قبل ساعات على سحب الثقة من الغنوشي.. كتل برلمانية تحذر من دعوات «النهضة»
قبل ساعات من تصويت البرلمان التونسي على عريضة سحب الثقة من رئيسه، زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، حذرت كتلاً نيابية من محاولة إفشال الجلسة المخصصة للتصويت غدًا، واستنكرت 3 كتل برلمانية، وهي "الديمقراطية" و"الإصلاح" و"تحيا تونس"، في بيان مشترك ما أسمته بالضغوط على عدد من النواب للتأثير على تصويتهم، محملةً مجلس النواب مسؤولية تسيير الجلسة والالتزام الكامل بتطبيق النظام الداخلي.
في السياق نفسه قالت رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر، وقائدة الحراك نحو سحب الثقة من الغنوشي،
عبير موسي :"يتوفر 109 صوت لسحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب".
وأضافت
في تصريح لإذاعة "شمس اف ام" التونسية، اليوم، أن "غدًا
سيكون يوم فرحة لكل التونسيين وسيكون يوم لتصحيح مسار المؤسسة الدستورية والانطلاق
في مرحلة جديدة".
ودعا ائتلاف "صمود"، أمس، نواب البرلمان الوطنيين للتصويت على سحب
الثقة من رئيس البرلمان واختيار شخصية كفء وجامعة تقدم المصلحة العليا للوطن على
المصالح الحزبية الضيقة وتعيد ثقة المواطن في المجلس التشريعي لإنقاذ الانتقال
الديمقراطي.
شراء أصوات
كشف
الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، أن الغنوشي حاول بشتى الطرق و الوسائل
خرق النظام الداخلي حتى لا تنعقد جلسة سحب الثقة منه، وأضاف:"رئيس مجلس النواب خائف و حاول الضحك على ذقون التونسيين بالتسويق إلى أنها جلسة لإعادة منح
الثقة".
و أكد المغزاوي في تصريحات لإذاعة "جوهرة اف ام" التونسية، أن النهضة حاولت تقديم إغراءات مالية لبعض النواب من أجل اقناعهم بعدم الإمضاء على عريضة سحب الثقة و سحب توقيعاتهم منها، لافتُا لأن حركة النهضة تمارس ضغوطاً على النواب لسحب توقيعاتهم في محاولة لإلغاء جلسة سحب الثقة المقرر لها يوم غد الخميس.
افتعال أزمات
أكدت نسرين العماري، النائب عن كتلة الإصلاح الوطني، إن هناك محاولات بشتى الطرق لإفشال جلسة سحب الثقة من الغنوشي، وافتعال مشاكل واستفزازات للنواب من أجل رفعها وعدم التصويت على العريضة.
وشددت العماري، أمس، في مداخلة لها على إذاعة "ديوان اف ام": "سنكون بالمرصاد
لكل محاولات افشال الجلسة واذا ما تم رفعها دون التصويت على العريضة ستكون بمثابة
اعلان الحرب البرلمانية على الديمقراطية التونسية"
تعيينات وحرب نفسية
وفي سياق متصل،
اتهمت العماري حركة النهضة في تصريح لـ"بيزنس
نيوز" بالقيام "بعمليات
ضغط رهيبة وحرب نفسية على النواب التقدميين ساعات قبل جلسة سحب الثقة، لتضمن عدم
نجاح الجلسة".
وتابعت: "حركة النهضة تحاول اغراء بعض النواب بتعيينات ومناصب مهمة وتقوم بممارسة الضغط لعدم تمرير لائحة سحب الثقة عبر محاولات التأثير على النواب".
وفي وقت سابق، قالت النائبة عن الإصلاح
الوطني أن حركة النهضة اختارت موعداً لجلسة سحب الثقة قبل عيد الأضحى لضمان غياب
نواب الجهات في محاولة لإفشال الجلسة.
سرية الجلسة
وبموجب قرار صادر عن مكتب المجلس، ستكون جلسة سحب الثقة سرية ودون نقاش، وهو ما حذرت منه منظمة "بوصلة" العاملة في مجال مراقبة العمل السياسي والبرلماني، في بيان لها، أمس، مؤكدة أن قرار انعقاد الجلسة دون نقاش ومع التصويت السري سابقة برلمانية ومجانب للشفافية، إضافة إلى غموض الطرف الذي سيقوم بمراقبة العملية غير معلومة التركيبة الى حد اليوم.
مستقبل البرلمان
من جانبه، أكد
النائب عن كتلة تحيا تونس، وليد جلا،د في تصريح لـ"الصباح نيوز" أن الكتل التي لن تصوت مع العريضة هي كتلة ائتلاف
الكرامة وحركة النهضة، فيما لم تقرر بعد كل من كتلة قلب تونس والمستقبل موقفها
الرسمي.
وأضاف جلاد أن
الكتل التي ستصوت بالموافقة على عريضة سحب الثقة هي "تحيا تونس"
و"المستقبل" و"الاصلاح" و"الدستوري الحر"
و"الكتلة الديمقراطية" و"الكتلة الوطنية" بالإضافة إلى عدد من النواب المستقلين.
وحول مستقبل
رئاسة البرلمان، إذا ما نجحت الكتل في سحب الثقة من الغنوشي، كشف جلاد أن هنالك توافق
بين مختلف الكتل "الإصلاح وتحيا تونس والدستوري الحر والوطنية" على أن
تكون النائب الأول لرئيس البرلمان سميرة الشواشي على رأس البرلمان.