4 خلافات وغموض موقف الاتحاد الإفريقي.. عقبات فى مفاوضات سد النهضة
تستكمل الاجتماعات الوزارية الثلاثية لوزراء المياه من الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، اليوم السبت، بخصوص اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة برعاية جنوب أفريقيا بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقى، وبحضور المراقبين من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا وممثلي مكتب الاتحاد الأفريقي ومفوضية الاتحاد الأفريقى، والخبراء القانونين من مكتب الاتحاد الأفريقي.
يعقد الاجتماع في ظل أربعة خلافات جوهرية بين الدول الثلاث على المستويين الفني والقانوني؛ حيث تؤكد مصر أربعة مطالب، وهى توقيع وإبرام اتفاقية ملزمة وفق القانون الدولي بين الدول الثلاث، بينما تتمسك إثيوبيا بالتوصل إلى مجرد قواعد ارشادية يمكن لها تعديلها بشكل منفرد، إضافة إلى ضرورة الاتفاق على إقامة أية مشروعات في أعالي النيل الأزرق، وآلية قانونية ملزمة لفض النزاعات التى قد تنشأ مستقبلا رغم اعتراض إثيوبيا، كما تطالب مصر بتضمين الاتفاق إجراءات ذات فعالية لمجابهة الجفاف والجفاف الممتد وسنوات الشح المائي.
وقال سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقى، إن الاجتماع الاستثنائى لمجلس الاتحاد الأفريقى قد التزم بالتوصل لحل متوافق عليه فى الإطار الأفريقى واستنادا على إعلان المبادئى الذى تم التوقيع عليه بين السودان ومصر وإثيوبيا.
مناورات إثيوبيا لسحب الملف من مجلس الأمن
وقال الدكتور حمدى عبد الرحمن، أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد فى الإمارات العربية المتحدة، إن هناك الكثير من الشكوك حول نجاح المفاوضات الحالية وموقف إثيوبيا، ومن ضمن ثلاثة أسباب تمثلت فى المناورة في سحب الملف من مجلس الأمن ومنحه للاتحاد الأفريقي برعاية من جنوب أفريقيا الراعي المفضل من قبل إثيوبيا وآبي أحمد شخصيا، مشيرًا إلى أنه من الناحية العملية لا يمتلك الاتحاد الخبرة الفنية أو حتى سوابق في إدارة مثل هذا النوع من النزاعات أو حل الأزمة إفريقيا.وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن الدليل على ذلك هو ما يحدث حتى هذه اللحظة من فوضى في عملية ترتيب الأدوار وتحديد بنية التفاوض في ظل ضغط عامل الوقت، إضافة إلى محاولة تصوير الدور السوداني على أنه وسيط وتوجيه الثناء والحمد لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك، رغم أن ما يعرفه من تصريحات المسئولين في السودان أنهم طرف أصيل ويدافعون عن مصالحهم الوطنية، وأن السودان يمتلك مساحة للاتفاق والاختلاف مع الموقف المصري، لكنهم في جميع الأحوال ضد التصرف الإثيوبي الأحادي في ملء السد دون اتفاق.
وأوضح عبد الرحمن، أن هناك ثمة أيادي خفية تحاول إخراج السودان من المشهد وكأن النزال بين طرفين، مشيرًا إلى أن الخارجية الإثيوبية لا تزال ماضية في تعبئة وتحريض الإثيوبيين في الداخل والخارج بخطاب يتجاوز حدود التفاوض على سد النهضة والنيل الأزرق، موضحا أنها تحاول نقل الخطاب ليشمل تقاسم مياه النيل وضم دول الحوض الأخرى، كما أن هذا التحريض يفسد بيئة التفاوض، مما يدفعنا إلى ضرورة توقع كافة الاحتمالات خلال المفاوضات الجارية.
تفاقم الأزمة ينحصر بين التعنت الإثيوبي وموقف الاتحاد الأفريقي
من جانبه أكد الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري الأسبق، أنه يشعر بخيبة أمل حول طريقة الاتحاد الأفريقى لإدارة مفاوضات سد النهضة سواء بالتأخر فى إخطار الدول، أو مصر على الأقل بموعد البدء فى المفاوضات، والتى جرت أمس إضافة إلى أربعة أسباب تتمثل بالقصور فى تحديد الخطوط العريضة المطلوب عرضها من كل دولة، وعدم تحديد لدور الرقباء والخبراء فى هذه المفاوضات، بجانب عدم النص على البيانات المطلوبة من كل وفد لتوفيرها لخبراء الاتحاد الأفريقى لضمان مشاركة فعالة لهم، وغيرها من أدوات التنظيم والترتيب اللازمة بل والضرورية لإنجاز مهمة التفاوض المخطط لها أسبوعا واحدا فقط.يهمك أيضاً:
وقال علام، إن السؤال المهم هل هذا القصور يعود الى موقف أو يأس الاتحاد الأفريقى من التعنت الإثيوبى أم نتيجة لنقص خبرات أساسية وضرورية للتصدر لهذه المسئولية الدولية، مؤكدًا عدم التنازل عن أربعة جوانب قانونية فى المفاوضات ، أولها الالتزام القانونى التام بما يتم الاتفاق عليه فنيا، وثانيا عدم القيام بأى مشروعات مستقبلية على النيل الأزرق إلا بعد موافقة مصر والسودان، وثالثا صياغة بند فض المنازعات بما يمكن من حلها فى وقت قصير محدود وبما يحفظ حق الدول الثلاث، وآلية تنسيق بين الدول الثلاثة بما يمكن كل منهم من التأكد التام من تنفيذ كل ما يتم الاتفاق عليه بنهاية المفاوضات.