واقعة سابقة تحرك فيها الجيش المصري إلى حدود ليبيا
ربما هي المرة الأخطر لكنها ليست الأولى من نوعها.. نتحدث عن تحرك واستعداد قوات مصرية على الحدود الغربية مع ليبيا.
فعلى مسمع من دول العالم، وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي في المنطقة الغربية
العسكرية ليعلن أن مصر ستتدخل لإعادة التوازن إلى الوضع الليبي إذا تعدت القوات الأجنبية
المعادية خطا أحمر حدده بمحور "سرت- الجفرة".
لكن في ظروف تاريخية سابقة، تعود إلى أكثر من 50 سنة، لدينا واقعة تأهب
فيها الجيش المصري بأمر من القائد الأعلى للقوات المسلحة ليتحرك على الحدود
المصرية الليبية.
كان ذلك في بدايات سبتمبر 1969، عقب قيام "ثورة الفاتح" بقيادة
العقيد معمر القذافي، في مفاجأة للجميع في الوطن العربي والعالم، بمن فيهم الرئيس
جمال عبد الناصر نفسه.
ويحكي فتحي الديب، مبعوث عبد الناصر لثورات التحرر الوطني، في كتابه "عبد
الناصر وثورة ليبيا" ماذا حدث آنذاك.
يقول الديب: "فوجئت صباح يوم الثالث من سبتمبر باتصال السيد سامي شرف
سكرتير الرئيس بي تليفونيا ليخطرني برغبة الرئيس جمال في لقائه فورا لأمر هام".
أخبر عبد الناصر "الديب" أنه اختاره ليسافر إلى ليبيا بشكل عاجل
ليطلعه على الوضع هناك، قائلا له: "بعد أن بدأت الصورة تنجلي أمامي قررت أن
نقف إلى جانب مجلس الثورة الليبية لنوصلها
إلى بر الأمان".
ووضع عبد الناصر الإمكانيات المطلوبة تحت تصرف الديب، قائلا له إنه كلفت
الفريق أول محمد فوزي، وزير الحربية آنذاك، ليحرك القوات اللازمة من الطيران
والمدرعات والمشاة الميكانيكية إلى الحدود الليبية.
وأضاف الرئيس الراحل لمبعوثه للثورة الليبية: "هذه القوات حتكون معاك
في معاونتك إذا طلبتها"، مشيرا إلى أنه أمر أيضا بتجهيز طائرة مصرية ليستقلها
ومعه من يرى الاستعانة بهم من خبراء عسكريين ومدنيين وخبراء شفرة.
وكلف عبد الناصر "الديب" بالآتي، قائلا له بالنص: "عاوزك تداوم الاتصال وباستمرار لتضعني في الصورة لما يحدث أولا بأول. والمهم إنك تجنبهم الوقوع في أي خطأ من اللي وقعنا فيه في أول الثورة، وركز اهتمامك على تأمين الوضع الداخلي في البداية حتى يتفرغوا لمواجهة بقية المشاكل الخارجية بالتدريج".