السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"لعبة إيران".. لماذا أصدرت طهران 3 بيانات عن اعتقال جاسوس تورط في اغتيال سليماني؟

الرئيس نيوز

أفردت صحيفة جيروزاليم بوست مساحة كبيرة حول الجاسوس الإيرانى المتهم بالتجسس لصالح الموساد والاستخبارات الأمريكية، وعلاقته بجمع المعلومات التي أفضت إلى اغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني؛ وشككت الصحيفة أن يكون الجاسوس المعلن عنه له علاقة مباشرة باغتيال سليمانى، وإن لم تنفِ علاقته بالأجهزة الاستخباراتية المشار إليها.

وانتقدت الصحيفة قيام طهران بتكثيف تصريحاتها حول قضية تفيد التقارير الصحفية العالمية أن عمرها أكثر من 6 أشهر، ورجحت أن الغرض من الاستمرار في السماح بنشر تفاصيل قضية قديمة لكي تبدو جديدة هو توظيف سياسي لنبأ القبض على جاسوس للسي أي إيه والموساد.

ومنذ منتصف الأسبوع الماضي، أصدرت إيران ثلاثة بيانات مختلفة، وبعضها متناقض، حول القبض على جاسوس على صلة بجمع المعلومات حول قائد الحرس الثوري الإسلامي السابق قاسم سليماني.

في البداية، أشارت إيران ضمنيًا إلى أن الجاسوس المزعوم كان متورطًا بشكل مباشر في اغتيال سليماني في 3 يناير. ولكن في بيان ثانٍ، قالت إن الرجل، الذي يدعى محمود موسوي مجد، اعتقل قبل اغتيال سليماني.
في هذه المرحلة، أوضح المتحدث باسم القضاء في طهران أن موسوي مجد كان متورطًا في التجسس على سليماني قبل اغتياله. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان مجد قد اعتقل في الصيف الماضي عندما زعمت إيران أنها اعتقلت 17 جاسوسًا يعملون لحساب وكالة الاستخبارات المركزية، وقالت إن بعضهم حُكم عليهم بالإعدام.
هناك أيضًا احتمال، أثارته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية وهو: أن تكون طهران قد قررت الإعلان عن اعتقال وهمي لجاسوس مفترض، وأن يكون الهدف إرهاب المعارضين السياسيين، بإمكانية اتهام بعضهم بالخيانة والتجسس كذريعة مناسبة للتخلص منهم.

وفي إعلانها الثالث الذي صدر السبت الماضي، أكد المتحدث باسم القضاء اعتقال موسوي مجد قبل اغتيال قاسمي، لكنه أضاف أنه انتقل إلى سوريا للمساعدة في تعقب تحركات سليماني هناك. وكانت هذه التفاصيل الجديدة مثيرة للاهتمام لأنه متفق مع ما نشرته شبكة إن بي سي ورويترز في السابق، وأكدته جيروزاليم بوست، وتمكن المتهم في دمشق من إطلاع وكالة الاستخبارات المركزية على الطائرة التي ستستقلها سليماني بالضبط، ونقلت المعلومات إلى الموساد الإسرائيلي وتم التحقق من صحتها.

وقالت مصادر لـ"رويترز" في يناير إن الولايات المتحدة حصلت على مساعدة داخلية من اثنين من موظفي الأمن في مطار بغداد واثنين من موظفي الشام للطيران - "جاسوس في مطار دمشق وآخر يعمل على متن الطائرة".

وقال المسؤولون إن محققي وكالة الأمن القومي العراقي قالوا إنهم يعتقدون أن المشتبه بهم الأربعة عملوا ضمن فريق أوسع من الأشخاص الذين يقومون بتزويد الجيش الأمريكي بالمعلومات.
من ناحية، كان من المرجح أن يؤدي القبض على جاسوس في إيران للكشف عن الجواسيس الرئيسيين المتورطين في المساعدة في اغتيال سليماني. واتضح من بيان الأسبوع الماضي، وهو الثالث في سلسلة البيانات الإيرانية أن موسوي مجد كان مقره في سوريا وربما كان جزءًا من الفريق الذي يتعقب سليماني هناك.
قال المتحدث القضائي إن موسوي مجد زود السي آي إيه والموساد بمعلومات استخبارية عن المجالات الدفاعية والعسكرية الإيرانية، وخاصة وزير الدفاع، وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحركة مرور المسؤولين العسكريين والأماكن التي أقام فيها سليماني خلال الفترة من 21 مارس 2017، حتى 20 مارس 2019.
وأضاف أنه في حين أقام موسوي مجد وعائلته في سوريا، تظاهر بالتعاون مع المستشارين الإيرانيين هناك، بينما كان يقوم بجمع المعلومات الاستخبارية عنهم.