إدارة ترامب تلجأ للقضاء لمنع نشر كتاب جون بولتون
متابعةً للتهديد باتخاذ إجراء قانوني لمنع كتاب آخر أيضًا، رفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء دعوى قضائية لمنع مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون من نشر مذكراته التي طال انتظارها. وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من وصف ترامب لكتاب بولتون القادم بأنه "غير ملائم على الإطلاق" وقال إن بولتون سيواجه "مسؤولية جنائية" إذا تم نشره.
ورفعت وزارة العدل الدعوى أمام محكمة فيدرالية في واشنطن. كان ترامب قد حذر من أن كل محادثة يجريها المرء مع رئيس أمريكا ينبغي أن تحاط بالسرية، وأضاف: "هذا يعني أنه إذا قمت بكتابة كتاب وإذا نشر الكتاب، فإنه يخالف القانون وأعتقد أنه سيواجه مشاكل جنائية. وآمل ذلك".
ورصد موقع صوت أمريكا الإخباري بعض التفاصيل حول كتاب مذكرات بولتون بعنوان "من الغرفة التي شهدت الأحداث.. مذكرات من البيت الأبيض"، الذي يطرح أمثلة على سوء السلوك الدولي الذي اكتنف ضغوط ترامب على أوكرانيا وكان بمثابة الركيزة الأساسيى لمحاكمة الرئيس العام الماضي. ومن المقرر طرحه للبيع الأسبوع المقبل.
كان وزير العدل وليام بار قد صرح بأن وزارته تركز على أخذ ضمانات للتحقق من أن بولتون حذف "المعلومات السرية"، وأوضح بار أن المسؤول السابق لم يتبع الإجراءات التي تشترطها الحكومة للسماح بنشر كتب يمس الأمن القومي وأن بولتون "لم يتبع كافة الإجراءات" وبالتالي تحاول وزارته حمله على الامتثال للقانون. ووصف اندفاع بولتون لنشر الكتاب بدون اتباع كافة الإجراءات الواجبة بأنه سلوك "غير مسبوق"، مضيفا "لا أتذكر أي كتاب آخر تم نشره بهذه السرعة بينما لا تزال الشخصيات على رأس عملها في مناصبها الحكومية، والوقائع التي وردت به من المؤؤكد أنها تتعلق بالأحداث الجارية وزعماء حاليين ومناقشات حول قضايا السياسة الحالية، والكثير منها تعتبر سرية من حيث حساسيتها وطبيعتها".
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن ترامب أعرب عن غضبه بسبب نشر الكتاب وهو عازم على الضغط على موظفيه لاتخاذ إجراء يمنع طرحه في الأسواق. وكان مقال في صحيفة وول ستريت جورنال قد وصف موقف ترامب من مذكرات بولتون بأنه محاولة لاستغلال الأمن القومي كذريعة لفرض رقابة على بولتون، في انتهاك لحقه الدستوري في التحدث في مسائل ذات أهمية عامة قصوى.
قال برادلي موس، محامي متخصص في الأمن القومي، إنه سيكون من الصعب، ولكن ليس من المستحيل، أن يحصل ترامب على قرار من المحكمة لحجب الكتاب. وتكهن موس بأن المعلومات ستصل إلى المجال العام عاجلاً أم آجلاً، بعد أن استلم مراجعو الكتاب نسخهم. وقال موس "لذلك من غير المحتمل ولكن ليس من المستحيل أن يمنع الكتاب من الخروج في هذه المرحلة ، على الأقل عبر الناشر". ووصف منتقدو الدعوى بأنها "محكوم عليها بالفشل".
وأكد الخبير بن ويزنر: "قبل نصف قرن رفضت المحكمة العليا محاولة مماثلة من قبل إدارة نيكسون لمنع نشر أوراق البنتاجون، ومنذ ذلك الحين ثبت بقوة أن القيود السابقة على النشر غير دستورية وغير أمريكية، كالعادة، الأمر لا علاقة له بتهديدات تضر الأمن القومي، وكل ما هنالك أننا نرى محاولة لتجنب الفضيحة والحرج".
من جانبها، أصدرت شركة Simon & Schuster، الشركة التي تنشر كتاب بولتون، بيانًا قالت فيه إن الدعوى القضائية هي "الأحدث في سلسلة طويلة من الجهود" التي تبذلها إدارة ترامب "لإلغاء نشر كتاب تراه غير ملائم للرئيس".