الخميس 12 ديسمبر 2024 الموافق 11 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

نيويورك تايمز: المياه المتراكمة بخزان سد النهضة مصدرها الأمطار الموسمية

سد النهضة- أرشيفية
سد النهضة- أرشيفية

علقت صحيفة نيويورك تايمز، على صور الأقمار الصناعية التي نشرت هذا الأسبوع وأظهرت تراكم المياه في الخزان خلف سد النهضة الإثيوبي.

وقال ديكلان والش، في تقرير نشرته الصحيفة إنه في كل يوم، تهطل الأمطار الموسمية على مرتفعات شمال إثيوبيا، تنحدر شلالات من المياه إلى النيل الأزرق، وهو رافد ملتوي ربما أكثر الأنهار الأسطورية في أفريقيا.

وأشار التقرير إلى أن ارتفاع السد بعد إكتماله ضعف ارتفاع تمثال الحرية، تأمل إثيوبيا أن يضاعف المشروع إنتاجها من الكهرباء، ويعزز اقتصادها، ويساعد على توحيد شعبها في وقت الانقسامات العنيفة في كثير من الأحيان.

وسلطت الصحييفة الضوء على مسارعة سيليشي بيكيلي، وزير المياه الإثيوبي، إلى تهدئة المخاوف المصرية بالإصرار على أن المياه المتجمعة خلف الخزان هي نتاج فيضانات موسمية طبيعية يمكن التنبؤ بها بالكامل. 

وقال إن البداية الرسمية للملء عندما يغلق المهندسون بوابات السد لم تحدث بعد، على نحو فعال، ستكون تلك هي اللحظة التي تطلق فيها إثيوبيا مشروعها الضخم وتكتسب سيطرة هائلة على تدفق مياه النيل.


على الرغم من هذه التأكيدات، أثارت الصور حفيظة قطاع عريض من المصريين، ومنذ ما يقرب من عقد من الزمن، كانت مصر تتفاوض مع إثيوبيا حول كيفية ملء السد وتشغيله، وانتهت آخر محاولة أخيرة بشكل غير حاسم ودون اتفاق يوم الاثنين الماضي، وأثارت صور الأقمار الصناعية، جنبًا إلى جنب مع التقارير الإخبارية من إثيوبيا، التكهنات بأن خزان السد بدأ في الواقع بالامتلاء.


"السؤال هو: ماذا سنفعل؟"، نقلت الصحيفة هذه العبارة عن الإعلامي نشات الديهي على محطة تن الفضائية "تي في" المصرية الخاصة يوم الأربعاء، وركزت على عبارة الديهي: "الناس قلقون، ويجب أن يكون لهذا القلق تأثير"، وتتفاقم المخاوف المصرية بسبب الإصرار المتكرر لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على أن بلاده ستغلق بوابات السد بحلول نهاية الشهر الجاري.


وقال أبي في البرلمان الإثيوبي مطلع يوليو الجاري: "إذا لم تقم إثيوبيا بملء السد، فهذا يعني أن إثيوبيا وافقت على هدم السد". وعلى الرغم من أن خزان السد سيستغرق سبع سنوات على الأقل لملئه، إلا أن بداية العملية اكتسبت أهمية كبيرة لكلا البلدين، وتوقع التقرير أن ذلك من الممكن أن يدفع النزاع حول السد الإثيوبي في اتجاه جديد وغير متوقع.


وفي الأمم المتحدة الشهر الماضي، تابعت التايمز، كرر وزير الخارجية سامح شكري تحذيراته من أن بلاده تعتبرها قضية ذات أهمية "وجودية". وقال "البقاء ليس مسألة اختيار، بل ضرورة من ضرورات الطبيعة". ورد سفير اثيوبيا لدى الامم المتحدة تاي اتسكي سيلاسي بأن الخلاف حول نهر النيل الذي يتدفق عبر ست دول على الاقل مهم بنفس القدر لاثيوبيا. نافيًا أن مصر تواجه أي تهديد مباشر لأمنها المائي.


وقللت التايمز من أهمية تجمع المياه خلف السد في موسم الأمطار، واشارت إلى أنه حتى لو شرعت إثيوبيا في ملئه كما هو مخطط لها هذا الشهر، فسيتم ملء أقل من عُشر الخزان. مع وجود احتياطيات وافرة من المياه خلف السد العالي في مصر على النيل. ولكن خلاف القاهرة وأديس أبابا لا يزال مستمرًا حول قضايا رئيسية، متجذرة في التاريخ، واعتبرت الصحيفة الأمريكية النز، في جوهره، حول رغبة أديس أبابا في إحكام السيطرة على النيل نفسه.