الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بهاليل أردوغان.. العدوان التركي على ليبيا يفضح علاقة اسطنبول بواشنطن

الرئيس نيوز

تتعامل حكومة حزب العدالة والتنمية مع الإدارة الأمريكية حسب الأحوال؛ فإذا اشتدت الحاجة للمسكنات لمؤيدي الرئيس التركي رجب أردوغان، فإن أنقرة على استعداد تام لتبني خطاب أكثر تشددًا من الخطاب الإيراني وعندئذ تصور للرأي العام أن أمريكا هي "الشيطان الأعظم"، وإذا نشبت الأزمة الاقتصادية أنيابها في جسد المواطن العادي، فأصابع الاتهام توجه إلى عقوبات أمريكا لا للفشل في إدارة موارد الدولة، أما إذا ارتفعت الأمواج وتصاعدت الانتقادات للعدوان التركي ضد قبرص واليونان وسوريا والعراق ومؤخرًا ليبيا، فالادعاء بعلاقات مميزة مع إدارة الرئيس دونالد ترامب ومن ثم الاستقواء بأمريكا حل سهل وبسيط ولا يكلف الكثير.

اتفاق اسطنبول مع واشنطن للتدخل في ليبيا

     
وزعم وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصل على الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واتفقا على التعاون في ليبيا وأن مسؤولين من البلدين اجتمعوا لمناقشة التفاصيل التقنية للتعاون المحتمل. 

وادعى أوغلو أن حكومته تلقت دعماً قوياً من الإدارة الأمريكية، تلى هذه التصريحات بعد اتهامات أوغلو نفسه للولايات المتحدة بأنها شنت حملة في أوروبا ضد العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا، فلا يدري المتلقي ماذا يقصد الوزير التركي تحديدًا عندما يتحدث عن واشنطن، عدو أم صديق! 

حضر أوغلو ندوة عبر الإنترنت نظمتها اللجنة التوجيهية الوطنية الأمريكية التركية (TASC) ومقرها الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي وأجاب على أسئلة حول العلاقات التركية الأمريكية والتطورات الأخيرة في السياسة الخارجية ومجالات التعاون المحتملة. وأكد في خطابه: "مقارنة بالعام الماضي، يمكننا القول إن [التوترات] تتراجع بيننا".





"في الآونة الأخيرة، تحاول الولايات المتحدة لعب دور أكثر نشاطًا في ليبيا، اقترح رئيسنا (أردوغان) أن يتعاون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ليبيا. رد ترامب بشكل إيجابي على ذلك. تلقينا تعليمات للعمل معا على مستوى وزراء الخارجية والدفاع وسلطات المخابرات. تستمر الاجتماعات الثنائية على المستوى الفني. تعاوننا مهم لاستقرار المنطقة ومستقبل ليبيا. ونود أن نوسع مجالات تعاوننا".

تحدث أردوغان وترامب عبر الهاتف مطلع يونيو الجاري، ووفقًا للرئيس التركي، ناقشا الصراع في ليبيا واتفقا على "بعض القضايا" المتعلقة بالتطورات على المشهد الليبي. وقال أردوغان في مقابلة مع هيئة الإذاعة التركية العامة تي آر تي: "لقد اتفقنا على بعض القضايا"، وتوقع: "قد تبدأ حقبة جديدة بين تركيا والولايات المتحدة بعد مكالمتنا الهاتفية".

جاءت تصريحات أوغلو بعد يوم واحد من عقده مع وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق وغيره من كبار المسؤولين الأتراك محادثات مع حكومة فايز السراج في طرابلس لمناقشة آخر التطورات في المنطقة.

يهمك أيضاً


بعد زيارة الوفد التركي إلى ليبيا في 17 يونيو ، ذكر أوغلو أنهم ناقشوا الإجراءات التي يجب اتخاذها في المنطقة فيما يتعلق بالطاقة. ونسي أوغلو أن واشنطن تعوّل على الدور الذهبي الذي تقوم به قوات الجيش الوطني الليبي في اجتثاث الإرهاب في حين تقدم تركيا الدعم العسكري لحكومة السراج وكذلك للميليشيات المتطرفة المتحالفة معها.

وفي مغالطة أخرى تتعارض مع تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والغضب اليوناني من الانتهاكات التركية للحقوق السيادية لأثينا، وتنديد المستشار النمساوي بالابتزاز التركي، يزعم أوغلو أن بلاده تلقت "الدعم المعنوي من حلفائنا الأوروبيين"!