خبراء: خطة الضم الإسرائيلية ستشعل الضفة الغربية
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن ضم أراضٍ من الضفة الغربية وغور الأردن بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تبدو "فرصة تاريخية" لضم مساحات كبيرة من الضفة الغربية المحتلة التي لطالما طالب بها الإسرائيليون اليمينيون، مما قد يمنح البلاد حدودًا شرقية دائمة للمرة الأولى.
وأضافت الصحيفة أن الضم من شأنه أن يعزز مكانة نتنياهو في التاريخ، وينتزع إرثًا دائمًا للسياسي الأطول خدمة في إسرائيل، وعلى الرغم من أنه لم يكشف عن نطاق خطته، فقد وعد بالمضي قدمًا فيها في 1 يوليو.
ولكن مع اقتراب هذا التاريخ، تندد مجموعة متزايدة من المسؤولين الإسرائيليين السابقين في الجيش والاستخبارات والدبلوماسيين بأي ضم من جانب واحد معتبرين إياه خطرًا كبيرًا يحدق بأمن إسرائيل.
حذر الخبراء من أن فرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي التي يعتمد عليها الفلسطينيون من أجل دولة مستقبلية يمكن أن يشعل انتفاضة جديدة في الضفة الغربية. يمكن أن يلقي بآثار سلبية على الأردن المجاورة، سيتم استنكار خطوة إسرائيل على نطاق واسع باعتبارها غير قانونية، مما قد يؤدي إلى عزلة دولية.
ويقول الخبراء إن الضجة الناتجة يمكن أن تصرف الانتباه عن الجهود المبذولة لتكثيف الضغط على الدولة التي طالما تصورها نتنياهو على أنها أكبر تهديد يواجه إسرائيل والعالم إيران.
وقال عاموس جلعاد، اللواء المتقاعد في المخابرات العسكرية الذي كان أيضًا مبعوثًا إلى العالم العربي: "في الجيش، تتعلم في أدنى مستوى التركيز على الجهد الرئيسي". وقال "إن الاتحاد مع العرب ضد إيران يعد ميزة لا تصدق". وبدلاً من ذلك، قال: "سنوحد العالم كله ضدنا".
وحذر القادة العرب بالفعل من أن الضم سيهدد تقدم إسرائيل في إقامة علاقات مع دولهم، ولكن إدارة ترامب تدعم الضم من حيث المبدأ، والعديد من الأمريكيين، بمن فيهم السفير ديفيد فريدمان، هم جزء من اللجنة الإسرائيلية الأمريكية المشتركة التي تعمل سرا لرسم حدود إسرائيل الجديدة.
لكن الضم يؤجج الذعر بين الديمقراطيين في الكونجرس ويعارضه المرشح الرئاسي المفترض للحزب، جو بايدن، وجميعهم يفضلون حلًا تفاوضيًا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ووعد نتنياهو في الخريف الماضي بضم غور الأردن المهم استراتيجيا، وهي خطوة من شأنها أن تخلق حدودا شرقية متاخمة للأردن، وفي يناير، قال إنه سيضم المزيد: حوالي 30 في المائة من الضفة الغربية، بما في ذلك العشرات من المستوطنات اليهودية القائمة، تماشيًا مع خريطة مفاهيمية في خطة السلام لإدارة ترامب.
لكن الإدارة الأمريكية دعت نتنياهو منذ ذلك الحين إلى التوصل إلى توافق مع شريكه في الائتلاف الوسطي، وزير الدفاع بيني جانتز، الذي عارض التحركات الأحادية.
ورفض الفلسطينيون أي تحرك من جانب واحد باعتباره انتهاكا لالتزامات إسرائيل بحدود تفاوضية متبادلة بموجب اتفاقات أوسلو، وكان الرد الفلسطيني هو الانسحاب من الاتفاقية وعلقت السلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية التعاون الأمني مع إسرائيل احتجاجا على ذلك.
الخوف الأكثر إثارة للقلق لدى الإسرائيليين هو إمكانية إرسال أبنائهم وبناتهم إلى القتال، إذا انهارت السلطة الفلسطينية أو رد الفلسطينيون بانتفاضة، فقد تضطر إسرائيل إلى إعادة احتلال الضفة الغربية المضطربة عسكريا.