الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد ثورتين.. هل تغيرت صورة نائب البرلمان في الدراما؟ (تقرير)

الرئيس نيوز

لا تنفصل الدراما بشكل كبير عن الواقع الذي يعيشه المجتمع، بل تعد جزء لا يتجزأ من نقل الواقع بما فيه من مشكلات وأزمات، وبالطبع تخرج الدراما أحيانا عن سياق الواقع لتقديم أفكار وأطروحات جديدة للمجتمع، إلا أنها حينما تجسد شخصية مجتمعية تميل الصورة بشكل نمطي إلى الواقع، مع إضافة بعض التفاصيل والرتوش لجذب المشاهد، وعندما نطرح النقاش حول صورة نائب البرلمان في الدراما المصرية على مدار تاريخها، ستجد أن هناك الكثير من النماذج التي قدمتها حول شكل وصورة وأداء نائب البرلمان، مرت  بالكثير من التغيرات والصور المختلفة.

"الرئيس نيوز" يرصد خلال التقرير التالي صورة نواب البرلمان في الدراما، كما يتحدث مع الخبراء والمتخصصين حول الصورة ومدى مصداقيتها وتطابقها مع الواقع، وأبرز الأعمال التي قدمت أعضاء مجلس الشعب وجسدتهم على الشاشات.

على مدار سنوات ظهرت شخصية نائب البرلمان في الدراما بشكلها التقليدي، وكشفت الدراما جميع الجوانب الخاصة بعضو مجلس الشعب،  وكثيرا ما قدمت الدراما نواب البرلمان بصورة سلبية في عدة أعمال أبرزها "أفراح إبليس" و"حدائق الشيطان" و"سكة الهلالي" وغيرها من الأعمال، فيما ظهرت شخصية النواب بصورة إيجابية في أعمال محدودة منها "مسألة مبدأ"، و"البراري والحامول".

محمد فاضل: الدراما لم تتحامل على النواب قبل الثورة

المخرج الكبير محمد فاضل قال في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" إن الدراما تنقل الواقع في الكثير من الأحيان، وما عرضته الدراما عن نواب البرلمان قبل ثورة 25 يناير لم يكن به أي تحامل على النواب، لأنها كانت تنقل صورتهم الحقيقية في ظل نظام فاسد بالكامل.

أشار فاضل إلى أنه برغم تقديم الدراما لصورة البرلماني الفاسد والمرتشي والمنتفع، إلا أنه كان هناك حريه فى التناول ولم يعترض أحد على ذلك مطلقا، موضحا أن صورة عضو البرلمان حاليا تغيرت تماما عما قبل الثورة، لأنه بالفعل حدث تغيير كبير في طبيعة البرلمان طبقا للقوانين الجديدة، ولم يعد هناك نفس الفساد الذي كان موجود قبل الثورة.

المخرج الكبير أوضح أن الدراما بعد الثورة لم تهتم بتقديم أعمالا بها فئة نواب البرلمان بالشكل المطلوب، ولكنها أعمال محدودة جدا ولم تنقل الصورة الكاملة لعضو البرلمان بل كانت تشير إليهم من بعيد فقط.

الفخراني: الهدف من تجسيد نواب البرلمان ليس التشويه

الفنان الكبير يحي الفخراني قدم مسلسل "سكة الهلالي" والذي تناول خلاله المنافسة بين المرشحين للبرلمان، وتحدث حول الأمر قائلا: عندما قدمت مسلسل "سكة الهلالي" درسنا جيدا كل التفاصيل المتعلقة بالبرلمان والصراع الانتخابي وشكل النواب وأسلوبهم وأهدافهم، وقدمنا عملا من الواقع ولم ينفصل عنه مطلقا.

أشار الفخراني إلى أن الدراما لم تبالغ في تقديمها لصورة النواب على الإطلاق، بل أنها في أحيان كثيرة كانت تتغاضى عن أخطائهم حتى لا يحدث أزمة.

وأضاف أن نائب البرلمان مواطن في المجتمع ولا يوجد مانع من تقديمه سواء بالسلب أو بالإيجاب، مشيرا أن ليس كل النواب فاسدين ولا كلهم ملائكة، وجميعهم أناس في المجتمع كالأطباء والمدرسين والصحفيين وغيرهم من الفئات التي تنقل الدراما صورتهم بكل الأشكال سواء السلبية أو الإيجابية، مؤكدا أن البرلماني مواطن عادي من حق الدراما أن تجسده بأي شكل وفي أي صورة عليها.

إلهام شاهين: خدمة الأهالي رسالتي لكل برلماني

الفنانة إلهام شاهين قالت إنها جسدت شخصية نائبة البرلمان في عملين ولكنها أنصفتهم، مشيرة أن الهدف من الدراما ليس التلميع ولا تجميل الصورة، ولكن الهدف هو إلقاء الضوء على الإيجابيات والسلبيات، وأوضحت أنها عندما قدمت شخصية زاهية المرأة البسيطة التي تعمل على خدمة أهالي دائرتها كانت تستهدف توصيل رسالة لكل برلماني بأن يعمل على خدمة المجتمع وأهالي دائرته، وفي مسلسل "مسألة مبدأ" كانت رسالتها أن يكون النائب مواجها للفساد ومحافظا على القيم والمبادئ لأن هذا دوره.

وأشارت إلى أن ليس كل النواب متشابهين، ولكن الأمر كله يرجع لرؤية المؤلف والمخرج والهدف من العمل في الأساس والرسالة التي يحملها.

نقاد: الصورة لن تتغير وتجسيدها فى الدراما محدود

تحدثت الناقدة ماجدة موريس عن تناول الدراما لشخصية نائب البرلمان قائلة: النموذج الذي ساد لسنوات طويلة في مصر للنواب كان فاسدا ومزورا، ولذلك كانت الدراما تقدم النواب في هذا الشكل بأغلب الأعمال، خاصة أن الدراما تميل لإثارة الجدل وتقديم ما يجذب الجمهور ولذلك تذهب للصورة السلبية في أغلب الأحيان.

وأضافت موريس أن الدراما تحملت عبء كبير جدا في مواجهة الفساد والرشوة والمحسوبية وغيرها من خلال تقديم أعمالا تشبه الواقع الذي كنا نعيشه، وأشارت إلى أن صورة نائب البرلمان ستتغير خلال الفترة المقبلة في الدراما لعدة أسباب أبرزها حالة الرقابة الشديدة على الجميع وظهور مؤسسات رقابية قادرة على مواجهة الفساد وكشفه ومحاسبة أي مسئول مخطئ دون تمييز، ما يقلل من حالة الفساد البرلماني التي عايشناها لسنوات طويلة جدا، فلم يكن هناك من يحاسب النواب على الفساد والرشوة، وفي الوقت الحالي أعتقد أن نسبة الفساد انخفضت جدا.

أوضحت موريس أن قبل الثورة كان النواب يشتكون كثيرا من صورتهم في الدراما لكن كان صناع الأعمال يصروا على تقديم الصورة الواقعية دون مبالغة أو تزييف للحقائق حتى لا يتم اتهامهم بالمجاملة والتلميع، مؤكدة أن الدراما قبل الثورة لم تظلم النواب إطلاقا في ظل الفساد الذي فرض نفسه على جميع المؤسسات.

فيما قال الناقد الفني طارق الشناوي إن الدراما بطبيعتها تميل لإثارة الجدل وتذهب للمناطق الأكثر سخونة، ولذلك كانت تنقل سلبيات النواب بصورة واقعية خاصة في ظل مجتمع ودولة يحكمها الحزب الوطني الذي يختبئ أعضائه الفاسدين خلف الحصانة.

وأضاف الشناوي أن الأعمال التي تناولت صورة البرلماني بشكل كامل من كافة الجوانب أظهرت الإيجابي والسلبي، وهي أعمال محدودة جدا، في ظل وجود أعمال أخرى كانت تلمس فقط مع شخصية النائب دون تفاصيل وهنا كانت تنقل الصورة النمطية التي يراها المجتمع والشارع في أن النواب فاسدين ويستخدموا الحصانة لحماية أنفسهم فقط،.

اختتم: أعتقد أن صورة النواب في الدراما ستتغير ولكن تغير محدود خاصة في ظل عدم وجود عمل درامي يكون بطله يجسد شخصية عضو برلمان من البداية للنهاية، وستظل الدراما تقدم صورة النواب بشكل محدود جدا.