الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الغموض يسيطر على موقف الجزائر بشأن الأزمة الليبية

الرئيس نيوز

لم تلحق الجزائر بقطر وتونس والصومال أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب لمناقشة الشأن الليبي، بل صوتت الجزائر لصالح قرار جامعة الدول العربية الذي يتضمن 14 بنداً، أبرزها رفض كافة التدخلات الأجنبية غير الشرعية في ليبيا وإلزام كافة الجهات الخارجية بإخراج المرتزقة من كافة الأراضي الليبية وتوحيد المؤسسات العسكرية والترحيب بإعلان القاهرة.

كان الموقف الجزائري شديد التعارض مع ما روجت له شبكة الجزيرة القطرية ووكالة الأناضول التركية على مدار الأسابيع القليلة الماضية من انحياز الرئيس الجزائري لصف حكومة فايز السراج والميليشيات المتحالفة معها، وذكرت صحيفة Morocco World news أن هذا التعارض ناجم عن محاولة الميديا القطرية – التركية الإيهام بأن الرئيس الجزائري يقف في صف المحور القطري – الترمكي.

وأضافت الصحيفة المغربية أن الدبلوماسية الجزائرية اتخذت مؤخرا دورًا يجمع بين متناقضات مثيرة للاهتمام، وأن الرئيس الجزائري يحاول أن يلقي قبعته في الحلبة كوسيط في الأزمة الليبية، لذا، كلما زاد الغليان في المشهد الليبي تحرص الجزائر على التمسك بموقف غير منحاز لأي من الطرفين المتصارعين في ليبيا، ووفقًا لتعبير الصحيفة: "تحرك الجزائر ملعقة غير منحازة في مرجل يغلي، في حين أن اهتمام الجزائر بلعب دور "الوساطة" يعد حديثًا نسبياً". 

وظهر اهتمام الجزائر المتزايد بالنزاع الليبي مؤخراً، حيث أجرى وزير الخارجية الجزائري صبري بوكادوم محادثات منتظمة مع نظرائه في موريتانيا وتونس وليبيا وصربيا، إلا أن رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، سافر إلى الجزائر يوم السبت 13 يونيو الجاري، بعد يوم واحد من دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لتسريع مشاركة الجزائر في عملية الوساطة، وعرضه تسهيل المحادثات الليبية الليبية. 

وقال تبون: "الحل في ليبيا يظهر في مساهمتنا مع مصر وتونس من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الأزمة"، والتقى عقيلة صالح نظيره الجزائري وكذلك وزير الخارجية بوقادوم. وتأتي زيارة صالح للجزائر بعد أيام قليلة من محادثات مائدة مستديرة في القاهرة مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وشهدت المحادثات في القاهرة ولادة "إعلان القاهرة" الذي أشادت به دول العالم كخريطة طريق للمصالحة بين الأطراف المتحاربة. غير أن زيارة صالح للجزائر، واستقبال الرئيس تبون لفايز السراج، وزيارة الرئيس التركي للجزائر قبل بضعة أشهر جميعها تشير إلى حرص الجزائر على الترويج لنفسها كقائد ورائد للدبلوماسية في شمال إفريقيا، ومن غير المرجح أن تدعم الحل الذي اقترحته مصر لأن مثل هذه الخطوة ستبطل جهود تبون للترويج للجزائر كلاعب جاد في الدبلوماسية الدولية. 

ووصفت وسائل الإعلام الإسبانية موجة التدخل الجزائري في الأزمة بأنها محاولة للإطاحة بدور المغرب أو على الأقل زعزعة مكانة المملكة المغربية باعتباره اللاعب الدبلوماسي الرائد في المنطقة، لذلك بدأت الجزائر شد الخيوط بغرض السيطرة على عملية السلام الليبية.