الأحد 22 سبتمبر 2024 الموافق 19 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

قوى كبرى تضغط على السعودية وإيران لتفعيل سياسة «النأي بالنفس» في لبنان

الرئيس نيوز

تحاول قوى عالمية يوم الجمعة أن تعزز استقرار لبنان بالضغط على السعودية وإيران للكف عن التدخل في سياساته ومناشدة جماعة حزب الله كبح أنشطتها في المنطقة، على حد تعبير وكالة رويترز.
وانزلق لبنان إلى أزمة في الرابع من نوفمبر عندما استقال رئيس وزرائه سعد الحريري من منصبه خلال وجوده في السعودية قائلا إنه يخشى الاغتيال وانتقد إيران وحليفها اللبناني حزب الله.
وبعد ضغوط دولية ومفاوضات بين الفصائل السياسية اللبنانية عدل عن استقالته يوم الثلاثاء وأعادت حكومته الائتلافية، التي تضم حزب الله، التأكيد على سياسة الدولة المتمثلة في النأي بالنفس عن الصراعات في الدول العربية.
وتلتقي المجموعة الدولية لدعم لبنان، التي تشمل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين، في باريس يوم الجمعة في محاولة لدعم الحريري بغية منع حدوث تصعيد جديد.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مستهل الاجتماع الذي يحضره أيضا الحريري ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون “من أجل حماية لبنان من الأزمات الإقليمية من الضروري أن تحترم كل الأطراف اللبنانية واللاعبين الإقليميين مبدأ عدم التدخل”.
وأضاف :”اجتماع اليوم يجب أن يظهر إرادة المجتمع الدولي لتطبيق سياسة النأي بالنفس على المستوى الإقليمي بشكل فعال من قبل كل من في البلاد”.
واستغل ماكرون علاقات فرنسا الوثيقة مع لبنان والسعودية لتأمين اتفاق شهد سفر الحريري إلى باريس وفتح المجال لحل الأزمة الشهر الماضي.
وينظر على نطاق واسع إلى قلق السعوديين من النفوذ الذي تمارسه إيران وحزب الله في الدول العربية الأخرى على أنه السبب الرئيسي للأزمة التي أثارت مخاوف بشأن استقرار لبنان الاقتصادي والسياسي.
وأعلن لبنان عام 2012 سياسة “النأي بالنفس” بغية البقاء بعيدا عن الصراعات الإقليمية مثل الحرب الأهلية في سوريا. وعلى الرغم من هذه السياسة يشارك حزب الله بقوة في هذه الحرب حيث أرسل آلاف المقاتلين لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال دبلوماسي فرنسي ثان “الكلمة الأساسية في الإعلان النهائي يفترض أن تكون سياسة النأي بالنفس”.
وأضاف أن صياغة الإعلان النهائي لن تخص بالذكر طرفا بعينه لكنه سيحمل رسالة مفادها أن على السعودية وإيران عدم التأثير على السياسة اللبنانية وأن على حزب الله الحد من أنشطته الإقليمية.
وتابع “اجتماع الجمعة ليس ضد السعودية أو إيران وإنما لدعم لبنان”.
وفي خطوة تبرز الصعوبات التي تواجه التمسك بهذه السياسة ساند حزب الله يوم الخميس دعوات لانتفاضة فلسطينية جديدة ردا على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال الحريري وهو يقف إلى جانب ماكرون “سياسة النأي بالنفس وضعتها حكومتي وتبنتها كل المكونات السياسية وستسمح لنا بالحفاظ على وحدتنا الوطنية”.
وأضاف “استقرار لبنان ربما بدا كمعجزة صغيرة في ظل الصراعات العديدة التي تزعزع استقرار المنطقة، لكن أمكن الحفاظ عليه بفضل التضحية والحوار والحلول الوسط”.
ومن المنتظر أن يؤيد المشاركون في اجتماع الجمعة كذلك مساعي تعزيز الجيش اللبناني وإقامة مؤتمر استثماري للبنان عقب إجراء الانتخابات التشريعية. كما سيدعمون إصلاحات اقتصادية وتعامل لبنان مع ملايين اللاجئين السوريين.