الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل يفسد غانتس خطة حليفه نتنياهو في "ضم الضفة وغور الأردن"؟

الرئيس نيوز

على الرغم من أن الاحتلال الإسرائيلي يقطع أشواطًا كبيرة في عملية ابتلاع أراضي الضفة؛ عبر السماح ببناء المستوطنات ومصادرة الأراضي الفلسطينية، إلى الدرجة التي لم يعد يتبقى من أراضي الضفة إلا نحو 40 % من مساحتها، إلا أن نتنياهو يتحسب للقرار الرسمي لعملية الضم؛ لعوامل داخلية وأخرى خارجية. 

أما الخارجية فيخشى ردات الفعل الغاضبة دوليًا من قرار الضم، خاصة من دول الاتحاد الأوروبي التي أعلنت مرارًا أنها لن تقبل بعملية الضم، وستواجهه بقرارات تتعلق بالدولة الفسلطينية، في إشارة إلى اعترافهم الأحادي بدولة فلسطين. 

أما العوامل الداخلية فلها شقين، أحدهما أن شريك نتنياهو في تشكيل الحكومة، بيني غانتس، يكشف على مضض معارضته لعملية الضم، ما ينتج عنه بالتالي فقدان نتنياهو الأغلبية البرلمانية التي تعطيه الحق في تنفيذ مخططه. أما الشق الثاني، فيتعلق بتداعيات قرار الضم الرسمي على الأرض، إذ تشير التقاير الأمنية أن القرار سينتج عنه موجات عنف وصدامات كبيرة بين جيش الاحتلال والفلسطينيين.

معارضة غانتس

الشريك الرئيسي في حكومة بنيامين نتنياهو الائتلافية، بيني غانتس، لمح مساء أمس الاثنين إلى معارضته المضي قدما في خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. ونقل متحدث باسم نتنياهو عنه قوله للمشرعين من حزب الليكود اليميني إن خطوات الضم المقرر أن تبحثها الحكومة غدًا الأربعاء لا تعتمد على دعم غانتس.

الباحث في الشؤون العربية، أشرف سالم، قال لـ"الرئيس نيوز": "التناغم بين غانتس ونتياهو رغم تحالفهما غير متوفر؛ لأسباب كثيرة، بينها المعارضة القوية التي يلقاها غانتس داخل حزبة (أزرق أبيض) نتيجة تحالفه مع نتنياهو، رغم أنه هاجمه في بداية حملته الانتخابية واتهمه بالفساد وتعهد بملاحقته قضايًا، وإنهاء هيمنته على الدولة التي يتعامل معها بوصفه واصي عيلها".

يضيف سالم: "حزب غانتس يعارض قرار الضم بالشكل الذي يتحدث عنه نتنياهو؛ كون الحزب يضم خليطًا من اليسار واليسار الوسط، وبعض العلمانيين المناهضين لخطوات اليمين المتشدد". ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية لن تعطي تل أبيب الضوء الأخضر لهضم أراضي الضفة إلا إذا حدث توافق في حكومة نتنياهو على قرار الضم. 

أوضح سالم أن تقارير عبرية تقول إن غانتس خلال لقائه السفير الأمريكي ديفيد فريدمان ومستشار البيت الأبيض آفي بيركوفيتش، أمس الاثنين، قال إن لقائه مع نتنياهو بشأن بحث عملية الضم والمقررة غدًا الأربعاء ليس موعدًا مقدسًا، وبناء على ذلك فقد يتم إرجاء اللقاء ما يعكس وجود خلاف بينهما على تلك الخطوة. كما أن غانتس قال لأعضاء حزبه في تصريحات سابقة إنه سينتظر إلى ما بعد القضاء على فيروس كورونا لبحث عملية الضم.

تضمنت ما تسمى بـ"صفقة القرن" الأمريكية، التي أعلنها الرئيس ترامب، إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلام والسيادة، على هيئة كنتونات تربطها أنفاق وأخاديد، عاصمتها شعفاط، على أن تكون القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال.