الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"نسل الأغراب".. هل ينجح السقا وكرارة في تقديم واقع الصعيد وتطوره؟ (تقرير)

الرئيس نيوز

تعد الدراما الصعيدية أحد أبرز عوامل القوة في الدراما المصرية على مدار تاريخها، فلم تغفل الدراما مطلقا صعيد مصر في حكاياتها خلال سنوات طويلة وكانت تلقي الضوء بشكل كبير على الصعيد. 


وتعد الدراما الصعيدية على مدار تاريخ الفن المصري أحد عوامل النجاح والانتشار وتحظى بنسب مشاهدة وشعبية كبيرة سواء داخل مصر أو خارجها، بل أن الدراما المصرية الصعيدية كانت ولا زالت تمتلك قدرة كبيرة على جذب المشاهدين من خلال القصص والحكايات والأحداث التي تجسدها الدراما سواء كانت من واقع الصعيد أو من وحي خيال المؤلف.


السقا وكرارة يتعاقدان على نسل الأغراب


ومع إعلان خبر تعاقد النجمان أحمد السقا وأمير كرارة على تقديم عمل درامي جديد يخوضا به السباق الدرامي الرمضاني القادم، والاستقرار على أن يكون المسلسل من نوعية الدراما الصعيدية ويحمل اسم "نسل الأغراب"، ويكتبه ويخرجه محمد سامي.


"الرئيس نيوز" استطلع آراء عدد من الكتاب والفنانين والنقاد حول الدراما الصعيدية ومدى تشابهها مع واقع الصعيد الحالي، والذي تغير كثيرا خلال السنوات الأخيرة، وهل حقا الدراما الصعيدية التي نشاهدها أو سنشاهدها في المستقبل تشبه الصعيد المصري بشكله الحقيقي وتغيراته وتطوره أم لازالت المعالجات الدرامية تنشغل بقضايا وتفاصيل عفى عليها الزمن ولم تعد موجودة بالأساس؟.

                       

قال المؤلف عبدالرحيم كمال أن من حق المؤلف أن يتناول الموضوعات من وجهة نظره حتى لو كانت غير مرتبطة بالواقع، وهذا يسري في الدراما جميعها سواء كانت صعيدية أو إجتماعية، وما يجب أن يكون مطابق للواقع أعمال السيرة الذاتية فقط والأعمال المرتبطة بأحداث تاريخية من الواقع.


وأضاف: قدمت الصعيد من وجهة نظرى في مسلسل "الرحايا" ولم أقدم كل مشاكل الصعايدة، وبصفتى رجل نشأت وتربيت فى محافظة سوهاج، استطعت أن أنقل جزء من الواقع.


الجلابية والعمة صورة تقليدية


وأكد عبدالرحيم أن صورة الرجل الصعيدى كما رسمته الدراما المصرية بشكله وملابسه المتمثلة في الجلابية والعمة ولهجته هي صورة تقليدية لم تتغير في الدراما برغم تغيرها في الواقع وتغير عاداتهم وملابسهم والكثير من الأمور لم تعد موجودة كما تجسدها الدراما.


وأضاف أن الكثير من المؤلفين يكتبون عن الصعيد دون معرفة حقيقية به، مشيرا أن هذه الطريقة جعلت الأعمال مستهلكة ومحصورة في الثأر والعنف وصلابة القلب، وهذا لا يمت للصعيد بصلة، موضحا أن الصعيد نفسه يوجد بداخله الكثير من الاختلافات بين محافظة وأخرى وقبيلة وغيرها، ولكن ما يقدمه بعض كتاب الدراما مجرد قشور فقط، مضيفا أنه برغم الفقر في الصعيد إلا أنه دخله الإنترنت والدش، ويتابع أهل الصعيد كل ما هو جديد في المجتمع المصري.



أما الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت أن مسلسلات الصعيد أصبحت تركيبة تقليدية قديمة تتكرر من عام إلى آخر والأحداث تدور فى تيمة واحدة، والمشكلة أن الأكشن والدم لا يفارقان أعمال الصعيد رغم أن الصحف تنشر يومياً عن الجرائم البشعة التى ترتكب فى تلك المناطق ولكن المهم كيفية توظيفها دراميا وتفادى تكرارها.


من حق الصعايدة أن يغضبوا


وأضافت أن وجود أكثر من مسلسل صعيدى كل عام يرجع إلى أن هذه الأعمال لها سحر خاص وتحظى بنسبة مشاهدة عالية في مصر وخارجها، لجاذبيتها الناتجة عن اللهجة التى يتحدث بها الصعايدة والملابس التى يرتدونها والأماكن التى يتم التصوير بها، وقالت : رغم أنه مجتمع غريب فإن القنوات العربية تتهافت على شراء مسلسلاته ولكن للأسف الدراما لم تتمكن من رصد التغييرات التى حدثت فى المجتمع الصعيدى، لذلك من حق الصعايدة أن يغضبوا لأن الدراما لم تنقل واقعهم الحقيقي.


فيما أكدت الناقدة الفنية ماجدة خير الله أن هناك تصور عند كثير من الكتّاب أن في الصعيد مادة ثرية ومشوّقة بسبب المطارادات والقتل، مشيرة أن نجاح الأعمال الصعيدية مضمون بالنسبة للكتاب والمخرجين والمنتجين والقنوات، وهو ما يجعلهم يتهافتوا على عمل درامي صعيدي، إلا أنهم جميعا لا يهتموا بالواقع ويتجاهلوا الحقائق لصالح الدراما السهلة التقليدية، مؤكدة أن الصعيد من الممكن أن يخرج منه مئات القصص والحكايات 

التي تصلح للدراما، ولكن أغلبية الكتاب بتجهوا للصورة الذهنية التقليدية ولا يرغبوا فى الاجتهاد لتحقيق إختلاف حقيقي.


صناع الدراما لا يدركون طبيعة المجتمع الصعيدي


وأكدت خيرالله أن الصعيد هو شيء آخر غير الذي تقدمه تلك الدراما، فالصعيد به جامعات والفتيات فيه تتعلم بجانب الشباب، وكثير من النساء يعملن بالوظائف، لكن قليل من صناع الدراما من يدرك طبيعة المجتمع الصعيدي، وأشارت خير الله إلى أن صناع الدراما الصعيدية يعتبرون أنه بما أن الصعيد هو نصف مصر جغرافياً فهم بهذه الطريقة قد ضمنوا جمهوراً عريضاً، إلا أنها ترى أن هذا الجمهور أصبح يرى أن تلك الأعمال تسيء إليه.


فيما قال الفنان سامح الصريطي، إن الجمهور يتابع بشغف المسلسلات الصعيدية، وأضاف أنه قدم عدة أعمال صعيدية حققت نجاحا كبيرا ، مؤكدا أن الأهم ما هى القضية التي يطرحها المسلسل الصعيدى وكيفية معالجتها من خلال السيناريو والحوار وتعبيرها عن الصعيد.


وأضاف الصريطي أن الأهم في المسلسل ليس أن يكون واقعيا بقدر ما يكون مكتوبا بحرفيه ويطرح قضايا مهمة، موضحا أن الدراما ليست دائما من الواقع ومن الممكن أن تكون من وحي خيال المؤلف.