لمواجهة إسرائيل وتركيا.. إيران تزود سوريا بمنظومات دفاعية متطورة

علق الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب، على الاتفاق العسكري الأخير الذي أبرمه وزير الدفاع السوري عبد الله أيوب، ورئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري، والذي بمقتضاه سيتم تزويد دمشق بمنظومات صاروخية دفاعية متطوّرة من طِراز "باور 373" و"خرداد 3"، اللتان تحاكيان منظومة الدفاع الروسية "إس-300"، وقال لـ"الرئيس نيوز": "التطور العسكري يأتي في سياق المواجهة غير المباشرة بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى. كما أن الخطوة تأتي بعد أيام من استهداف منشأة نطنز النووية الإيرانية في ظل احتمالات قوية بضلوع مخابرات دولة الاحتلال في الحادث".

وأضاف رجب أن إيران تريد تحويل سوريا إلى منصة تستهدف من خلالها إسرائيل إذا ما اندلعت مواجهة بينهما، وتابع: "طهران تسعى لاستنساخ تجربتها في العراق، فهي تحاول أن تجعل دمشق كما العراق؛ من ناحية أن أذرعها العسكرية في العراق (الحشد الشعبي – كتائب حزب الله) منوط لها استهداف المصالح الأمريكية داخل الدولة، وهي تريد أن تجعل سوريا كذلك".

ولفت الباحث إلى أن إيران ابتعلت سوريا بالكلية، وأن كلفة المنظومة الدفاعية ستسددها دمشق بأقساط طويلة الأجل، تصبح في المستقبل طوق يلتف حول رقبة النظام السوري، ليجعلها أكثر تبعية لنظام الملالي، منتقدًا تأخر الجامعة العربية في قرار إعادة سوريا إلى مقعدها؛ لانتشال سوريا وجذبها إلى محيطها العربي في مقابل مساعي إيران إلى هضم سوريا التي يعد أمنها القومي العربي من أمن مصر القومي.

الكاتب الصحفي، والمُحلل في الشؤون العربية، رئيس تحرير موقع "الرأي اليوم"، عبد الباري عطوان، قال في مقال له: "الاتّفاق الجديد هو تغييرٌ واضحٌ لقواعِد الاشتِباك، وقد يكون خطوة أكبر على طريق الاستِعداد لمُواجهة ضخمة أو خوض، عمل عسكريّ كبير في المِنطقة، قد تكون دولة الاحتِلال الإسرائيلي المُستَهدف الرئيسي".

أضاف عطوان: "الاتفاق محاولة إيرانية لإضفاء صفة الشرعيّة على وجودها العسكريّ في سوريا، وربّما تكثيفه أيضًا، وتوجيه رسالة مُزدوجة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل تقول بأنّ هذا الوجود سيبقَى ويتطوّر، ويَعكِس تحالفًا استراتيجيًّا طويل المدى، ولا تَحلُموا بخُروجه".

تابع عطوان: "الاتفاق بمثابة رسالة إلى تركيا وردَت مُفرداتها على لسان اللواء باقري، تقول إنّ عليها أن تُدرك أنّ حل مشاكلها الأمنيّة لا يتأتّى إلا عبر التّفاوض والتّفاهم مع الجانب السوري، بمعنى آخر أنّ إيران تَقِف في الخندق السوري في مُواجهة الوجود التركيّ في شمال سوريا".