فتنة العلاوات الخمس تغضب أصحاب المعاشات.. وتصعيد نقابى لمجلس الوزراء

72 ساعة ساخنة مضت على إطلاق وزارة التضامن الاجتماعى، خدمة الاستعلام الإلكترونى عن قيمة العلاوات الخمسة لمستحقيها من أصحاب المعاشات، تجددت خلالها أزمة العلاوات الخمسة بين أصحاب المعاشات والحكومة، على خلفية شكاوى تتعلق بحرمان البعض من استحقاق العلاوات، وأخطاء فى احتساب قيمة العلاوات المستحقة، إضافة إلى أعطال الموقع الإلكترونى المخصص للاستعلام.

البداية كانت مع تعطل الموقع الإلكترونى المخصص للاستعلام عن مستحقى العلاوات الخمسة من أصحاب المعاشات، وتعذر تسجيل الدخول عبر الرابط الإلكترونى لساعات طويلة على مدار الأيام الثلاثة الماضية، وكذلك توقفه تمامًا عن العمل منذ ظهر الجمعة وحتى اللحظة، وهو ما حرم عدد كبير من الاستفادة من تلك الخدمة رغم انتظارهم لساعات طويلة أملًا فى انتهاء الأزمة سريعًا، وذلك رغم إعلان وزارة التضامن على لسان متحدثها الرسمى الدكتور محمد العقبى، عن تحرك سريع  لإصلاح العطل الفنى الناتج عن الضغط الشديد من المواطنين على الموقع، ولكن دون جدوى.

أما الشكوى الثانية والتى أحدث حالة الغضب الشديد بين أوساط أصحاب المعاشات، كانت من نصيب العاملين السابقين لدى بعض شركات القطاع العام التى تم خصخصتها وشركات قطاع الأعمال العام والبنوك وجميع المؤسسات الصحفية القومية  مثل الأهرام والأخبار والجمهورية، والقطاع الخاص، الذين فوجئ عدد ليس بالقليل منهم بعد الاستعلام عبر الموقع الإلكترونى  بعدم استحقاقهم لصرف العلاوات الخمسة بالمخالفة لما أعلنته الحكومة حول أحقية جميع أصحاب المعاشات فى ضم العاوات الخمسة المتقاعدين خلال الفترة بين 1 يوليو 2006 وحتى 1 يوليو 2015 سواء الخاضعين أو غير الخاضعين لقانون الخدمة المدنية.

وقال محمد عبد العال، أحد أصحاب المعاشات: "أنا معاش قطاع خاص دخلت على الموقع قال لا استحق رغم أن لى زملاء فى نفس الشركة ونفس تاريخ الإحالة للمعاش وأظهر الموقع أحقيتهم فى صرف العلاوات الخمسة".

وأضافت عبلة نور الدين: "أعمل بصندوق التأمين على الثروة الحيوانية تحت إشراف وزارة الزراعة لمدة 36 عامًا وكان الصندوق يسدد عن جميع العاملين التأمينات حتى بلوغى سن المعاش فى 10 /2015، ولى خمس علاوات، وكنا ننتظره أنا وأولادى بفارغ الصبر، لكن المفاجأة أن الموقع أبلغنا بعدم استحقاق صرف العلاوات".

بينما فجر آخرون مفاجأة حول وجود أخطاء فى احتساب قيمة العلاوات المستحقة عما كان معلن مسبقًا، وقيام هيئة التأمينات والمعاشات بتقسيط متجمد العلاوات المستحقة على 4 دفعات خلال السنة للمبالغ الأقل من 5 آلاف جنيه، حيث كشف أحمد عبد الحى -  أحد أصحاب المعاشات بدرجة مدير عام-   أنه فوجئ عند الاستعلام عن قيمة العلاوات أنه يستحق فقط مبلغ 239 جنيه فقط قيمة علاوة واحدة ومتجمد قدره 320 جنيه، موضحًا أن قيمة أقل علاوة يتقاضاها الموظف  65 جنيها أى أن 80% منها يعادل 50 جنيها فكيف أصبحت 23 جنيها.

وتابع عبد الحي، أنه على الرغم أن المبلغ أقل بكثير من المتوقع إلا أن المفاجأة كانت فى قيام هيئة التأمينات والمعاشات بتقسيطه على 4 دفعات خلال السنة، متسائًلا: هل المبلغ يستحق التقسيط على مراحل؟ وهل من العدل أن أن يتساوى فى التقسيط من يحصل على 320 جنيها متجمد بمن حصل على أكثر من 20 ألف جنيه؟.

وقالت نعمة محمد، أحد أصحاب المعاشات، إن هناك حالة إحباط كبيرة بين صفوف أصحاب المعاشات والمبالغ أقل بكثير من المتوقع إضافة إلى مخالفة هيئة التأمينات تعليمات الوزارة بتقسيط المبالغ الأقل من 4 آلاف جنيه، على دفعات.

وعلقت ساخرة: أنا متجمد 400 جنيه متقسط على السنة، يعنى كل 3 شهور 100 جنيه يا بلاش، هى مش الوزيرة قال لو المتجمد 4000 جنيه فأقل يصرف دفعة واحدة، فين وعود الحكومة؟.

من جانبه، قال سعيد الصباغ رئيس النقابة العامة لأصحاب المعاشات، إن النقابة رصد بعض الأخطاء والتعسف فى التسويات من القائمين على الصناديق نتج عنه أسقاط بعض المستحقين لضم  هذه العلاوات مثل الشركات التي تم خصخصتها والصحف القومية وأيضا بعض المستحقين لضم هذه العلاوات من القطاع الخاص بسبب أن جهات عملهم عليها مديونية، وتم رفع تلك الشكاوى جميعًا فى مذكرة لوزيرة التضامن.

وأضاف الصباغ، أن النقابة على تواصل مع كل المسئولين منذ أمس لحل هذه المشكلة للجميع  وأن هناك تصعيد وصل إلى رئيس مجلس الوزراء وبعض الجهات الأخرى المسئولة بالدولة، مؤكدًا أن النقابة على مسافة واحدة من الجميع وتعمل لرفع الظلم عن كل المستحقين.

وطالب محمد وهب الله، الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال مصر، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إصدار توجيهات عاجلة ومباشرة إلى الجهات والوزرات المعنية، لمواجهة الأثار السلبية خلال تنفيذ قراره الصادر أمس الأول الخميس بشأن قواعد وأحكام ومواعيد صرف زيادة معاش الأجر المتغير عن العلاوات الخاصة التي تقررت بدءا من 1 يوليو 2006، ولم تضم للأجر الأساسي في تاريخ استحقاق المعاش.