرانسوا أولاند القوات العسكرية بكل سهولة على سبيل المثال في ليبيا وسوريا، فكانت فرنسا في بادئ الأمر تعارض حكومة بشار الأسد ولكنها فشلت بعد ذلك في التصرف بشكل حاسم ودعا ماكورن لأخذ إجراءات في كلا البلدين بسبب الإخفاقات الكبيرة.
وأوضحت المجلة أن هناك عنصرين مختلفين اليوم عن ما كان من قبل، أهو ان ماكرون يقف اليوم بمفرده كزعيم غربي لديه بعض النفوذ الدبلوماسي والعسكري الذي يسعى لدور دولي أكبر في ظل انشغال بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي وتقلص نفوذها، وأيضا القادة الألمان لديهم تأثير محدود خارج أوروبا، ويؤكد المحلل الأمني في باريس، فرانسوا هيسبورج أن فرنسا تملء الفراغ الذي أخلفه قادة أوروبا.
والعنصر الثاني هو شخصية ماكرون، ويقول الكاتب آدم بلورايت “ماكورن موهوب، وساحر وقادر على جمع الناس من حوله وبناء علاقات شخصية”، مشيرا إلى استقبال ماكرون لرئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في باريس بعدما كان في السعودية وكانت هناك أنباء عن احتجازه في الرياض، ما جعل ماكرون يشعر بمزيد من الجرأة للإقدام على المزيد من الوساطة.
ويقول إميل حكيم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية “ماكرون لديه مخططه، وعلى استعداد لكسر الممارسات القديمة، ويعتمد على العلاقات الفرنسية التاريخية في المنطقة ولكن يمكن أن تكون توقعاته مبالغ فيها، على سبيل المثال توقعاتع بالنسبة لإيران”.
وأضاف إميل حكيم، أن ماكرون بإمكانه بدء المناقشات ولكن يدرك جيدا موقف الأمريكيين، ويمكن لفرنسا المساعدة في حل الأزمات أو تصعيد المشاكل، ويكمن دور ماكرون أنه القائد الوحيد في أوروبا ولديه علاقات جيدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكنهما يختلفان حول مسائل جوهرية مثل تغيير المناخ أو الاعتراف بالويلايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومع ذلك يوجد علاقة شخصية بين ماكرون وترامب ويتبادلان وجهات النظر سوياً لكونهما أحدث رئيسين وكل منهما يتبادل الخبرات مع الآخر.