بـ«قراره الغبي».. ترامب يفتح باب نفوذ لإيران في الشرق الأوسط
![الرئيس نيوز]( /UploadCache/libfiles/0/1/600x338o/42.jpg)
«بلومبرج»: الرئيس الأمريكي سيندم.. وقرار القدس هدية لطهران
باحث في مركز بيجين: الربيع العربي أثر على القضية الفلسطينية وترامب أحياها
علا سعدي منح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إيران فرصة كبيرة لزيادة نفوذها في الشرق الأوسط بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال إسرائيل، وجاء على أثر هذا القرار اندلاع العديد من الاحتجاجات في المنطقة، ومن بينها الاحتجاجات في ضواحي بيروت الجنوبية التي تعد معقلا لحزب الله المدعوم من إيران.
وبحسب وكالة «بولمبرج» الأمريكية، فإن قرار ترامب أصاب جوهر مهمة الجماعات الشيعية المدعومة من طهران التي تتمثل في محاربة العدو الصهيوني، وردد الآلاف من المتظاهرين خلال الاحتجاجات “الحرب، الحرب حتى النصر”، ولوحوا بالإعلام الفلسطينية.
وحث زعيم حزب الله حسن نصرالله ، جماعات المقاومة على الاتحاد وأعلن أن قرار ترامب سيكون بداية لنهاية إسرائيل، ولم تكن دعوة نصرالله بحمل السلاح مقصورة على المسلحين المدعومين من إيران وإنما على الدعوة شملت جميع الجماعات المحاربة للكيان الصهيوني.
وأوضحت الوكالة أن قرار ترامب بشأن القدس منح إيران حجة الدفاع عن الفلسطينيين، وليس الحليف الأمريكي طويل الأمد والمنافس لطهران، المملكة العربية السعودية التي تعد أكبر داعم للقضية الفلسطينية.
وقال خالد نسيبة، استشاري المخاطر السياسية في مؤسسة كورنستون جلوبال أسوسياتس في لندن: “قرار ترامب هدية على صينية من فضة لإيران، وسيستغل الإيرانيون قراره لكي يتمكنوا بشكل أفضل في المنطقة”.
وأشارت الوكالة إلى أن السعودية على مر التاريخ كانت في صورة الحارس للقضية الفلسطينية وحثت المملكة ترامب لكي يتراجع عن قراره.
ولم تدع السعودية إلى العنف بأي شكل من الأشكال ولكن الصحف السعودية دعت لتدمير الأمريكيين، وفي رسالة موجهة لترامب من الأمير تركي الفيصل، وهو رئيس سابق في الاستخبارات السعودية وسفير في واشنطن، قال إن قراركم شجع إيران وعملائها على ادعاء أنهم المدافعين الشرعيين عن حقوق الفلسطينيين ضد إسرائيل والأهداف الإمبريالية للأمريكيين”.
واعتبرت الوكالة أن قرار ترامب نكسة لجهود السلام التي يقوم بها صهره جاريد كوشنر، وسيجني ترامب نتائج قراره بشكل أوضح عندما بقدم فريق كوشنر خطة السلام العام المقبل، ما يمكن إيران من الهيمنة على محور المقاومة الذي يضم سوريا وحزب الله وبعض المليشيات العراقية وحماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة.
ويقول جوناثان رينهولد، باحث بارز في مركز بيجين- السادات للدراسات الاستراتيجية في إسرائيل: “إيران ستفوز في ظل مباراة ترامب بشأن القدس”، موضحاً أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مثل البنزين وأي زيادة مستمرة في المواجهة الإسرائيلية مع حماس أو حزب الله ستعزز نفوذ إيران.
والسؤال الذي يجبان يطرح الآن، ما مدى استطاعة إيران إثارة العرب السنة الحذرين من طموحاتها الإقليمية، ويقول هارون ديفيد ميلر، الخبير في الشرق الأوسط في مركز ويلسون في واشنطن: “سيكون من الصعب جدا على الإيرانيين استغلال هذا الأمر نظرا لأنهم شيعة، ومن الصعب جدا بالنسبة لهم حشد السنة على هذا الموقف أو التصرف بطرق لتقويض الأهداف الأمريكية وتعزيزها”.
وأضاف هارون: “لكن مع عدم وجود استجابة قوية لمقامرة ترامب من قادة الدول ذات الأغلبية السنية مثل مصر والأردن سيعطي إيران فرصة لاستغلال الموقف”.
واستطردت الوكالة أن القضية الفلسطينية كانت القضية التقليدية الوحيدة التي كان يتفق عليها المسلمون في الشرق الأوسط، ولكن في خضم فوضى الربيع العربي والغزو الأمريكي للعراق والحرب الأهلية السورية فقدت القضية الفلسطينية بعض الاهتمام في العالم العربي وفي أماكن أخرى من العالم.
وسعت السعودية إلى إقامة علاقة أوثق مع الولايات المتحدة وركزت على احتواء النفوذ الإيراني، ما يجعل دعم فلسطين ليس بنفس الحماس الذي كانت عليه في المملكة.
وفي عام 2002، بعد أن حاصرت القوات الإسرائيلية الضفة الغربية، أمر الملك السعودي آنذاك الملك فهد بجهود ضخمة لجمع التبرعات للفلسطينيين، وخلال ثلاثة أيام جمع أكثر من 100 مليون دولار، حيث تبرعت شركة النفط السعودية بمبلغ مليون ريال ما يعادل 267 ألف دولار، واستمرت الحملة لمدة خمسة أسابيع، ولكن لا شيء من هذا القبيل يحدث الآن.
بينما إيران مستمرة في مخططها ودورها في اللعبة الطويلة المتعلقة بالفلسطينيين منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، حيث بدأت طهران الاحتفال بيوم وطني بالقدس بهدف دعم الفلسطينيين ونشر نفوذها الإقليمي، وانتشرت هذا الحدث في نيجيريا، وتطلق إيران على الوحدة العسكرية الإيرانية مسمي نخبة قوة القدس.
وأضافت الوكالة أن السعودية تحاول تحرير اقتصادها ومجتمعها في الوقت التي تحارب فيه التطرف والجماعات الإرهابية، وفى الوقت نفسه تواصل ايران دعم المسلحين الذين وصفتهم الدول الغربية بمنظمات إرهابية، وفي بعض أجزاء العالم الإسلامي، ما تفعله إيران يحسن ذلك مكانتها ويعتبروها كحصن ضد التأثير الغربي.
يقول كامران بخاري، كبير المحللين في برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن “استراتيجية إيران هي استغلال أي مشاكل في العالم العربي، وقرار القدس بشكل معقد يعزز النفوذ الإيراني في المنطقة، وترامب لم يقصد ذلك وكلن جاء نتيجة قراره بشكل غير مقصود”.