الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عصابة الأتقياء.. أسرار رعاية أردوغان لمدارس إخوانية في أفريقيا

الرئيس نيوز

كشفت وثائق قضائية من أوراق التحقيق في الجريمة المنظمة أن منظماتٍ غير حكومية وجمعيات مدعومة من حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تفتح مدارس في الدول الأفريقية لنشر أيديولوجية الإخوان المتطرفة وزيادة نفوذها في القارة.

اتحاد الطلاب التركي ذراع أردوغان

وفقًا لتسريب لمكالمة هاتفية سرية لرجل الأعمال الموالي لأردوغان عبد الله تيفنيكلي ومساعد أردوغان إبراهيم كالين، كشف تيفنيكلي أن المدارس التي أسستها الجمعيات التركية والمؤسسات المرتبطة بالحكومة في أفريقيا تقوم بتعليم الطلاب وفقًا لأجندة الإسلام السياسي التي يرعاها أردوغان، وأضاف رجل الأعمال التركي إن تلك المدارس ستكون قادرة على تحقيق أهداف أردوغان السياسية في غضون عامين. 

وأكدت الوثائق أن اتحاد الطلاب الأتراك الوطني (Millî Türk Talebe Birliği، MTTB)، الذي يروج لللإسلام السياسي في في تركيا، يعتبر الجهة المنوطة بها وضع الدليل الأكاديمي لتلك المدارس.

أجريت المكالمة بين كالين وتيفنيكلي بتاريخ 14 يناير 2013، في تمام الساعة 13:08، وفقًا لموقع نورديك مونيتور، الذي يتخذ من السويد مقرًا له، وجرت المكالمة بعد يوم واحد من زيارة رئيس الوزراء آنذاك أردوغان إلى الجابون والنيجر والسنغال في إطار جولة أفريقية في يناير 2013. وخلال جدول أعماله في أفريقيا، حضر أردوغان برامج نظمتها المدارس التي تديرها جمعية عزيز محمود هدياي، ويعد عبد الله تيفنيكلي وشقيقه فخر الدين تيفنيكلي من الأعضاء المؤسسين للجمعية المذكورة.

امسك عصابة

قال تيفنيكلي، الحليف القديم لأردوغان الذي كان يدير شركة تسمى إقسام انفستمنت القابضة،  لمساعد أردوغان: "كان من المثير للاهتمام جدًا أنه [أردوغان] زار مدارسنا فقط، لقد بدأنا العمل للتو. على سبيل المثال، أخبرت [موظفي المؤسسة] في غانا أن هناك حوالي 10000 [طالب] سيلتحقون قريبًا". ورد كالين قائلاً: "يتم تنفيذ [مشاريع] جيدة، وسيتم تنفيذ المزيد، إن شاء الله".

كان كالين نائب وكيل مكتب رئيس الوزراء وكبير مستشاري السياسة الخارجية لأردوغان في ذلك الوقت. ويعمل حاليًا في قصر أردوغان كمتحدث رسمي وكبير المستشارين.

ويلعب اتحاد الطلاب الأتراك الوطني MTTB دورًا مهمًا في تركيا في التعليم السياسي للشباب المنضوي تحت راية الإسلام السياسي، بما في ذلك مؤسسو حزب العدالة والتنمية الحاكم ومن بينهم أردوغان، والرئيس الحادي عشر عبد الله جول ورئيس البرلمان التركي السابق إسماعيل كهرمان. وفقًا لسيرة حياته الرسمية، شارك الرئيس أردوغان بنشاط في فرع الطلاب خلال سنوات دراسته الثانوية والجامعة.

تم تمويل المشاريع المدرسية للمنظمات غير الحكومية المرتبطة بحكومة في أفريقيا من قبل الوكالات والجمعيات التركية. على سبيل المثال، قامت مديرية الشؤون الدينية في تركيا (ديانت) ومؤسسة عزيز محمود هدياي ببناء مدرستين ابتدائيتين ومجمع مساجد في غانا، ووفقًا للأناضول، تم وضع حجر الأساس للمسجد عندما قام الرئيس أردوغان بزيارة رسمية للبلاد في عام 2016.

دعم داعش

ناقش كالين وتيفنيكلي في المكالمة السعي للحصول على دعم القادة الأفارقة خلال قمة الشراكة التركية الإفريقية الثانية من أجل بناء مدارس جديدة في بلدانهم. تم تأجيل القمة، التي كان من المقرر عقدها في عام 2013 في تركيا، واجتمع أردوغان والزعماء الأفارقة أخيرًا في مالابو، غينيا الاستوائية، 19-21 نوفمبر 2014. وتم اعتماد إعلان وخطة تنفيذ مشتركة 2015-2019 في القمة.

كان تيفنيكلي صديقًا مقربًا للرئيس أردوغان، وقد عمل أيضًا كعضو مجلس إدارة بنك المشاركة Kuveyt-Türk باللغة التركية، وهي مؤسسة مالية مقرها تركيا وتعد الحكومة التركية واحدة من أكبر المساهمين فيها.

علق كمال كيليشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، على اتصال تيفنيكلي بمساعد أردوغان مشيرًا إلى اتهام البنك الموالي للحكومة بالمشاركة وعن علم في حملات جمع الأموال لتنظيم داعش وجبهة النصرة بين تنظيمات إرهابية أخرى عديدة.