"معارضة" تحت التهديد..سيناريو اغتيال عبير موسى
كشفت عبير موسى، رئيسة الحزب الدستورى الحر فى تونس، عن مؤامرات تستهدف تصفيتها من قبل أعداء معروفين وغير معروفين.
وخلال مقابلة مباشرة على شاشة التلفزيون التونسي، كشفت أنها تلقت تحذيرًا من سياسي تونسي حول مؤامرة استهدافها بقنبلة يمكن أن تنفذ ضدها وأفراد حزبها من قبل أفراد منتمين لتنظيم داعش الإرهابي يقال إنهم تسللوا عبر الحدود التونسية قبل أسبوعين.
وقالت إن تفاصيل التحذير الذي تلقته في رسالة نصية هاتفية، بناء على معلومات استخباراتية، ستبلغ به مسؤولي مكافحة الإرهاب التونسيين.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، نقلت تقارير إعلامية أنباء عن تلقي موسى معلومات من أجهزة الأمن التونسية حول "التهديدات الإرهابية الخطيرة". وتزامن الكشف عن التهديد بالقنبلة مع تصريحات موسى حول مؤامرة أخرى، ولكن هذه المرة قادمة من داخل البرلمان نفسه.
واستنادا إلى محادثة تم تسجيلها على شريط وبثت على قناة البرلمان على يوتيوب، نددت موسى بنوايا نائب النهضة بشر الشابي والتيارات الموالية للنهضة بتلفيق قضية تتعلق بالإرهاب ضدها.
بعد اجتماع للجنة برلمانية، قالت إن الشابي والنائبة سامية عبو، يخططان "لتلفيق الاتهامات ضدها"، في مؤامرة إجرامية تظهر محاولة واضحة لإيذائها.
من خلال مقطع الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع، تبين أن سامية عبو، عضو التيار الديمقراطي التابع ليسار الوسط، مستاءة للغاية من الشعبية المتزايدة لعبير موسي في الوقت الذي كانت فيه عبير موسى توجه انتقاداتها لرئيس حزب النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي. وأدى التسريب إلى فضيحة طالت الشابي وعبو وخلقت انطباعًا سيئًا ووضعا محرجا جديدا للغنوشي الذي لم يعلق بعد عن أي تآمر ضد موسى تحت سقف البرلمان. كما أثارت المكالمة المسربة تساؤلاتٍ حول محاولات السياسيين التلاعب بالقضاء في تونس في إطار تصفية الحسابات السياسية.
بعد الدعم الواسع الذي تلقته داخل البرلمان على اقتراحها انتقاد التدخل الأجنبي في ليبيا، خلال جلسة 3 يونيو حيث شكك النواب في الغنوشي بسبب دعمه الواضح لحكومة فايز السراج في طرابلس ، يبدو أن عبير موسى قد عقدت العزم على المضي قدمًا في مواجهتها مع منافسيها لأبعد الحدود.
خلال جلسة 3 يونيو، صوت 94 نائبا لصالح مقترح عبير موسى، في حين صوت 68 ضده وامتنع 7 عن التصويت، ولم يبق سوى 15 صوتا لتمريره كقرار برلماني. لكن الخبراء قالوا إن حقيقة أن القرار استطاع جذب دعم 94 عضوا من خمس كتل برلمانية يعد تطورا كبيرا. وعنونت صحيفة تونسية يومية "عبير موسى نجحت في إحراج الغنوشي".
وتستعد رئيسة الحزب الدستوري الحر الآن لتقديم مشروع قرار جديد لتصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية وحركة "معادية للدولة المدنية" في خطوة من شأنها أن تضع حزبها في مواجهة مباشرة ضد حزب النهضة. وأوضحت عبير موسي أن اقتراحها سيجبر الدولة على "اعتبار أي شخص أو كيان تونسي له صلات بهذه المنظمة مذنبا بارتكاب جريمة إرهابية وفقا لقانون الإرهاب".
وطالبت موسى بموقف سياسي واضح من الإخوان. وقالت إن الأحزاب السياسية والسياسيين الذين يريدون أن ينفصلوا علنا عن جماعة الإخوان المسلمين يجب أن يثبتوا ذلك وأن يصوتوا لصالح مشروع الاقتراح هذا.
وتابعت في تصريحات أخيرة، إن بعض الكيانات السياسية وجماعات المجتمع المدني في تونس لديها قادة وأعضاء ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين ويتلقون تمويلًا من التنظيم، ومثل هذا الوضع "لا يمكن تصوره" لأنه "يمثل تهديدًا للمواطنين وللسيادة التونسية.
على الرغم من التهديدات المتعددة ، يبدو أن معنويات عبير موسى مرتفعة بالاستناد إلى التأييد الذي تحظى به وفقًا للاستطلاعات الأخيرة التي وضعت حزبها وجهاً لوجه أمام النهضة. وأظهرت الاستطلاعات أيضا شعبية موسى المتزايدة في أوساط الرأي العام المناهض للإسلام السياسي، مع إعجاب كبير بشجاعتها في مواجهة الشدائد السياسية حتى لو لم يتفق المستطلعون مع كافة مواقفها أو يتفقوا مع تكتيكاتها.