الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

انقسامات في الميليشيات الداعمة لـ"السراج".. المرتزقة يسعون للسياسة

الجيش الليبي
الجيش الليبي

رصدت صحيفة Neues Deutschland الألمانية  اليومية انقسامات جدية في التحالف الداعم لحكومة فايز السراج المنتهية ولايتها نظريًا منذ 17 ديسمبر 2017، والمليشيات التي شكلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمرتزقة الذين جلبهم إلى ليبيا من كل حدب وصوب.
وأشارت الصحيفة الألمانية إلى بيان عشائر وقبائل سرت الذي أعربوا فيه عن رفضهم لممارسات حكومة الوفاق والسراج، وقرروا حمل السلاح للدفاع عن المدينة، في حين يدعم أردوغان المرتزقة الذين جلبهم من سوريا بآخرين استقدمهم من اليمن من عناصر حزب الإصلاح الموالي لتنظيم الإخوان الإرهابي وفي حين تستمر طائرات الشحن التركية في نقل الأسلحة إلى طرابلس طمعا في الاستئثار بعائدات النفط، وفقًا لوكالة سبوتنيك.
ولفتت الصحيفة إلى أن "الهدوء على خط الجبهة في وسط ليبيا هو هدوء خادع ومؤقت"، وأضافت: "على الرغم من أن دبلوماسيين مرموقين من أمثال ستيفاني ويليامز، رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، طالبوا بوقف إطلاق النار، إلا أن المليشيات الموالية لحكومة السراج والجيش الوطني الليبي ربما تستعد تحسبًا لمعركة حاسمة في مدينة سرت".

وأضافت الصحيفة: "تعتبر سرت نقطة استراتيجية رئيسية في ليبيا، بوضعها كبوابة للهلال النفطي، وهي منطقة إنتاج النفط وممر أساسي لخطوط الأنابيب بل هي بوابة لبسط السيطرة على العاصمة طرابلس".

وفي تطور لافت من شأنه تغيير موازين القوى، لم يعد يدافع الجيش الوطني الليبي المدافع الوحيد عن سرت، فقد قررت قبائل المدينة التي نبذت حكومة السراج وانتفضت بسبب التدخل التركي، أن تحمل السلاح للدفاع عن سرت".
ونوهت الصحيفة إلى "أهمية قاعدة الجفرة الجوية، التي تمنح الجيش الليبي فرصة التحكم في المجال الجوي من سرت إلى بنغازي". وتابعت الصحيفة أن أردوغان كثف إرسال المرتزقة والسلاح إلى طرابلس، حيث تجاوز عدد المرتزقة الذين تدفع تركيا رواتبهم في الأراضي الليبية إلى 12 ألف مرتزق، لكن هذا الدعم التركي المفتوح، لم يفلح في إخفاء الانقسامات في تحالفات السراج.

وترجح الصحيفة ظهور تلك الانقسامات بوضوح في التحالف العسكري الداعم لحكومة السراج الذي يضم 4 ميلشيات كبرى تعقد وزارة الداخلية العزم على دمجها في صفوف الأجهزة الأمنية". 

وأكدت الصحيفة أن مليشيا النواصي الإرهابية  تحولت لكيانات تجارية واقتصادية من القطط السمان وتجني مزاياها من الفوضى الأمنية وتجمع الثروات، وبالتالي تخشى على مكانتها السياسية ونفوذها الممتد في غرب ليبيا، ويمكن أن يتحول موقفها إلى صدام مباشر ضد حكومة السراج في أي لحظة. 
كما أصبح المرتزقة والأجانب المتطرفون المدعومين من تركيا يشكلون ثقلاً سياسيًا وعسكريًا جديداً في معادلة السلطة، ويثير وجودهم العديد من المشاكل بصفة يومية، وصاروا تهديداً واضحا للمليشيات الليبية.
وترجح الصحيفة أنه "ربما لن يحدث القتال المقبل في سرت، ولكن في قلب طرابلس"، فمن غير المستبعد أن يبدأ الاقتتال بين المليشيات الداعمة لحكومة السراج بعضها البعض، ومن غير المستبعد أن تقاوم المليشيات الليبية المرتزقة الأجانب الذين أحضرتهم تركيا إلى المشهد الليبي المعقد أصلا لتزيده تعقيدًا.