خبراء: فاروق الباز غير مختص و"يفتى" في سد النهضة.. هل يعالج مجدي يعقوب العيون؟
أثارت تصريحات الدكتور فاروق الباز، حول أمان منطقة بناء سد النهضة الإثيوبي، وكميات مياه المخزون الجوفى الكبير والمساحات التى يمكن زراعتها في مصر، جدلا واسعا ونالت هجوما كبيرا عليها، خاصة مع استناد إثيوبيا لكلامه وهل فعلا غير واقعى بشأن أزمة سد النهضة، وذلك على كافة المستويات ووسائل التواصل الاجتماعي.
استندت إثيوبيا فى الأزمة الحالية وإحالة الملف لمجلس الأمن الدولي، إلى تصريحات الدكتور فاروق الباز، بعدم خطورة سد النهضة على مصر والسودان، وأنه يخضع لدراسة علمية عميقة ولا مخاوف طبيعية تؤثر عليه مثل الانهيار أو غيرها، كما أنه فى منطقة آمنة، ولا توجد مخاوف من انهياره بسبب الزلازل، بالإضافة إلى تأكيده أنه إذا كانت المنطقة بها مخاوف طبيعية لماذا قامت الشركة المقاولة لبناء سد النهضة بتشييده في منطقة قلق ولم تكن لترضى إثيوبيا بذلك، وأن المكان مدروس دراسة جيدة وكل ما يتناوله الأشخاص خال من الحقيقة وليس له دلائل علمية في هذا الشأن وهي مجرد شائعات.
وفيما يخص التداعيات السلبية للسد على مصر، وأنه سيتسبب فى عطش المصريين ونقص حصة المياه وانخفاض الإنتاجية الزراعية، فقد أوضح الباز أن ذلك يتعارض مع الحقائق الجيولوجية التي تؤكد بأن المياه الجوفية النوبية كفيلة بذلك ويمكن أن تستخدم كمياه شرب وزراعة أيضاً.
وزير الري الأسبق يرد
قال وزير الموارد المائية والري الأسبق الدكتور محمد نصر الدين علام، إن إثيوبيا تستشهد بكلام الدكتور فاروق الباز، فى مواجهة الأسانيد المصرية فى أزمة سد النهضة وفشل المفاوضات، رغم أنه غير متخصص وليس له باع علمى فى مجال الموارد المائية وهندسة المياه أو فى الهندسة الإنشائية، لكنه عالم متخصص في الجيولوجيا.وأكد وزير الموارد المائية والري الأسبق، أن ما وصفه بـ"فتاوى الباز" التى يطلقها وهو غير متخصص أضرت ومازالت بمصداقية مصر فى الأزمة ومحاولة الوصول إلى اتفاق، خاصة أنه يدعى أن المياه الجوفية فى منطقة العوينات كافية لزراعة ٢٥٠ ألف فدان، بينما فى الحقيقة أن المياه الجوفية غير كافية لـ 50 ألف فدان المنزرعين حاليا بالرغم من فرض قواعد حازمة للترشيد هناك.
وأوضح علام، أنه يدعى أيضا أن منطقة بناء سد النهضة الإثيوبي، مثالية جدا، كما أنه يجب الوثوق فى إثيوبيا واختيارها لمكان السد، ومما زاد الطين بلة ادعاءه أن مصر تستطيع التعايش مع التداعيات المحتملة من بناء سد النهضة ونقص حصة المياه والوصول إلى القحط المائي.
غير مختص فى الموارد المائية
قال الدكتور عباس شراقى، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الافريقية، إن الدكتور فاروق الباز، عالم فى مجاله وهو الجيولوجيا والاستشعار عن بعد، لكنه ليس متخصصا أو عالما فى الموارد المائية والري، كما أنه لا علاقة له بسد النهضة أو أصدر بحثا متخصصا حول ذلك، ومن ثم يجب عدم إطلاق التصريحات التي يمكن أن تستند إليها إثيوبيا فى الأزمة الحالية مع مصر، والحديث الذى يتردد عن أمان السد ومنطقة بناءه.وأكد شراقى لـ"الرئيس نيوز"، إن إثيوبيا تحاول دائما الاستناد والاستشهاد بأية مقولات أو تصريحات يطلقها غير المتخصصين فى المياه أو سد النهضة وأزمة إثيوبيا، مشيراً إلى أن الدكتور الباز، تخصصه الصور الفضائية والأقمار الصناعية، والتى بالتأكيد لن توضح ما يردده حول المخزون الجوفى الكبير والمساحات التى يمكن زراعتها عليها ولا يستطيع تحديد مستويات للمياه تحت سطح الأرض، فكيف يعلم مقدارها وهى أعماق تصل إلى 1000 متر؟
وأوضح أستاذ الموارد المائية، إنه عند سؤال الدكتور الباز، حول رؤيته للصور نفسها نفى ذلك، فكيف له أن يحكم على مقدار المياه الجوفية على بعد مئات الأمتار وهو ليس تخصصه مثلما تأتى بالطبيب الكبير مجدى يعقوب ليقوم بمعالجة مريض عيون مثلا، كما أنه لا يوجد له بحث واحد متعلق بسد النهضة أو مسألة بناءه، أو الأزمة الحالية، وهو يقصد منطقة شرق العوينات فقط ومساحة محددة ولمدة زمنية، كما أنه من الواضح أنه غير ملم بالأزمة ولم يقرأ شيئا عنها ومن الضرورى عدم تحدث غير المتخصص لعدم إعطاء الفرصة لإثيوبيا للاستناد عليه.