تاريخها 10 آلاف سنة.. كيف دمر أردوغان قرية "حسن كيف" الأثرية؟
سد إليسو التركي، لم تتوقف أضراره على شعب العراق؛ إذ من المقرر أن يخصم نسب كارثية من تدفق المياه من نهر دجلة، ما يهدد العراقيين بالعطش وبوار أراضيهم، إنما سيتسبب في غرق مدينة "حسن كيف" التاريخية التي يعود تاريخها إلى نحو 10 آلاف سنة، وتقع على امتداد نهر دجلة من محافظة بطمان، حيث ستغمرها المياه.
وقررت تركيا في مايو الماضي تشغيل أول توربينات سد إليسو، متجاهلة كذلك مطالبات العراق وسوريا بوقف المشروع الذي سيؤدي لنقص في مياه نهر دجلة.
كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" تحت عنوان “إغراق كنز تاريخي من أجل الرفاهية”، وقالت إن الوادي بات اليوم مغمورا بالمياه وتم تهجير نحو 70 ألف شخص، مفيدة أن سكان قرية حسن كيف أصبحوا ضحايا لطمع أردوغان.
أوضحت الصحيفة أن الاعتراضات والاحتجاجات لم تمنع أردوغان من تنفيذ المشروع، مؤكدة أن السلطات التركية لم تستمتع لآراء سكان المنطقة، ولم تكترث لتصريحات علماء الآثار والبيئة. وأن العديد من علماء البيئة والآثار أبدوا غضبهم الشديد بسبب تدمير السلطات التركية للوادي، مفيدة أن جهود المعترضين على المشروع لإنقاذ القرية انهارت أمام استبداد أردوغان المتزايد.
لفتت الصحيفة إلى أن القرية شهدت هدم العديد من المنازل الصخرية المنحوتة، وأنه تم إنشاء قرية جديدة لمن تم تهجيرهم، غير أن هذه المنازل لم تنل استحسان العديد من السكان المهجرين.
والقرية كانت مستوطنة أثرية يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، وكانت آلاف الأسر تعيش بالقرية إلى أن غمرها أردوغان بالمياه من أجل التنمية الاقتصادية المزعومة.