الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

فشل الوساطة الأمريكية.. أزمة قطر«مستعصية على الحل» رغم مساعي ترامب

الرئيس نيوز

تضغط إدارة ترامب من أجل التوصل لحل للخلاف المستمر على مدار ثلاث سنوات بين قطر والعديد من جيرانها في الخليج قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر القادم، ويعد إنهاء الخلاف من العوامل التي من الممكن أن تعزز جهود إدارة ترامب لعزل إيران والضغط عليها؛ لكن الرياض وأبو ظبي  ليسا على استعداد لحل النزاع بسبب دعم قطر لأذرع تنظيم الإخوان الإقليمية.
ورصدت منصة The Cipher Brief المهتمة بالشؤون الأمنية، في تقرير حديث، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لاندلاع الخلاف بين قطر والرباعي العربي، فرصًا تتيح لالتقاء المصالح والتطورات لعب دور ما من أجل حل النزاع.

وساطة أمريكية للحل 

 وأشار التقرير لأنه منذ بداية الخلاف في يونيو 2017 ومنع السعودية والإماراتية والبحرين لاستخدام قطر لمجالهم الجوي ومعابرهم الحدودية ومياههم الإقليمية، على التوالي؛ سعت إدارة ترامب، دون أن تحقق نجاحًا يُذكر، إلى التوسط لحل، خاصة وأن جميع دول الخليج المنخرطة في هذا الصدع الخليجي العربي هم شركاء مقربون للولايات المتحدة، وجميع المنشآت والقواعد العسكرية التي تستخدمها الولايات المتحدة كأحد أدوات الردع الأمريكي في المنطقة واحتواء إيران، كما أن الكويت وسلطنة عمان - وهما من أعضاء مجلس التعاون الخليجي إلى جانب الدول الأربع المنخرطة في الخلاف الحالي - هم أيضًا حلفاء رئيسيون للولايات المتحدة وساعدوا في الوساطة من أجل الحفاظ على تحالف دول مجلس التعاون الخليجي الذي يبلغ عمره 40 عامًا.

تحالف جديد في الشرق الأوسط 

الانقسام بين دول مجلس التعاون الخليجي حتى الآن منع  إدارة ترامب من الإعلان عن «تحالف استراتيجي جديد للشرق الأوسط»، ما صوره المراقبون على أنه تحالف من الدول العربية السنية - حول دول مجلس التعاون الخليجي - ويمكنه أن يأخذ زمام المبادرة في احتواء التهديدات الإيرانية.
وكانت جهود الولايات المتحدة للحد من التهديد الإيراني من القضايا المتفق عليها تاريخياً بين الحزبين الأمريكيين الرئيسيين، على الرغم من وجود خلافات داخل الدوائر الأمريكية حول دور الدبلوماسية المباشرة في التخفيف من هذا التهديد.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020، كثف الرئيس ترامب جهود الوساطة، على أمل تحقيق انفراجة دبلوماسية تمكّنه من الإعلان عن نجاح بناء تحالف ضد خصم الولايات المتحدة الدائم؛ أي إيران.

ضغوط ترامب 

أسفرت ضغوط الرئيس ترامب المتزايدة عن محادثات سعودية - قطرية مباشرة في أوائل العام 2020، مما زاد الآمال في التوصل إلى حل وشيك. على الرغم من أن تلك المحادثات انهارت دون اتفاق، أشارت التقارير في يونيو 2020 إلى أن خطة الولايات المتحدة لحل النزاع كانت تقترب من ثمارها. وتصور اقتراح الولايات المتحدة، كخطوة أولى، إعادة فتح المجال الجوي السعودي والإماراتي والبحريني أمام طائرات الخطوط الجوية القطرية، مما يوفر فائدة إضافية تتمثل في حرمان طهران من 130 مليون دولار من المدفوعات السنوية من شركة الطيران تحصل عليها مقابل منحها حقوق التحليق.
ويبدو أن الخطة الأمريكية تلقت دفعة غير مباشرة من حكم أصدرته محكمة العدل الدولية في منتصف يوليو لصالح قطر بشأن شكوى الدولة بأن رفض استخدام طائراتها للمجال الجوي لدول مجلس التعاون الخليجي الثلاث للرحلات الجوية القطرية يعد انتهاكًا لقانون الطيران المدني الدولي. يمكن أن يمنح الحكم قادة الإمارات فرصة لحل النزاع، إذا قررت القيادة قبول حل وسط.

اقرأ ايضا



ومع ذلك، لا يبدو أن إدارة ترامب قادرة على التغلب على اعتراضات القيادة الإماراتية على حل لا يلبي مطالبها الأساسية بالكامل، وتواصل الإمارات العربية المتحدة إقناع حليفتها الرئيسية، المملكة العربية السعودية، بعدم قبول خطة الولايات المتحدة لإنهاء الخلاف، ومنذ بداية النزاع، تصر الإمارات على أن أي تسوية تتطلب من قطر إنهاء دعمها للمنظمات الإقليمية التابعة لتنظيم الإخوان.

إنهاء الدعم القطري للإخوان شرطًا لحل الخلاف 

أضاف التقرير أن الشيخ محمد بن زيد آل نهيان، يعتبر تنظيم الإخوان تهديدًا للوضع الإقليمي الراهن واستقرار دول الخليج، وتطالب الإمارات قطر بقطع علاقتها الاستراتيجية مع تركيا التي، مثل قطر، دعمت فروع الإخوان في مصر وليبيا وسوريا واليمن وأماكن أخرى، رفضت قطر باستمرار تقديم تنازلات كبيرة بشأن سياستها الخارجية، واصفةً هذه المطالب بأنها انتهاك غير مقبول لسيادتها. ولطالما نظرت قطر إلى الإخوان على أنهم لا يمثلون حركة متمردة بل تصر على تبييض وجوههم كمكون وطني كما تزعم الدوحة.
ومع ذلك، فإن رفض الإمارات قبول حل توسطت فيه إدارة ترامب لمواجهة الخلاف يثير خطر وجود اضطرابات بين أبوظبي وواشنطن، بينما يرى البعض في البيت الأبيض أن الخط الإماراتي بشأن قطر متشدد بشيء من المبالغة ما يحرم الرئيس ترامب من فرصة ادعاء نجاح دبلوماسي كبير قبل تصويت نوفمبر على إعادة انتخابه.