الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

حوار| د. شريف يونس: السياسة المصرية حاليًا "غاطسة تحت السطح".. و30 يونيو إنجاز الشعب والجيش (1- 2)

المؤرخ شريف يونس
المؤرخ شريف يونس

"3 يوليو" تحقق بنزول الجماهير وشجاعة قيادة القوات المسلحة.. والشعب أنقذ الدولة من النظام في 2011

- السيسي استلم بلدًا منهارًا وجهاز دولة مهترئًا.. وقوته في مصارحة المصريين بالحقائق

- "30 يونيو" تبني للدولة نظامًا جديدًا.. ونعيش في "شبه دولة" منذ الثمانينيات

مبدأ الحكم الحالي "السلطة من أعلى والثقة من أسفل".. والمواطن يلمس ثمار الإصلاح

- الإخوان "طائفة" فاقدة للثقة.. والشعب أسقط الجماعة بعد شعوره بـ"حكم العصابة"

نظام مبارك غرق في الضعف والفساد.. وعمر سليمان كان مدركًا خطورة الوضع

 

ثمَّة أسئلة كثيرة تطرحها آراء الدكتور شريف يونس، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حلوان، الذي يرى أن هناك مفاهيم كثيرة في حاجة إلى إعادة نظر.

بشكل مُركّز، يبدو المؤرخ والمترجم البارز، مشغولًا بمفهومين أساسيين: الدولة، والشعب. غير أنه يعتقد أن الرابط بينهما يجب أن يكون قائمًا على صيغة سياسية واجتماعية حديثة.

وإلى جانب تميُّزه مؤرخًا ومترجمًا، يلاحَظ أن "يونس" لديه اهتمامات أوسع بالفكر السياسي والإيديولوجيا، وكذلك بالفلسفة وحركة التاريخ الإنساني. لكنه يُرجع سبب اختياراته البحثية في الأساس إلى "ارتباطها بقضايا جوهرية بالنسبة لحاضر مصر ومستقبلها وعلاقتها بالعالم".

وفي مؤلفاته، يشتبك مع كل هذا على أرضية التاريخ، مثلما نجد في العناوين البارزة منها: "سيد قطب والأصولية الإسلامية"، "الزحف المقدس"، "استقلال القضاء"، "نداء الشعب"، و"البحث عن خلاص".

في هذا الحوار، يقدم "يونس" قراءته للوضع السياسي في مصر، عبر نقلاته الفارقة في ثورة 30 يونيو 2013، ومن قبلها ثورة 25 يناير 2011، وما بينهما من السنة العابرة لجماعة "الإخوان" في السلطة. كما يطرح رؤيته للسياسات الداخلية لـ"رؤساء دولة يوليو".

***

في كتابه "البحث عن خلاص.. أزمة الدولة والإسلام والحداثة في مصر"، يتجلى تعبير شريف يونس عن قيمة الدولة وعلى أرضها الشعب في اللحظات المصيرية، فيصيغ هذه الجملة البليغة: "إن الثورة أنقذت الدولة من النظام"، متحدثًا عن كيف أنقذ المصريون دولتهم العريقة عندما خرجوا إلى الشوارع في 25 يناير 2011.




يقول بدايةً: "الدولة عبارة عن مُجمل تراث متراكم، هي نحن كمجتمع منظم من خلال مؤسسات كثيرة، عامة وخاصة. هي البنية التحتية والمصانع والمستشفيات والقطاع العام والخاص، والتعليم، والأمية، نعم حتى من الناحية السلبية.. هذه هي الدولة، تأسست جيلًا بعد جيل وعقدًا تلو العقد، ونظامًا وراء نظام، منذ عهد محمد علي. الباشوات وضعوا إضافات، ناصر والسادات ومبارك قدموا إضافاتهم، كل هذا تضمن تحويرات وتغيير اتجاهات نعم، لكن في النهاية كل شيء كان يُبني اعتمادا على ما سبقه ولو بتعديله".

غير أن حسني مبارك بدا أنه لم يُحسن معاملة هذا الإرث. يشرح أستاذ التاريخ المعاصر، أن نظام الرئيس الأسبق "كان مهترئًا، قلبه نفسه - وهو جهاز الدولة - أصبح مخترقًا من كل ناحية، وتحول إلى مجموعة مصالح متشابكة ومتصارعة"، ما يعنى أن الدولة بالمعنى الواسع "سقطت في يد هذا النظام الهش الذي راح يفسد كل شيء".

وفق هذا، ماذا كان سيحدث لو استمر نظام "مبارك" في الحكم لما بعد 2011. يتخلى صاحب "مسارات الثورة" عن عدم تفضيله لعبة الافتراضات ويقول: "في تصوري لو تأخرت "يناير" عن 2011 ثلاث سنوات أو أربع كان الشعب المصري سيطلب من "الإخوان" تسلم السلطة، والجماعة كانت ستتسلم البلاد على طبق من فضة. لأن البلد وفق هذا الاحتمال ستكون منهارة، ولن تكون هناك قوى متماسكة إلا الجماعة".

حسب هذا الافتراض، ما هو موقف الجيش إذًا؟ يعتقد "يونس" أن "الجيش لم يكن يستطيع أن يتدخل في يونيو 2013 إلا بنزول المواطنين في الشوارع ضد حكم الإخوان، الجيش المصري لا يتحرك إلا إذا كان وراءه الظهير الشعبي".

لا يعتقد "يونس" أن المؤسسة العسكرية كانت ستتدخل في كل الأحول لإزاحة محمد مرسي. يرد بمنطق تؤيده الحوادث التالية ليوم 3 يوليو 2013: "انظر لما واجهه الجيش - بكل هذا الدعم من الشعب - من الولايات المتحدة والخارج! انظر لأحداث العنف في الداخل أيضًا، ما استدعى خطاب التفويض وفرض حالة الطوارئ".

ثم يشدِّد: "لو لم ينزل الناس في 30 يونيو لم تكن لتتم "3 يوليو" على الإطلاق"، رافضًا القول بأن "3 يوليو هي إنجاز الجيش فقط"، ففي رأيه، ما حدث "عبارة عن شجاعة قيادة القوات المسلحة ممثلة في الفريق أول (آنذاك) عبد الفتاح السيسي شريطة نزول المواطنين في 30 يونيو بهذه الأعداد الهائلة".




ويلفت "يونس" إلى نقطة مهمة للغاية، وهي ما كان الجيش يعرف أنه مُقدم عليه: "ببساطة بعد أن تزيح الإخوان ستواجه باقتصاد منهار، دولة مهترئة، جهازها ضعيف، وتحديات كبرى.. ساعتها ماذا ستقول للشعب؟! لو كنت ستحكم بقوة الانقلاب فيجب أن تقدم للناس شيئًا، وعودًا".

يفرِّق مؤلف "سيد قطب والأصولية الإسلامية" بين موقفين على النقيض تمامًا يوضحان ما يريد قوله. إذ أن محمد مرسي وعد الناس بحل جميع المشكلات، وفقا لشعار الإخوان "نحمل الخير لمصر"، رغم أن البلد كان في حالة انهيار اقتصادي وهو لا يملك الكثير ليعطيه لهم، حتى بعد أن حصل على مليارات الدولارات من قطر، لأن ذلك لم يكن ليفعل الكثير في بلد بها 100 مليون مواطن. وفي تصوره، حتى لو دفع القطريون للإخوان أكثر، فلم يكن كل هذا ليصلح الوضع.

ويشدد على أنه لم يكن هناك شخص يستطيع حكم مصر دون ظهير شعبي: "البلد كان منهارًا، ولا توجد عصا سحرية تحوِّل التراب إلى ذهب. وبالتالي فإن من سيحكم سيرث التراب وعليه أن يبني منه، ولكي تنجز هذا لا بُدَّ من مساعدة الشعب".

في المقابل، كان موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي خلاف ذلك، ما يعتبره "يونس" إدراكًا دقيقًا لحقيقة الوضع في مصر، مستشهدًا بتصريحات لـ"السيسي" إبان ترشحه لانتخابات الرئاسة 2014، عندما أكد على أن هناك حالة كارثية ولكي ننقذ البلد لا بُدَّ من التعاون، وأنه لن يستطيع أن ينجز شيئًا بمفرده، ووضع هذا شرطًا لانتخابه.

في نظر "يونس"، تكمُن قوة "السيسي" هنا، لأنه صارح الشعب بأن البلد في أزمة حادة، وقال لهم: "مطلوب منكم أن تضحوا وتتعاونوا معي". ومن هنا "استطاع إنجاز أمور كثيرة. بعكس الإخوان الذين بعد أن وصلوا للحكم أوهموا الناس أنهم سيأتون لهم بالرخاء وهم قاعدون! ولو كان بإمكانهم هذا لكانوا استمروا في الحكم!".

في هذا السياق، يشير "يونس"، بنبرة سخرية وتعجب - إلى أن "مرسي" فاز في الانتخابات الرئاسية بنسبة 51 %، "بالتحالفات و"عصر الليمون" والأصوات السلبية وكل شيء"، بالتالي لم يكن يستطيع أن يحكم بمفرده بهذا الوضع دولة مثل مصر في ذلك الوقت: "لا يمكن أن تكون خارجًا للتو من ثورة وتحكم بهذه النسبة دون أن توسع من التحالفات، ما فعله الإخوان أنهم ضيقوا التحالفات.. حتى أنهم طردوا السلفيين من تحالفهم!"

هل كان ذلك من قبيل "الغباء السياسي" لجماعة الإخوان؟ يرى "يونس" أن هذا نابع من طبيعة تكوينهم: "هم طائفة، لا يثقون في أحد ولا أحد يثق فيهم. بينما حكم الدولة يعني أن تبني علاقة مع مجمل السكان، حتى مع معارضيك. أن تفتح المجال للجميع للمشاركة".

ثم يعود إلى دوافع نزول المصريين ضد "الإخوان": "الناس في القرى والأحياء نزلوا إلى الشارع لأنهم أحسوا أن عصابة جاءت لتحكمهم، الأميون والمتعلمون أصبحوا خائفين من سعي الإخوان للهيمنة على كل شيء".

يشرح شريف يونس أن الدولة بالنسبة لـ"الإخوان" مجرد "تكئة لمشروعهم الخاص". لأنهم "مجموعة مغلقة تلقت تربية خاصة داخل التنظيم، لا تثق إلا في بعضها البعض، ولديهم لغة مشتركة مثل نداء: يا أخي. حتى أنهم يحملون ابتسامة واحدة كأنهم يتسلمونها مع العضوية!"

بهذه المفاهيم المنغلقة، جاء "الإخوان" ليقولوا بتصرفاتهم للمواطنين "نحن ناس وأنتم ناس، وسنحكمكم ونغيِّركم لتصبحوا مثلنا"، لأنهم غير منفتحين على أحد بخلاف جماعتهم.

على العكس تمامًا جاء "السيسي" للحكم كرجل من داخل الدولة، وبالتالي "منفتح مبدئيًا على مختلف فئات المجتمع. لو أراد تغيير أحوال وزارة الثقافة مثلًا، سيستعين بمثقف، ولو أراد حفر أنفاق سيستعين بخبير من خارج دولاب الدولة حتى، مصري يعيش في الخارج ولديه خبرة هندسية، مثل المهندس العظيم هاني عازر. ثم سيستعين بكامل الوزير للتنفيذ، وبشركات مصرية.. وهكذا". باختصار، "أتى الرئيس السيسي مستندًا إلى شرعية الدولة المصرية، لا إلى شرعية جماعة خاصة ترى نفسها فوق الدولة، وبالتالي فوق الشعب".

ومن واقع مشاهداته في ميدان التحرير، يشرح "يونس" أن "الإخوان" دفعوا شرائح لم تكن تعرف التظاهر إلى النزول ضدهم: "رأيت موظفة أربعينية تعمل في مكتب وزير ما، لم تنزل ميدان التحرير من قبل، من هؤلاء الذين كنا نقول عنهم "حزب الكنبة"، كانت مذعورة مما شاهدته عندها في الوزارة".

ويقيس على ذلك كل شيء، في الهيئات الحكومية والقرى والنجوع. يشير إلى أن "الناس كانوا مفزوعين من أناس يتصرفون بمنطق مرعب، هو تمكين الجماعة وأتباعها على حساب الجميع". ولكل هذا لم يكن يستطيعون الاستمرار لأكثر من سنة في الحكم.

في سياق متصل بكل هذا، إلى أي مدى تختلف الطبقات التي نزلت في "يناير" عن الطبقات التي شاركت في "يونيو"؟ يرى "يونس" أن كثير منها مشترك. وأنه لا "تضاد" بين الحدثين: "يونيو" بالنسبة لي مرحلة أخرى من "يناير"، مرحلة بناء نظام جديد، مثلما أسفرت الثورة الفرنسية في النهاية عن حكم نابليون، كان نابليون في النهاية ابن الثورة الفرنسية عندما حكم فرنسا".

لشرح مثاله التاريخي يقول: "نابليون أصبح يحكم بصفة إمبراطور وأقام مؤسسات مختلفة بُنيت وفق مبدأ جديد للسلطة هو: السلطة من أعلى والثقة من أسفل، وهذا ما يحدث في مصر حاليا"، لافتًا إلى أن الدولة التي تُبنى حاليًا مختلفة عما قبل يناير 2011.

من واقع قراءاته للمشهد السياسي الممتد منذ سنوات، يلاحظ "يونس" أن السياسة المصرية الداخلية حاليًا "غاطسة تحت السطح، تستعمل الآليات الإدارية والمناورة، ولا تعلن مسبقًا عن مشروعاتها وإجراءاتها". وفي تقدير أستاذ التاريخ المعاصر، فإن هذا "مناسب للغاية لمصر، بصرف النظر عن صاحب هذا التوجه، هل هو الرئيس أم قرار اُتخذ عبر مستويات عديدة، لأن المناورة مع مجموعة هائلة من شبكات المصالح ومواجهة تقاليد فساد وإهمال ممتدة، كانت تتطلب هذه الطريقة لإصلاح بنية الدولة والمجتمع بالتدريج".

يشرح: "البلد كانت خارجة من كارثة كبيرة، وهي دولة مبارك المتفسخة، ذات الجهاز المفكك، والتي كان بإمكان أي شخص أن يفعل أي شيء فيها مستخدمًا نفوذه، بينما الناس كانوا يشعرون بالضياع، يشعرون بأن لا أحد يحميهم".

تبدو مهمة إصلاح كل هذا الاهتراء صعبة في رأي "يونس"، لذلك فإنه يثمِّن ما يحدث من إصلاحات حاليًا: "الدولة في حاجة إلى إعادة ضبط وتحديث وحكومة إلكترونية.. إلخ. أصبح هناك عمل محكم، نتائج أفضل. بدأ الأمر بالطبع من القطاعات الحساسة مثل الجيش، ثم الشرطة، ثم العلاقات الخارجية، وبعد ذلك الاقتصاد، ثم التعليم. والمواطنون بإمكانهم حاليًا أن يلمسوا أثر هذه التغيرات".

في 5 مايو 2016، وأثناء الاحتفال ببدء حصاد محصول القمح ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان من الفرافرة، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته: "نحن نعيش في شبه دولة وليس في دولة حقيقية".




أثار التصريح جدلًا لافتًا بين موافق ومعترض، غير أن شريف يونس لا يرى أن الأمر يحتمل كل هذا، إنه ببساطة يتفق مع توصيف الرئيس، ويلفت إلى أنه أطلق هذا المصطلح على دولة مبارك في كتابه "البحث عن خلاص"، الصادر عام 2014.

ويتوسع "يونس" شارحًا: "بحكم التفسخ والتحلل كانت دولة "مبارك" فاقدة السيطرة على جهازها. أتذكر أنه بعد ثورة 30 يونيو، عندما أرادت الحكومة إصدار قانون الحد الأقصى للأجور، كان لدى الدولة مشكلة في أن تعرف مَن مِن موظفيها - الذين يتبعون جهازها الإداري- يتقاضون أكثر من المبلغ المحدد! واجهت وزارة المالية صعوبات لمجرد حصر العدد، لأسباب منها الصناديق الخاصة. باختصار، جهاز الدولة كان في حالة يرثى لها"

ويصرِّح بوضوح: "الرئيس السيسي يحاول بناء جهاز دولة كان مهترئا، فليس من المنطقي أن يقول أحد مثلًا "سويسرا يحدث فيها كذا"! نحن خرجنا للتو من وضع مفكك تمزقت فيه ضوابط عمل الدولة وتم اختراقها والتلاعب بها".

يرى يونس - دون تجميل - أن "مبارك" ببساطة لم يكن يستطيع أن يحكم، لأنه فسّخ الدولة حتى تحولت إلى شبكات مصالح داخلية، تتمتع بآلياتها الخاصة واستقلالها النسبي". ويلفت النظر إلى أن شواهد وضع "شبه الدولة" لم تكن وليدة السنوات الأخيرة من عصر "مبارك"، إذ لمسها أستاذ التاريخ بنفسه منذ عقود؛ لمس كيف أن الدولة بدات تتفسّخ.


اقرأ ايضا

فيلم "الأب الروحي" يرفع الحواجز بين مصر وأمريكا في الأمم المتحدة

"خطة النواب" توافق على 100 جنيه رسوم سنوية على كل سيارة بها راديو

سياسي ليبي: حكومة السراج فرطت في السيادة.. وتركيا قبضت ثمن أسلحتها للميلشيات


ويحكي هذه القصة: "ذات يوم، كانت هناك عمارة سكنية حديثة نسبيا في شارع رئيسي بمدينة نصر، وكانت نصف مأهولة بالسكان، وفجأة انهارت وتحولت إلى كوم تراب. مات في هذه الحادثة عدد من السكان، كان هناك غش في البناء. ما لفت نظري إلى فكرة الدولة المتفسخة أن قناة تلفزيونية انتقلت إلى مكان الحادث، وكانت المذيعة تسأل مسئولًا كبيرًا عن تراخيص بناء هذه العمارة، وفي وسط كلامه قال عبارة استوقفتني، قال لها: "ولعلمك.. الشارع ده كله مخالف". هذا الكلام يقوله مسئول وليس مواطن، إذا كان المسئول هنا يشتكي فماذا يفعل المواطنون؟!".

من هذا الموقف، تبيّن لشريف يونس "أنه لا أحد يسيطر على الأمور". يضيف: "أدركت أن الدولة تتفسخ؛ المسئول المحلي يشتكي من وضع في نطاق سيطرته وليس من السياسة الخارجية مثلا، معنى هذا أن الخيوط التي تمسكها السلطة بيديها معلقة في الهواء تمامًا، وأن الأمور تجري وفق نظام آخر غير ما تأمر به أو تهدف إليه".

قبل أن يشدد مُكررًا رأيه بالقول: "نحن في شبه دولة منذ الثمانينيات، ومنذ ذاك الحين أخذ الوضع يتفاقم".

وعلى غير توقُّع، يبدي شريف يونس اعتقادًا- بناءً على ما سمع ولاحظ- أن "كل هذه الأمور لم تغب عن ذهن شخص بارز في نظام مبارك آنذاك، وهو عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة ونائب الرئيس في أيامه الأخيرة في السلطة". إذ يتصور أستاذ التاريخ أن "سليمان" كان يدرك جيدًا معنى الدولة وواقع "شبه الدولة".