ما وراء زيارة عقيلة صالح؟.. خبير يوضح موقف الجزائر من الأزمة الليبية
علق الدكتور مختار غباشي، نائب مدير المركز العربي للدرسات السياسية، على زيارة رئيس البرلمان الليبي، المستشار عقيلة صالح، وموقف الجزائر من الأزمة الليبية التي أكد رئيسها، عبدالمجيد تبون، في وقت سابق أن طرابلس خط أحمر ترجو ألا يتجاوزه أحد، وذلك بعد سيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على مدينة سرت الساحلية في يناير الماضي.
موقف الجزائر
أوضح غباشي في تصريحات لــ"الرئيس نيوز": "تصريحات تبون أكدت أن الجزائر تقف ضد حراك المشير خليفة حفتر في عملية تحرير العاصمة طرابلس، كما أكدت الجزائر في أكثر من مناسبة أنها تقف مع حكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج باعتبارها تملك شرعية دولية".أضاف: "الغرب الليبي يمثل الهم الذي يهدد دولتي الجزائر وتونس، وبعد الانتصارات الأخيرة للقوات الموالية لحكومة الوفاق والسيطرة على الغرب الليبي كاملاً؛ زادت عقيدة الرئيس الجزائري بأن الحل السياسي المطروح داخل الساحة الليبي، لابد أن يكون مطروحاً وفق آليات اتفاق الصخيرات ومؤتمر برلين".
الرؤية الجزائرية
أشار غباشي إلى أن وجهة النظر الجزائرية تعتقد أن أي حراك سياسي داخل الساحة الليبية لابد أن يستند إلى عمودين أساسيين وهما حكومة الوفاق والبرلمان الليبي برئاسة المستشار عقيلة صالح، إلا أن المشكلة تكمن في عدم منح البرلمان الثقة لحكومة الوفاق رغم حصولها على تأييد دولي وإقليمي من الجزائر وتونس.واستطرد: "الجزائر تسعى لتبني طرحاً سياسياً قد يكون وفقاً لاتفاق الصخيرات، ومرجعيات مؤتمر برلين، واجتماع اللجنة العسكرية (5+5) برعاية أممية، بالتوازي مع إعلان القاهرة لما فيها من مبادئ يمكن البناء عليها أو بالتوازي معها، على أن يكون ذلك برعاية أممية وحضور دولي وإقليمي، خاصة مصر وتونس".
دلالات زيارة عقيلة صالح
لفت نائب مدير المركز العربي للدراسات السياسية أن "زيارة رئيس البرلمان الليبي إلى الجزائر تحمل شكلاً من أشكال الرؤى التي يطرحها الشرق الليبي ممثلاً في الجيش الوطني والبرلمان الليبي، ومحالة لتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بحل الأزمة السياسية.وأكد غباشي على أن تحرك الرئيس الجزائري ليس بعيداً عن رؤية حكومتي الوفاق وتركيا، ومن الممكن أن يكون بالتنسيق معهما، وهي محاولة لجس نبض الشرق الليبي، وكذلك تأكيد "تبون" على أن التوافق مع مصر سيساعد في حل الأزمة انطلاقاً من قرب القاهرة من الجيش الوطني والبرلمان الليبي، بينما تقف الجزائر بالقرب من حكومة الوفاق.
يرى غباشي أن توجيه الرئيس الجزائري الدعوة إلى رئيس البرلمان الليبي دون قائد الجيش الوطني الليبي، يأتي لقرب صالح من حفتر وتأثيره عليه، وهو ما رجح موقف حفتر السياسي، كذلك توجد مساحة خلاف بين قائد الجيش الوطني الليبي ودولتي الجوار تونس والجزائر.