طالبته بحقوق الإيطاليات.. تفاصيل لقاء هدى شعراوي مع "موسوليني"
في محافظة المنيا بصعيد مصر، وُلدت هدى شعراوي في مثل هذا اليوم، 23 يونيو، عام 1879، لتصبح واحدة من رائدات الحقوق النسائية في مصر والمشرق العربي.
مجهودات كبيرة قامت بها "شعراوي" التي أسست مع رفيقاتها من أمثال
نبوية موسى وسيزا نبراوي الاتحاد النسائي المصري، كما لعبت أدورا سياسية في أثناء ثورة
1919، بخلاف أعمال خيرية كثيرة لخدمة المجتمع.
تشكيل الاتحاد النسائي المصري
ومن بين هذه المجهودات، كانت مشاركة هدى شعراوي كرئيسة للوفد المصري في
مايو عام 1923 في المؤتمر النسائي الدولي في روما.
كانت "هدى" تلقت دعوة من الاتحاد النسائي الدولي لحضور المؤتمر، فقررت
في البداية تشكيل الاتحاد النسائي المصري ليكون الجهة الرسمية المشاركة.
وتحددت أهداف الاتحاد النسائي المصري في "رفع مستوى المرأة الأدبي
والاجتماعي للوصول بها إلى حد يجعلها أهلا للاشتراك مع الرجال في جميع الحقوق
والواجبات".
بعد ذلك سافرت "شعراوي" ورفيقاتها لتشارك في مؤتمر روما الذي
حضرته مندوبات عن 36 دولة، ولمس فيه الوفد المصري أثر المرأة الأوروبية في نهضة
الغرب.
ورغم قلة عدد سيدات الوفد المصري فإنه نال تقدير المؤتمر، لأنهن "ظهرن
أمامهن بمظر أرقى مما كن ينتظرن"، بحسب ما ترويه هدى شعراوي في مذكراتها.
مقابلة الزعيم الإيطالي الشهير موسوليني
غير أن من أبرز وقائع المؤتمر هو مقابلة الوفود للزعيم الإيطالي الشهير
بينيتو موسوليني، الذي حكم إيطاليا في الفترة من 1922 إلى 1943، وعُرف بتأسيسه
النظام الفاشيستي.
وبحسب ما ترويه هدى شعراوي عن المؤتمر أنها التقت "موسوليني"
ثلاث مرات، الأولى عندما ترأس جلسة الافتتاح، والثانية عندما اقام حفل شاي تكريما
للمندوبات، أما الثالثة فكانت في القصر الرئاسي بعد أن انتهى المؤتمر من أعماله.
ما حدث أن الوفود النسائية من كل أنحاء العالم قررن التوجه لمقابلة
"موسوليني" في قصر الرئاسة سيرا على الأقدام ليرجوه أن يمنح المرأة
الإيطالية حق الانتخاب.
تفاصيل لقاء موسوليني
وتحكي "شعراوي" تفاصيل اللقاء قائلة: "استقبلنا وصافح أعضاء
المؤتمر واحدة واحدة.. وعندما جاء دوري وقُدمت إليه كرئيسة وفد مصر عبر عن جميل
عواطفه ومشاعره نحو مصر، وقال: إنه يرقب باهتمام حركات التحرير في مصر، وجهاد
المصريين والمصريات في سبيل استقلال بلادهم".
وتضيف: "ثم تحدث عن تطلعه إلى توطيد العلاقات التي تربط إيطاليا بمصر
وغيرها من دول البحر المتوسط، وأشاد بماضي مصر المجيد ومدنيتها العريقة وبما كان
بين الدولتين من علاقات طيبة وصداقة قديمة وأعرب عن أمله في تجديد ذلك ودوام
ارتباطه".
استحسنت هدى شعراوي حديث "موسوليني" عن مصر. تقول: "أعربت
له عن فائق تقديري بهذه العناية وبدوري تحدثت عن مجد إيطاليا السابق والحاضر، ثم
كررت رجائي الخاص بمنح المرأة الإيطالية حقوقها السياسية".