صباح الخذاعي لـ"الرئيس نيوز": الكاظمي لم يداهم مقرات الحشد إلا بدعم أمريكي
بينما يشهد العراق تطورات متلاحقة من الناحية الأمنية على خلفية توقيف قوات "النخبة العراقية" التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، خلية مكونة من 50 شخصًا يتبعون ما يسمى "كتائب حزب الله العراقي"، قبيل تنفيذهم هجمات صاروخية على المنطقة الخضراء، بدا أن الأمور لا تتجه صوب التهدئة إذ قال الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، أمس الجمعة، إن قيام رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي باعتقال عناصر من الحشد يُعد "فوضى".
أكد الخزعلي، في كلمة له أن "ما حدث ليلة أمس من مداهمة مقر الحشد الشعبي حدث خطير، لأن قيام الكاظمي باعتقال عناصر من الحشد من قبل مكافحة الإرهاب يعد فوضى عارمة، وكان يفترض معالجة هذا الموضوع من قبل رئيس هيئة الحشد".
وقال إن "بقاء القوات الأمريكية في العراق يعد احتلالاً، خاصة بعد تصويت البرلمان على إخراجها من البلاد، ومقاومة الاحتلال هو حق مشروع كفلته كافة القوانين".
ضوء أخضر
الباحث والأكاديمي العراقي، صباح الخذاعي، قال لـ"الرئيس نيوز": "مصطفى الكاظمي لم يكن ليقبل على تلك الخطوة إلا بضوء أخضر من أمريكا، فالتقارير الأجنبية تقول إن عملية تفكيك الخلية التابعة لميليشيا (حزب الله) جاءت بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات العراقية ونظيرتها الأمريكية". موضحًا أن العملية تعد نتاج الحوار الاستراتيجي الذي تم عقده بين بغداد وواشنطن خلال الفترة الأخيرة".
وأكد الخذاعي أن الحوار شهد تأكيدًا على ضرورة ما إذا كانت العراق ترغب في مواصلة العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن من عدمه، وأنها إذا ما رغبت في ذلك فعليها حفظ المصالح الأمريكية في الداخل العراقي، ومنع أي اعتداء عليها، وهو ما وافق عليه المفاوض العراقي بوصف تلك الخطوة التزامات دولية على الحكومات الشرعية العمل على تأمين وحفظ البعثات والمصالح الأجنبية".
ولفت الباحث العراقي المُقيم في لندن، إلى أن عملية التوقيف جزء من الصراع الأمريكي الإيراني في العراق، وأكد أن التصعيد في تلك القضية متوقف على ما سيتم التوصل إليه بين طهران وواشنطن، مؤكدًا أن اغتيال أمريكا لقاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، لا يزال يربك الميليشيات في العراق.
اختتم الخذاعي قوله: "مصطفى الكاظمي يراهن على فقدان الميليشيا حضورها في الشارع، وهو الأمر الذي بدأ فعليًا، إذ إن الانطباع في الشارع العراقي حاليًا أن تلك الجماعات فوق القانون، ومراكز قوى تحمى الفساد". مرجحًا عدم تصاعد الأمور بين الحشد الشعبي وقوات الأمن العراقية، لكون إيران لاتريد التصعيد من أمريكا في الوقت الحالي، وأنها تكتفي باستفزازها فقط عبر الصواريخ التي تسقط من حين لآخر على المنطقة الخضراء.
دعا زعيم ائتلاف دولة القانون بالعراق نوري المالكي، وهو رجل إيران في العراق، أمس الجمعة إلى "عدم الاعتداء على الحشد الشعبي أو الانتقاص منه"، وطالب "الجميع بضبط النفس". وقال -في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر- إن "الحشد الشعبي قائد النصر وعنوان لقوة الشعب والدولة، وعلينا احترامه وحفظ هيبته، ولا يجوز الاعتداء عليه أو الانتقاص منه".
أضاف "الدولة دولتنا وقوات مكافحة الاٍرهاب أبناؤنا الذين نعتز بجهادهم وبسالتهم ولا يجوز الانتقاص منهم ومن كل قوة وطنية للدولة". ودعا المالكي "الجميع إلى ضبط النفس والحرص على حل المشاكل بنفس وطني مسؤول، بعيدا عن الأحقاد والتدخلات الخارجية".
كانت قوات خاصة عراقية قد قامت بعملية أمنية جنوبي مدينة بغداد فجر الجمعة لاعتقال نحو 50 من عناصر حزب الله العراقي، أحد الفصائل الشيعية المسلحة الممثلة في هيئة الحشد الشعبي، والاستيلاء على منصة صواريخ كاتيوشا قالت السلطات إنه تم استخدامها لقصف مطار بغداد الدولي ومبان ومواقع حكومية. وبعد ساعات من تلك العملية، اقتحمت عناصر من كتائب حزب الله مقرا لجهاز مكافحة الإرهاب التابع للجيش العراقي، بالمنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد.