ليس التمثال فقط.. غرفة وسيارة ضمن مقتنيات "ديليسبس" أثناء حفر قناة السويس
عاد جدل تمثال فرديناند ديليسبس، صاحب فكرة حفر قناة السويس، مجددا، بعد أعمال ترميم تجريها محافظة بورسعيد لقاعدة التمثال الموجودة على المدخل الشمالي للمجرى الملاحي.
وبحسب تصريحات
صحفية غير رسمية، يجري حاليا دراسة مقترح لإعادة وضع التمثال في متحف قناة السويس
بمدينة الإسماعيلية، مع وضع تمثال إلى جواره يمثل الفلاح المصري، في إشارة إلى من
ضحوا بأرواحهم وجهدهم لإكمال المشروع.
وكان ديليسبس،
الذي بدأ عمله في مصر مساعدا للقنصل الفرنسي بالإسكندرية، أقنع سعيد باشا، والي
مصر، في 1854، بمشروع لحفر قناة تصل ما بين البحرين الأحمر والمتوسط، وحصل منه على
قرار بذلك، فيما عُرف بامتياز حفر قناة السويس، الذي نص على أن مدة الامتياز 99
سنة من بدء تشغيل القناة.
وتتابعت التحولات
السياسية، ليصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قراره التاريخي في يوليو 1956،
بتأميم قناة السويس لصالح المصريين، فقررت حكومات فرنسا وإنجلترا وإسرائيل بالهجوم
على مصر فيما عُرف بالعدوان الثلاثي.
وخلال عمليات
العدوان، أزال الفدائيون في مدينة بورسعيد التمثال الذي اعتبروه شاهدا على عقد من
الاحتلال واستغلال الأجانب لمقدرات القناة.
ولم يكن التمثال
هو الأثر الباقي من ديليسبس، إذ تشهد المقتنيات التاريخية في مدن القناة
ومبنى الهيئة على آثار أخرى للمهندس الفرنسي الذي أصبح اسمه جزءًا من تاريخ مصر،
سلبا أو إيجابا.
ففي هذه الصور النادرة، نشاهد الحجرة التي كان يقيم فيها "ديليسبس"
أثناء حفر قناة السويس، كما نرى العربة التي كان يستعملها أثناء إشرافه على حفر
وتهيئة المجرى الملاحي الدولي.
وتعود هذه الصور إلى عام 1982، عندما استضاف المهندس مشهور أحمد مشهور، رئيس
هيئة قناة السويس (آنذاك)، وفدا من قناة بنما برئاسة مدير القناة، لزيارة المنطقة.
وللمفارقة، فإن ديليسبس كان أيضا هو المهندس الذي عُهد إليه بحفر قناة
بنما، عام 1880، قبل أن يتوقف المشروع بعد ثلاثة سنوات، بسبب تفشي الأوبئة وانهيارات
أرضية عديدة.
كما نشاهد صورة للفيلا التي كان يقيم بها ديليسبس في مدينة الإسماعيلية،
وباقية على حالها إلى الآن، بالإضافة إلى صورة قديمة لتمثاله كاملا.