الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بأوامر تركية.. "إخوان اليمن" للقتال في ليبيا ومرتزقة سوريون إلى البيضاء ومأرب

الرئيس نيوز

في تطور جديد ربما يلقي بظلاله على الأرض في ليبيا، تتناقل منذ أمس مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر أسرى في يد قوات الجيش الليبي، لمرتزقة يمنيين يقاتلون بين صفوف ميليشيا ما تسمى حكومة "الوفاق"، إلى جانب أنباء تتناقلها المواقع الإخبارية عن استعانة إردوغان بحزب "الإصلاح" اليمني الإخوني، في إرسال مقاتلين مأجورين للقتال في ليبيا ضد الجيش الوطني.
موقع "بوابة أفريقيا" نقلت عن مصادر عسكرية واستخباراتية ليبية، تأكيدها  وصول 200 مرتزق يمني إلى ليبيا للقتال لحساب ما تسمة "حكومة الوفاق". وكشفت المصادر عن أن حزب "الإصلاح" الإخواني هو من يققف وراء تلك الخطوة بالتنسيق مع مع نظام الرئيس التركي رجب إردوغان. 
أوضحت المصادر التي لم يتم الكشف عن هويتها أن ميليشيات تابعة لحزب الإصلاح في مأرب أرسلت مقاتلين إلى تركيا تحت ستار تلقي العلاج في المستشفى، حيث تم نقلهم إلى العاصمة الليبية طرابلس.
فيديو مسرب 
وأظهر مقطع الفيديو المسرب، وجود أفراد مرتزقة من اليمن، تابعين لتنظيم الإخوان، وهم أسرى في يد قوات الجيش الليبي، أثناء قتالهم إلى جانب ميليشيا الوفاق, وقد تداول ناشطون ليبيون، المقطع أثناء القبض والتحقيق معهم من طرف قوات الجيش الليبي، وفي المقطع المصور اعترف أحد الأسرى أنه من محافظة تعز اليمنية.
ويظهر في الفيديو أيضا العديد من الشباب اليمني خلال اعتقالهم في محيط مدينة طرابلس مع اعترافهم بتورطهم في القتال من خلال تجنيدهم عبر تنظيم الأخوان الذي يقوده حزب الإصلاح في اليمن.
وفي أول رد فعل على المقطع المتداول، نفى أمين عام حزب "الإصلاح"، عبدالوهاب الأسي، إرسال حزبه مقاتلين إلى ليبيا للقتال مع الوفاق، وقال: "تلك الأنباء لا أساس لها من الصحة، وتأتي في إطار المناكفات غير المسؤولية"، واتهم إعلام الحوثي بالوقوف وراء الترويج للفيديو؛ للتشويش على الحزب.
ليس مستبعدًا 
الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، حسام الحداد، قال لـ"الرئيس نيوز": "تركيا تسابق الزمن لتحويل ليبيا إلى ساحة معارك شبيهة بسوريا، وبالتالي لا يمكن استبعاد جلبهم عناصر مرتزقة من كل مكان للقتال إلى جانب الوفاق". وتابع: "بأوامر من أنقرة، إخوان سوريا هم المنوط بهم تجميع المرتزقة، والمخابرات التركية هي المسؤولة عن إدخالهم ليبيا، وبالتالي لا يمكن استبعاد دعم حزب الإصلاح اليمني الإخواني لمخطط إردوغان في تحشيد المأجورين إلى ليبيا لقتال الجيش الوطني". 
لفت الحداد إلى أن إخوان اليمن منشغلون حاليًا لمعالجة خسائرهم في البيضاء ومأرب على يد الحوثيين، وبالتالي لا يمكن لإردوغان أن يعول على الحزب الإخواني في اليمن أن يكون مصدر رئيس لجلب المرتزقة، ورجح أن يكون حزب الإصلاح قد أرسل هؤلاء المرتزقة قبل الهزائم الميدانية التي تلقاها في البيضاء ومأرب على يد الحوثي.
وأشار الحداد إلى أن الأقرب إلى ما يدور حاليًا على الأرض، هو طلب حزب الإصلاح اليمني من إردوغان في دعمه في المعارك التي يخوضها حاليًا في بعض محافظات الجنوب، وأن ما نشره المرصد السوري بخصوص إعداد مرتزقة سوريين استعدادًا لتسفيرهم إلى اليمن هو أقرب للحقيقة. مؤكدًا أن انحسار المعارك في سوريا على إدلب أخر معاقل الجماعات الإرهابية، جعل إردوغان يريد تصريف آلاف المرتزقة الذين تم جمعهم من شتى دول العالم لإسقاط النظام السوري، ولا مكان لتصريف هؤلاء إلا في ليبيا واليمن.   
المرصد السوري 
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استعدادات تركية حثيثة لإرسال مئات المرتزقة من الفصائل السورية التي تدعمها أنقرة للقتال في اليمن دعما لحزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين، على غرار ما حدث في ليبيا، وذلك بالتزامن مع تجنيد أنقرة أذرعها الإعلامية لتهيئة الرأي العام العربي وذلك عبر تقديم البديل في ظل الصراع القائم بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن، يقول إن "ما يسمى بغرفة عمليات أنقرة طلبت من الفصائل التي تجند المرتزقة في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون 300 مقاتل من كل فصيل مقابل مبالغ مالية كبيرة قد تصل إلى 5 آلاف دولار شهريا لكل مقاتل لدعم حركة الإصلاح في اليمن".
تابع عبدالرحمن إن إردوغان لن يقف عند حدود ليبيا هو يهدف إلى مصر واليمن وغيرها، محذرا من أن الإخوان وحلف إردوغان يعملون على إحداث فوضى لتولي حكم البلدان من جماعات موالية لهم. موضحًا أن "موسكو منحت الضوء الأخضر لأردوغان للتقدم في ليبيا" بعد أن "سيطر على شمال سوريا من جسر الشغور وحتى رأس العين ولكن حلمه لم يكتمل في السيطرة على عين العرب كوباني".
قال عبدالرحمن إن إردوغان استغل بعض السوريين وأقحمهم في حروب ليبيا واليمن، مؤكدا أن "المخابرات الدولية كانت تعلم بما جرى عندما نقل الجهاديين من ليبيا إلى سوريا.. واليوم تعلم أيضا بما يجري من نقل أكثر من 12 ألف مرتزق من الجنسية السورية إلى ليبيا بينهم أكثر من 250 طفلا.. إضافة إلى آلاف الجهاديين ممن كانوا في سوريا". 
دعوات إخوانية
إلى ذلك، انتقدت قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الدعوات الأخوانية لتركيا للتدخل ودعمهم في قتالهم ضد الحوثي. وأشارت القوات المشتركة في الساحل الغربي (التي تضم ألوية العمالقة وألوية حراس الجمهورية وألوية المقاومة التهامية) في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء إلى أن هناك "شخصيات سياسية وإعلامية ونشطاء من تيارات حزبية معادية للتحالف العربي" تطالب بتدخل دول إقليمية، وخاصة تركيا، في اليمن على غرار ما يجري في ليبيا.
ووصف البيان هذه الدعوات بأنها "الأصوات النشاز"، مشددا على أنها تأتي بتوجيهات من "تنظيمات دولية إرهابية" بغية منع التحالف الذي تقوده السعودية من "تحقيق الأهداف التي أعلن من أجلها".
وتابعت: "حملة الترويج للتدخل العسكري التركي في اليمن التي بدأ بها نشطاء وإعلاميون وسياسيون نافذون يتبعون تيارات حزبية معادية خلال الأيام الماضية هدفها الأكبر من تدخل تركيا في اليمن هو تنفيذ أجندتها ومشروعها المدعوم من دول إقليمية ووضع قدم لها على السواحل اليمنية، ليأتي استكمالا لمشروعها الهادف إلى توسعة نفوذهم في المنطقة".